Site icon IMLebanon

مشهد انضمام مسيحي الى المجموعات التكفيرية أعجب “المخرج”

وكأن مشهد انضمام مسيحي الى المجموعات التكفيرية أعجب “المخرج”، فأعاد تكراره خلال مدة قصيرة. فبعد مشهد إيلي الورّاق” ها هما شارلي حداد وجورج ديبة” يتصدّران الأخبار المحلية” بعد تقارير عن اعتناقهما الإسلام المتشدد” وسفرهما الى خارج البلاد للقتال الى جانب تنظيم ،الدولة الإسلامية” (داعش).

فما صحة هذه الاخبار؟ وهل انضمّ ديبة فعلاً الى “داعش”؟ وهل هو خارج لبنان أم انه لم يغادره منذ فترة؟

لم تعد عاصمة الشمال ،تصدّر” المسلمين المتشددين فقط” بل أصبح للمتشددين القدرة على النفاذ الى عقول الشباب المسيحيين وغسلها. واذا كان الشك رافق عملية توقيف الجيش اللبناني الوراق (من بلدة شربيلا العكارية ) في شهر كانون الثاني الماضي” بتهمة التحضير لتنفيذ عمليات انتحارية” لجهة اذا كان الأخير اعتنق الاسلام أم لا” فإن ديبة (23 عاماً) أكد في بيان إشهار إسلامه” وإنْ نفى في شكل قاطع التحاقه بالتنظيم.

وجاء في البيان: “كانت صدمة لأهلي ولكن الأمور – لله الحمد – تيسّرت” فنحن نسكن معا بخير وسلام” وأنا طالب جامعي في الجامعة العربية في طرابلس وأدرس الفيزياء وأعيش حياة طبيعية”، مضيفاً: ،لم ألتحق بـ (داعش)” فديننا يأمرنا بالعدل والإحسان وعدم التعدي على الناس والمحافظة على الكلّيات الخمسة” التي هي الدين والنفس والعقل والنسب والمال”.

واذا كانت الأجهزة الامنية في الشمال تنشغل بالبحث عن شارلي حداد (1991) وهو شاب من عائلة أرثوذكسية في ضهر العين” انضم – حسب المعلومات – الى جماعات تكفيرية وغادر لبنان في 10 ايلول الماضي” متوجها الى تركيا في اجازة لكنه لم يعد بعدما كان أكد لعائلته أنه سيعود في بداية شهر تشرين الأول الماضي” فإن ديبة لم يغادر لبنان على عكس الإشاعات التي يتم ترويجها” حسب ما قالته لـ “الراي” والدته كارول خلاط” وهي أمينة سرّ فرع ،الصليب الأحمر” في طرابلس” والناشطة الاجتماعية البارزة في الشمال. ابن الزاهرية الوحيد لوالديْه” نبيه وكارول خلاط” إلى جانب شقيقته” من عائلة ارثوذكسية عريقة في طرابلس ،درس في مدرسة (الليسة) لينتقل بعدها الى فرنسا لإكمال دراسته الجامعية قبل ان يعود الى لبنان ويدخل الى الجامعة العربية في طرابلس” واليوم هو في سنة ثالثة فيزياء”، حسب والدته” التي أكدت أن جورج “اعتنق الإسلام في فرنسا” وعند عودته أبلَغنا بالأمر ونحن عملنا على احتضانه وتفهمه” وهو يمارس شعائره الدينية في المنزل بشكل طبيعي.

انضمام جورج الى “داعش” ومغادرته لبنان الى تركيا أو سورية لا يمت الى الحقيقة بصلة” حسب والدته التي قالت: “لم يغادر ابني المنزل” وأصدرنا البيان التوضيحي من داخل بيتي” وابني جالس الى جانبي”.الوالدة تحدثت عن طباع ابنها الهادئة فهو “الخلوق المحبوب الذي يعشق عائلته” نحن أسرة متفهمة وهو ابني الذي سأبقى الى جانبه وسأبقى أغمره بدفئي وحناني” لكن الناس تعشق خراب البيوت واثارة النعرات الطائفية” تعبنا من هذا الموضوع” وأضافت: “نحن استوعبنا ابننا لكن الناس لم يستوعبوا ذلك”.