اعتبر الأمين العام لاتحاد المؤسسات السياحية جان بيروتي أن حضور الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي إلى لبنان بدعوة من وزير السياحة ميشال فرعون، “إنجاز مهم سيكون مردوده كبيراً على لبنان، لأنه أعطى روحاً جديدة لشراكة حقيقية مع القطاع العام، واعترافه بأن لبنان ما زال قادراً على إعادة النمو في القطاع السياحي لأن اسمه ما زال قوياً على الخريطة السياحية كما أن مستوى خدماته السياحية جيد برغم الظروف الإقتصادية التي يمرّ بها”.
وفي حديث لـ”المركزية”، أعلن بيروتي أنه يعوّل “الكثير على ما قاله الرفاعي بأن الدخل القومي يشكّل 9 في المئة في العالم في ظل سياحة يتجاوز عدد السياح خلالها المليار و200 مليون، وأن إعطاء أكثر من 20 تأشيرة تؤمّن المزيد من فرص العمل، مطالباً باستقرار مستدام في لبنان، لأن الأردن الذي يعيش الخريطة ذاتها وتداعيات الازمة السورية أيضاً، دخل إليه 6 ملايين و500 ألف سائح عام 2014، ويقدّر عدد الذين سيدخلون الى مصر عام 2015 أكثر من 11 مليون سائح، لذلك فالإستقرار السياسي مطلوب حتماً”.
وأسف بيروتي لـ”غياب الإستقرار السياسي في لبنان وفقدان هيكلية الدولة في ظل الشغور الرئاسي وتعطل عمل الحكومة والمجلس النيابي، إضافة الى المعوقات أمام النمو السياحي في لبنان من خلال فرض التأشيرات التي لا تشكّل مدخلاً للإستقرار، والدليل على ذلك أن دبي لا تخضع لنظام التأشيرات ولم يقع فيها أي حادث أمني، وتستقبل السياح من مختلف دول العالم”، متسائلاً “أي ضريبة يمكن أن يستفيد منها لبنان إذا تم اقتطاع 1500 دولار من السائح السعودي الذي يدفع 15 ألف دولار، ضريبة على القيمة المضافة؟ وكذلك بالنسبة إلى السائح غير السعودي أو الخليجي الذي يدفع 2500 دولار يُقتطع منها 250 دولاراً ضريبة على القيمة المضافة، علماً أن نمو السياحة يعطي مردوداً ليس للقطاع فحسب بل لمختلف القطاعات أيضاً”.
مرتكزات النهوض: واعتبر أن السياحة “هي القاطرة الوحيدة للإقتصاد الوطني، لذلك المطلوب تفعيل مرتكزات النهوض في هذا القطاع من خلال الاستقرار المستدام وتسهيل السفر، وأن نصل إلى المقصد السياحي لدول معيّنة تدعم سياحتنا، ودرس كلفة الطيران المرتفعة”، مستغرباً “كيف تُفرض الضرائب والرسوم على القطاع السياحي وهو القادر على تأمين المردود المالي والإقتصادي الذي نصبو إليه؟”.
وطالب بـ”التركيز على دول جديدة تساعدنا على النمو السياحي مثل كوريا، ماليزيا، البرازيل، الصين حيث يسوح أكثر من 120 مليون صيني في العالم من دون أن يستفيد لبنان منهم بشيء”، مطالباً القطاع العام بوضح خطة تؤمّن التواصل مع تلك الدول، خصوصاً مع اللبنانيين المنتشرين الذين يقدّر عددهم بـ 10 ملايين، لأنه إذا تمكنا من استيعاب 5/1 فسيكون القطاع السياحي في أحسن حال.
ورحّب بيروتي بخطة وزير السياحة “إن على صعيد التواصل مع اللبنانيين المنتشرين أو من خلال “طريق الفينيقيين” التي أطلقها بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية أمس، وهي تربط 13 دولة في منطقة البحر المتوسط والجزء الأكبر منها في لبنان”، معتبراً أن “هناك 52 نوعاً من السياحة في العالم، يتمتع لبنان بجزء كبير منها.
موسم التزلّج: وتطرق إلى السياحة الشتوية، مطمئناً إلى أن “المناطق السياحية ومراكز التزلج فيها تعيش أفضل أيامها، بعد سنوات من شحّ الثلوج، ما عوّض عنها بمعدلات كبيرة، حيث تتراوح نسبة الإشغال في الـ”ويك أند” ما بين 70 و100%، وفي أيام الأسبوع ما بين 30 و35% بسبب انعدام السياحة الخليجية هذا العام، والتعويل على اللبنانيين المقيمين والمغتربين.