تأكدت المعلومات عن عزل رئيس إدارة الأمن السياسي في سورية اللواء رستم غزالة من منصبه، ولكن بقي مصيره غامضاً، إذ تتضارب الشائعات بين مقتله وبين إصابته بجروح خطيرة وبين وجوده في المستشفى للعلاج من نوبة قلبية.
وأكدت مصادر شديدة الخصوصية لـ”السياسة” أن قرار إزاحة غزالة (الذي كان رجل النظام السوري الأول في لبنان قبل الانسحاب السوري العام 2005) اتخذ قبل أسابيع، خلال اجتماع قيادي برئاسة بشار الأسد حضره كبار أركان النظام، واستبعد عنه غزالة.
وعرض المجتمعون أداء الأخير وخلصوا إلى أنه لا يؤدي المطلوب منه في إطار حرب النظام للدفاع عن وجوده.
واضافت المصادر ان “هذه التهمة بالتقصير هي التي تم تداولها في الأوساط الضيقة للنظام، وجرى الحديث عن فشل غزالة في حشد عشيرته في محافظة درعا إلى جانب الجيش الأسدي في حربه، وساهم تقاعسه بخسارة منطقة الحدود الأردنية – السورية منذ بدايات الأزمة، علماً أن بعض أوساط النظام المستاءة من سلوك القيادة العسكرية ألقت اللوم في سقوط درعا، خصوصاً إلى سلاح الجو السوري ومخابراته بقيادة اللواء جميل حسن الذي قصف عشوائياً كل ما لا يعجبه، لكنه فشل في إصابة المواقع العسكرية المطلوبة، ما أثار غضب غزالة الذي أصيب قصره ودمر كلياً بقرفة في محافظة درعا، فأوصى بعزل اللواء حسن، إلا أن العكس هو ما حصل”.
وكشفت المصادر أن “السبب الرئيسي لعزل غزالة، في محاولة للتخلص منه، تكمن في لبنان وليس في سورية. وكما هو معلوم فإن غزالة كان مسؤول الاستخبارات العسكرية السورية في لبنان، بعد سحب غازي كنعان، حيث أنه خلال توليه مسؤولياته الأمنية وغير الأمنية في لبنان بين العامين 2002 و2005، جرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”، مشيرة إلى أن “النظام السوري ظن أنه بصدور القرار الظني في محكمة الحريري واتهام خمسة عناصر من “حزب الله” بالجريمة، أبعد عنه الاتهام، لكن وقائع الجلسات الأخيرة، بينت أن فريق الادعاء يملك معلومات هامة، لا يزال يحتفظ بها للوقت المناسب، عن تورط النظام السوري مباشرة، بالتخطيط وبتنفيذ الجريمة الإرهابية، ما يعني أن ملف النظام في المحكمة لا يزال مفتوحاً على مصراعيه. وكان لافتاً ما كشفته التحقيقات الدولية، عن وجود اتصالات هاتفية متعددة، بين منفذي الجريمة الخمسة من “حزب الله”، وبين مسؤولين سوريين خلال فترة التحضير للجريمة، منهم الرئيس بشار الأسد شخصياً وبعض قياداته الأمنية في لبنان”.
وأكدت المصادر أن قرار تصفية غزالة “اتخذ للتخلص من الإحراج الذي سببته هذه القضية، ولكن الأهم أنه في حال غياب الرجل، فيعني ذلك دفن كل الأسرار التي بحوزته، عن موبقات النظام السوري في لبنان. وهذا النظام الذي يكافح من أجل البقاء، بغنى عن فتح ملفات إضافية ضده في هذه المرحلة”.
ومن جهة ثانية، ثمة حديث تتداوله الأوساط الأمنية، عن قرار متخذ من قبل النظام السوري و”حزب الله”، بتصفية كل المتهمين بجريمة اغتيال الحريري. وفي هذا الإطار يعتقد أن دمشق سهلت اغتيال عماد مغنية في أحد أحيائها، ثم قتل اللواء جامع جامع في “إحدى المعارك”، إلى المتورطين في جريمة اغتيال الحريري، لكن من دون الإعلان الصريح عن ذلك.