IMLebanon

ما هي اهمية تلّتي صدر الجرش وحرف الجرش؟

ras-baalbeck-lebanese-army-1

 

اشارت مصادر عسكرية لصحيفة “السفير” الى قائد الجيش العماد جان قهوجي أدار منذ الساعات الأولى من فجر الخميس عملية عسكرية محترفة وبالغة الدقة، في جرود رأس بعلبك تمكن خلالها الفوج الرابع في الجيش من احتلال تَلَّتَي صدر الجرش وحرف الجرش شمال شرق التلة الحمراء، وذلك بعد أن مهد له سلاح المدفعية والطيران المروحي بدك مواقع المجموعات الإرهابية، وتمكن الجيش من احتلال التلتَين في وقت قياسي، متقدمًا عن مواقعه ما يزيد عن خمسماية متر في عمق الجرود.

وأشارت المصادر إلى أن الجيش استخدم قوة نارية هائلة باغتت الإرهابيين الذين فروا أمام الوحدات العسكرية في اتجاه الجرود السورية، مخلفين وراءهم العديد من الإصابات وكمية كبيرة من العتاد والأسلحة والمتفجرات والعبوات والأحزمة الناسفة (تبين أن إحدى التلتَين كانت مزنرة بالمتفجرات بكاملها).

وفيما تردد أن خمسة عسكريين بينهم ضابط قد أصيبوا بجراح نتيجة استهداف آلية عسكرية بقذيفة صاروخية في جرود رأس بعلبك، أكدت مديرية التوجيه إصابة ثلاثة عسكريين بجراح غير خطرة.

وعملت الوحدات العسكرية بعد السيطرة على تلتَي صدر الجرش وحرف الجرش في جرود رأس بعلبك على تثبيت تمركزها فيهما بالتزامن مع استهداف تحصينات المجموعات الإرهابية ونقاط تجمعها وطرق تحركاتها بالمدفعية والصواريخ، ما أدى إلى تحقيق إصابات أكيدة في صفوفها بين قتيل وجريح.

وأكدت المصادر لصحيفة “السفير” على الأهمية الإستراتيجية للتلتَين من خلال الآتي:

  • حماية مواقع الجيش الخلفية، لا سيما تلك التي كانت عرضة في الأيام الأخيرة لمحاولات تسلل من قبل تلك المجموعات.
  • السيطرة النارية المباشرة على مواقع المجموعات الإرهابية وخطوط إمدادها ما بين الجردَين الأوسط والأعلى، الأمر الذي يحد من حرية حركتها ويجعل المبادرة بيد الجيش.
  • خطوة أساسية على طريق ربط الجرد المنخفض من السلسلة الشرقية وهو يمتد من جرد عرسال بعد حاجز وادي حميد، حيث يتمركز الجيش في نقطة كبيرة ومحصنة، في اتجاه جرد الفاكهة ورأس بعلبك والقاع.
  • إن سيطرة الجيش على «الجرد الواطي» أو «البرية» (بتعبير أهل المنطقة) تسهل وصول أهالي عرسال إلى جزء كبير من أرزاقهم ومزارعهم القريبة من جهة، وتبعد شبح تسلل المسلحين نحو قرى السهل من جهة ثانية، وتحصن مواقع الجيش الذي يصبح مسيطرًا بالنار على جزء كبير من منطقة «سهل الوسعة» في جرد عرسال، وهي التي تفصل ما بين الجردَين الأوسط والعالي.
  • ثمة رسالة إلى الداخل اللبناني مفادها أن الجيش يملك الإرادة الصلبة لقتال المجموعات الإرهابية والانتصار عليها، ما يقتضي الالتفاف أكثر من أي وقت مضى حول المؤسسة العسكرية من كل فئات الشعب اللبناني.
  • ثمة رسالة إلى الخارج للإفراج عن السلاح الموعود به الجيش، «فهو أثبت أنه يملك الإرادة القتالية والعزم، ولكن من المهم أن يتوفر له السلاح النوعي الذي يمكنه من خوض هذه الحرب والانتصار فيها، ولو توفر له هذا السلاح لكان قادرًا على القيام بعمليات نوعية أكبر من شأنها أن تقلب الواقع القائم في الجرود رأسًا على عقب» على حد تعبير مصادر عسكرية.

يُذكَر أن العملية العسكرية تزامنت مع استنفار شامل للجيش في كل نقاط تمركزه في المنطقة خصوصًا أنه تم رصد تحركات مريبة في محيط عرسال (مخيمات النازحين السوريين).

وقالت مصادر أمنية في المنطقة لـ«السفير» إن الحياة كانت شبه طبيعية في المنطقة كلها ولم تتأثر حركة المدارس والطرق والمتاجر، كما ان مركز الأمن العام المستحدَث في بلدة عرسال شهد إقبالًا كثيفًا للنازحين السوريين الذين يريدون جعل إقامتهم على الأراضي اللبنانية قانونية، ومعظمهم جاؤوا من المخيمات الواقعة في جرد عرسال (بعد وادي حميد)، ولم يتمكن المركز من استيعاب أكثر من 400 حالة تمت تسوية أوضاعها، وهذا المسار سيستمر وصولًا إلى إقفال ملف النزوح غير الشرعي في كل هذه المنطقة، وهو الأمر الذي يتيح لمن حصلوا على إقامات التنقل بحرية على الأراضي اللبنانية.

من جهة ثانية، أكّد مصدر عسكري رفيع لصحيفة “الجمهورية” أنّ “عملية الجيش التي نفّذها فوج التدخل الرابع كانت خاطفة وحصَلت بسرعة واستُعمل فيها سلاح الطيران بنحو حاسم، وتمكّنَ الجيش من السيطرة على التلال»، لافتاً إلى أنّ «المراكز التي سيطر عليها الجيش لها أهمّية إستراتيجية وعسكرية كبيرة، إذ إنّه يستطيع من خلالها مراقبة المنطقة وتدعيم خطوطه الدفاعية، ويصبح في موقع قوّة ومتقدّماً أكثر».

وأكّد المصدر “أنّ هدف العملية هو تأمين المراكز العسكرية المنتشرة وحماية بلدة رأس بعلبك من أي خرق محتمَل، وما ساعد على نجاحها هو عامل السرعة، حيث سيطر الجيش على النقاط وطردَ الإرهابيين، وحصلت الإشتباكات بعدما تمّت السيطرة على التلال”.

وشدّدَ المصدر على أنّ “العملية دلّت على سرعة الجيش وجهوزيته لأيّ معركة قد تحصل، خصوصاً أنّ أسلحة متطوّرة استعمِلت فيها، مع وجود خطط تأخذ في الحسبان أيّ تطوّر ممكن أن يحصل”. وأوضحّ أنّ السلاح الاميركي لعبَ دوراً فاعلاً في المواجهات، وهذا السلاح سيستمرّ بالتدفّق الى لبنان، أمّا بالنسبة الى الطيران، فقد وُعِد الجيش بخمس طائرات، لكن حتّى الساعة لم يحدّد نوعها وتوقيت تسليمها”.