عدنان الحاج
أثار قرار شركة الطيران البريطانية «بريتش ايرويز» وقف عمليات الشحن الجوي من مطار بيروت، اعتباراً من اول آذار المقبل، موجة من ردود الفعل من قبل وزارة الأشغال العامة والنقل والسفارة البريطانية في بيروت، التي أكدت أن قرار تعزيز التدابير في تطبيق المعايير الدولية، يعود إلى قرار الاتحاد الأوروبي. وان تصنيف لبنان في درجة المخاطر عالية ويأتي ضمن القرار الأوروبي، الذي يعتبر ملزماً لكل سلطات الطيران في هذه الدول. فلو كان الوضع سليماً في مطار بيروت لماذا جاء تصنيف لبنان من ضمن المخاطر المرتفعة؟
زعيتر: تعديلات في المطار
أكد وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، في مؤتمر صحافي أمس، تعليقا على قرار بريطانيا منع استيراد البضائع من لبنان، أن «التعديلات التي قام بها الطيران البريطاني تستدعي بعض التعديلات في المطار»، مؤكدا «التنسيق الكامل بين الطيران المدني اللبناني والاتحاد الاوروبي والاتفاق على القرارات الدولية»، مطمئنا «اننا سنوفر كل المعدات المطلوبة لسلامة الطيران».
وأوضح زعيتر أنه «سيتم التدريب على العمل على آلات الكشف عن المتفجرات»، مؤكدا «العمل بموجب الاجراء المطلوب من الاتحاد الاوروبي والطيران البريطاني كي لا يكون المطار من مطارات دول العالم الثالث».
ولفت الانتباه إلى أن «مركز الشحن في المطار ليس بالمستوى المصور». وهناك بعض النواقص فقط ونعمل على تأمينها».
وأضاف: «نحن على تواصل دائم مستمر مع الاتحاد الاوروبي حتى نصل إلى النتيجة المطلوبة لتحسين أدائنا، وما تسلمناه من الاتحاد الاوروبي هو أن هناك إجراءات جديدة للطيران وليس أن مستوانا غير جيد».
وفي معرض التعليق على ردود الفعل يهم «السفير»، أن تسجل الآتي:
لا بدّ من الاشارة الى ان تصنيف لبنان بدرجة المخاطر المرتفعة في مجال الشحن الجوي، بات يستوجب تفتيشاً ثانياً وهو أمر لم يكن مطلوباً في السابق، أي قبل القرار الأوروبي. كذلك لم يتم توضيح ماذا طُلِب من لبنان قبل ان يصنّف بزيادة مخاطره العالية في مجال الشحن وقبل قرار الشركة البريطانية وقف عمليات نقل البضائع وعمليات الشحن من مطار بيروت، فما هي الأمور المطلوبة قبل قرار التصنيف ولم تفعله الدولة اللبنانية؟ وما هي أسباب زيادة مخاطر الشحن من لبنان؟. اما القول إن مركز الشحن في مطار بيروت جيد ولا يحتاج الى شيء، فإن هذا يتناقض مع الزيارة الاخيرة التي قام بها وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور ووزير الاشغال العامة غازي زعيتر، الأمر الذي نجمت عنه تصريحات انتقدت الوضع الراهن لمركز الشحن في مطار بيروت وعدم جهوزيته .
اخيراً لا بد من التوضيح أن قرار تصنيف لبنان بالمخاطر العالية ووضعه بمستوى جيبوتي والسودان، ألزم الدولة ضرورة ان تجري التفتيش الثاني وتطبق المعايير الدولية، وليس العكس، اذ ان التصنيف جعل لبنان بحاجةٍ الى تفتيش آخر، وهو لم يكن بحاجة إلى هذه القرارات لو كانت مراكز الشحن فيه سليمة من الناحية الأمنية والسلامة في النقل الجوي.
القضية هنا ان قرار الاتحاد الاوروبي الذي اتخذ من قبل السلطات المعنية يلزم كل السلطات في الاتحاد الاوروبي على تنفيذ القرار بتصنيف لبنان، بالمخاطر العالية، وبالتالي وقف عمليات الشحن الجوي من مطار بيروت قبل الانتقال الى مرحلة الحظر ووضع لبنان على اللائحة السوداء .
توضيح السفارة البريطانية
من جهتها، أوضحت السفارة البريطانية في كتاب لـ «السفير» أن التدابير المتخذة من قبل الشركة البريطانية «بريتش ايرويز» بوقف شحن البضائع من مطار بيروت، هو قرار اداري لـ «الشركة « وليس قرارا عائدا إلى الحكومة البيريطانية، وأن التدابير المتخذة في تطبيق المعايير الدولية تعود إلى قرار من الاتحاد الأوروبي. ومما جاء في التوضيح:
قرأنا في جريدتكم الغراء مقالاً عن قرار بريطاني بوقف نقل البضائع جواً من بيروت. نوّد ان نوّضح لحضرتكم التالي:
«ان قرار الاتحاد الاوروبي الاخير لتطبيق وتعزيز المعايير الدولية في التفتيش والتدقيق على البضائع المشحونة جواً، ليس بقرار بريطاني ولا يعني وقف نقل البضائع من مطار بيروت. تعمل المملكة المتحدة بشكل وثيق مع السلطات اللبنانية على تعزيز عمليات التفتيش وتطبيق معايير وقواعد سلامة الشحن الدولية».
وفي هذا الإطار، أكدت مصادر مطلعة لـ «السفير»: «ان قرار شركة الطيران البريطانية «بريتش ايرويز» بوقف نقل البضائع من مطار بيروت، اعتباراً من بداية آذار المقبل هو قرار اداري للشركة، وليس قرارا عائدا للحكومة البريطانية».