حوار: رولان خاطر
صياغة: ريتا الطرق
في عصر الصورة، والتركيز على الوجه الجميل كمعيار لاستقطاب وقبول الإعلاميات، من دون التركيز كثيراً على الجوهر، بات رسل الإعلام قلّة، وسمر أبو خليل من هذه القلّة. سواء أحببتها أم لا، استطاعت أن تثبت نفسها كمحاورة سياسية بمضمون ثقيل من دون ان تلجأ الى اعتماد الشكل وسيلة للاستقطاب. في إحدى اللقاءات الإعلامية، يقول أحدهم مرة “… من القلائل اللي بينعملن حساب”. هي سمر أبو خليل، “سيدة من سيّدات القصر” الإعلامي.
سمر أبو خليل، تحدثت إلى موقع IMLebanon ، عن المستجدات في حياتها المهنية، فأوضحت أن الكثير من الأبواب الاعلامية فتحت لها، إضافة إلى عروض كثيرة، إلا أن أياً منها لم يكن متكاملاً، فتارة تكون ناقصة على المستوى المهني وتارة على المستوى المادي، وبالتالي، لم تصادف حتى الآن أي عرض مغرٍ يجعلها تترك لبنان وقناة “الجديد”، حيث بدأت الأمور تأخذ منحى إيجابياً ومتقدماً على المستوى العملي. لكنها لفتت إلى أن الحياة عرض وطلب، ولا أحد يعلم كيف تتغيّر ظروف البلد، آملة ألا تضطر يوماً الى الهجرة التي ترفضها رفضًا مطلقًا، علماً أن عائلتها تملك الجنسية الأميركية، وهذا لم يغر أبو خليل يوماً لزيارة الولايات المتحدة.
أبو خليل كشفت عن الموسم الثاني لبرنامج “سيد القصر” الذي حقق الجزء الأول منه نجاحات ومشاهدة مبهرة محلياً وعربياً، موضحة أن طريقة المقاربة ستكون مختلفة تماماً، ولن تتناول هذه المرة رئاسة الجمهورية، بل الجانب الآخر من شخصية الضيف. كما لن يقتصر البرنامج على تناول “أسياد” في السياسة، بل سيستضيف شخصيات برعت في المجتمع، والفن، والفن الملتزم الذي يلامس السياسة في مكان ما، أمثال زياد الرحباني، وجوليا بطرس،..أما اللقاء مع فيروز فهو حلم تتمنى ان يتحقق يوماً.
ولفتت الى أنّ وتيرة العمل بهذا البرنامج بطيئة قليلاً اليوم بسبب ظروف البلد، إلا أنّه من الآن ولغاية الشهر تقريبًا سيبدأ تصوير الحلقات الأولى.
أبو خليل كشفت أن سليمان فرنجية هو الشخصية الأبرز التي تركت أثراً لديها، فهو “شخص قريب من الناس ويملك “كاريزما” تختلف عن الجميع، شاب، يمتلك العديد من الهوايات، عفوي و”لايت” بمقاربته للأمور وصفحة بيضاء”.
وعن ظاهرة مغادرة الضيوف المنابر الاعلامية، اعتبرت ان المسؤولية تقع على مقدّم البرنامج وعلى الضيف معاً. فإما أن يكون الضيف استُفز، وإما بالغ في ردّة فعله. واحياناً تكون المسؤولية منفردة، مرة على المقدم او على الضيف. وفي هذا الإطار، استذكرت مع حصل معها مع الوزير السابق وئام وهاب. فالوزير وهاب، كما تقول أبو خليل، تناول وقتها “هيئة العلماء المسلمين” بنقد قاس ولاذع كما العادة، فما كان من هيئة العلماء إلا أن كلّفت احد المشايخ للردّ، وهو حق يحفظه لها القانون المرئي والمسموع، فاعترض الوزير وهاب، معتبرا ان القوانين لا تُطبق عليه، وانسحب من الحلقة. والمستغرب أن وهاب انسحب بعدما استمع إلى المداخلة كاملة، في حين كان الأجدى به الانسحاب قبل أخذ المداخلة، وبالتالي هذا يؤكد ان ما حصل هو عملية استعراضية ليس أكثر. والمفارقة الأهم، ان وهاب عاد إلى الاستديو بعد الوقفة الاعلانية، بعدما أحسّ أنه أخطأ، وهذا “يسجل لي انتصارا كافحاً”، كما قالت، مؤكدة أن الضيف الحكيم والذكي يمكن ان يتفادى عملية الخروج من الاستديو، لأنها خسارة له بالدرجة الأولى.
وعما إذا كان هناك في الأفق أي برنامج سياسي خاص قيد التحضير، لم تنف أبو خليل، وقالت: “انشالله”.
نسيان إسم الضيف من أكثر الأشياء المضحكة والتي تشكل إحراجًا لأبو خليل. كما ان نسيان التواريخ امر يحصل في بعض الأحيان.
وردًا على سؤال على من تعتبره منافسًا لها، قالت أبو خليل: “برأيي لا أحدا ينافس أحدا، كلّ شخص لديه شخصيته والكاريزما الخاصة به وطريقته وأسلوبه في مقاربة الحوار السياسي وطرح الأسئلة وإدارة الحلقة”.
وأضافت: “مهنيًا، لا أحد Ideal، بل هناك أشخاص ناجحون، مثلاً اليوم أكنت تحبّ أو لا تحب أسلوب الإعلامي مرسال غانم، إلا أنّه علامة فارقة في الـtalk show السياسي، محلياً وعربياً، وهناك أسماء عديدة أخرى تركت بصماتها وسطّرت بطولات على مدى العشرين سنة الماضية، وبالتالي، هناك مدارس معينة، يمكن أن يجد مقدّم الحوار نفسه بها، أو ينتمي إليها، ولكن لا مثالية في الحوارات السياسية ولا احد كاملاً.