نفّذ الجيش فجر الخميس عملية عسكرية في جرود رأس بعلبك ومحيطها بهدف السيطرة على تلال متقدّمة في محيط “تلة الحمرا” التي دارت فيها المعركة الأخيرة، وشنّت وحداته هجوماً برّياً تحت غطاء جوّي وتحليق طائرات إستطلاع وقصف مدفعي عنيف، شملَ جرود المنطقة، وتحديداً “تلة الجرش” و”المخيرمية” ومحيطهما.
وبعد اشباكات مع المسلحين التابعين لتنظيمَي «داعش» و«جبهة النصرة»، تمكّن الجيش من السيطرة التامة على مرتفعَي «صدر الجرش» و«حرف الجرش»، شمال شرق تلة رأس الحمرا في اتجاه الحدود اللبنانية – السورية، وأصِيب في الإشتباكات ثلاثة عسكريين بجروح غير خطرة، فيما سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، وصادرَ الجيش كمّية من الأسلحة.
وأكّد مصدر عسكري رفيع لصحيفة “الجمهورية” أنّ “عملية الجيش التي نفّذها فوج التدخل الرابع كانت خاطفة وحصَلت بسرعة واستُعمل فيها سلاح الطيران بنحو حاسم، وتمكّنَ الجيش من السيطرة على التلال»، لافتاً إلى أنّ «المراكز التي سيطر عليها الجيش لها أهمّية إستراتيجية وعسكرية كبيرة، إذ إنّه يستطيع من خلالها مراقبة المنطقة وتدعيم خطوطه الدفاعية، ويصبح في موقع قوّة ومتقدّماً أكثر».
وأكّد المصدر “أنّ هدف العملية هو تأمين المراكز العسكرية المنتشرة وحماية بلدة رأس بعلبك من أي خرق محتمَل، وما ساعد على نجاحها هو عامل السرعة، حيث سيطر الجيش على النقاط وطردَ الإرهابيين، وحصلت الإشتباكات بعدما تمّت السيطرة على التلال”.
وشدّدَ المصدر على أنّ “العملية دلّت على سرعة الجيش وجهوزيته لأيّ معركة قد تحصل، خصوصاً أنّ أسلحة متطوّرة استعمِلت فيها، مع وجود خطط تأخذ في الحسبان أيّ تطوّر ممكن أن يحصل”. وأوضحّ أنّ السلاح الاميركي لعبَ دوراً فاعلاً في المواجهات، وهذا السلاح سيستمرّ بالتدفّق الى لبنان، أمّا بالنسبة الى الطيران، فقد وُعِد الجيش بخمس طائرات، لكن حتّى الساعة لم يحدّد نوعها وتوقيت تسليمها”.