بدأت مخاوف فعلية تنتاب اوساطاً وزارية تعمل على خط المساعي الجارية لحلّ الأزمة الحكومية من انْ تطيح التنافسات والحسابات المسيحية حيال أزمة الشغور الرئاسي بقدرة الحكومة على الاستمرار بعدما تبيّن ان هذه التنافسات أطلقت مناخاً من المزايدات يصعب معها عودة أصحاب المواقف المتصلّبة عن السقوف التي ذهبوا اليها.
وأفادت المصادر الوزارية صحيفة “الراي” في هذا السياق، بأن التجمّع الذي ولد في الاجتماع المسمّى ،اللقاء التشاوري، الذي ضم الوزراء المحسوبين على الرئيس ميشال سليمان وحزب الكتائب والوزير بطرس حرب، بدأ يشكّل واقعياً، محوراً مواجِهاً للوزراء في كتل أخرى، وإنْ نفى رموز هذا التجمع ان يكونوا في مواجهة مع احد.
ولاحظت نفس المصادر، ان الرئيس أمين الجميل ذهب بوضوح الى انتقاد الحوار الجاري بين فريقيْ النائب ميشال عون و الدكتور سمير جعجع، معتبراً انه يغطي الفراغ الرئاسي، في وقت يحرص الجميّل ومعه الرئيس سليمان على تظهير قواعد جديدة ضمن الحكومة، يكون عبرها وزراؤهم متمتّعين بالقدرة على توجيه اللعبة، وهم تمكّنوا حتى الآن من إحباط مسعى الرئيس تمام سلام لتعديل آلية عمل مجلس الوزراء بالعودة الى الأصول التي يفرضها تعطيل القرارات، وتمسّكوا بالإبقاء على الآلية التي تُتخذ عبرها القرارات بإجماع الوزراء.
وتتخوف المصادر من تمادي مناخ التنافسات المسيحية – المسيحية الى حدود قد ترتبط معها تماماً تعقيدات الأزمة الحكومية بالأزمة الرئاسية نهائياً، وهو الامر الذي يعني شلّ الحكومة تماماً، وإنْ استعادت جلساتها، مع كل ما يرتّبه ذلك من محاذير وأخطار على البلاد، مشيرة الى انه ،رغم استمرار المساعي والمشاورات من اجل التوصل الى مخرج للمأزق فان المعطيات لم تسفر عن اي انفراج بعد،.
ولم تُخْفِ هذه المصادر خشيتها من ان ،يتحوّل الخلاف على الآلية الحكومية الى عنوان تصعيد كلامي وإعلامي في الساعات المقبلة في ظل تهيؤ أطراف مؤيدة لتعديل الآلية للردّ على اللقاء التشاوري الذي اشارت تقارير الى انه قد يعقد اجتماعه المقبل في مقر البطريركية المارونية،، علماً ان مغادرة الرئيس سعد الحريري بيروت ليل الاربعاء الماضي، عائداً الى الرياض، بعد نحو اسبوعين أمضاهما في بيروت لمناسبة الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، من شأنها التأثير على زخم المساعي لتجاوُز المأزق الحكومي.