Site icon IMLebanon

“مثلث حزب الله” في قبضة النظام!

استأنفت القوات الحكومية السورية، مدعومة بمقاتلي “حزب الله” ومقاتلين أجانب آخرين، معركة استعادة السيطرة على ما يطلق عليه المعارضون تسمية “مثلث حزب الله” في إشارة إلى المناطق التي تربط ريف درعا الشمالي بريف دمشق الجنوبي وريف القنيطرة الشرقي، بهدف السيطرة على تل الحارة الاستراتيجية التي تكشف مناطق درعا والقنيطرة، وتوفر حماية للعاصمة من هجمات المعارضين.

وقال ناشطون سوريون، إن قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاءها، أحرزت تقدما في جنوب سوريا، وسيطرت على 5 قرى وتلال عدة في المنطقة، بعد معارك عنيفة مستمرة مع مقاتلي المعارضة، وبينهم “جبهة النصرة”، أسفرت عن مقتل قياديين في “النصرة”، و”لواء شهداء أنخل” و”ألوية الفرقان” اللذان يعتبران من فصائل “الجيش السوري الحر” المعتدلة في الجبهة الجنوبية.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، لـ”الشرق الأوسط”، أن استئناف القتال “جاء بعد تحسن الأحوال الجوية، مما أتاح لسلاح الجو النظامي استهداف التلال التي يتمركز فيها المعارضون، كما أتاح للآليات العسكرية قدرة على الحركة”. وأشار إلى أن “حزب الله” الذي يقود المعركة وتدعمه تغطية نارية من قوات النظام وسلاح الجو، “عمد إلى المناورة عبر تضليل قوات المعارضة، إذ حرك مجموعاته من نقطة، وأطلق الهجوم من نقطة ثانية، في محاولة منه للسيطرة على كفر شمس وكفر ناسج، مما يسهل السيطرة على تل الحارة (إلى الجنوب) الاستراتيجية التي تشرف على جميع مناطق درعا والطرق المؤدية لها”. وقال إن هدف المعركة “السيطرة على تل الحارة والتلال الحمراء الواقعة شرق القنيطرة، مما يمكنه من استعادة السيطرة على المثلث الذي نسميه (مثلث حزب الله) في جنوب سوريا”.

وكان ناشطون أكدوا أن “الاشتباكات العنيفة بدأت منذ ليل الجمعة – السبت بين قوات النظام و”حزب الله” اللبناني بدعم من الحرس الثوري الإيراني ومقاتلين عراقيين من جهة، ومقاتلي عدد من الفصائل بينها “جبهة النصرة” من جهة أخرى، في منطقتي حمريت وسبسبا في ريف دمشق الغربي، وسط تقدم لقوات النظام التي سيطرت على بلدة الهبارية وعدد من التلال المحيطة في ريف درعا الملاصق، مما أسفر عن مقتل 7 مقاتلين معارضين على الأقل.

وسبق سيطرة القوات النظامية على القرى حملة من القصف الصاروخي والمدفعي وصفها ناشطون معارضون بـ”الهستيرية” استهدفت قرى الهبارية وسلطانة وحمريت و”أجبرت” فصائل المعارضة على “الانسحاب الجزئي” من خطوط الجبهات في بعض المناطق المذكورة، لتتقدم القوات النظامية مدعومة بمقاتلين أجانب إلى القرى وتفرض سيطرتها عليها بشكل كامل.

وأكد ناشطون من درعا أن القوات الحكومية “مهدت للعملية بتنفيذ رميات ﻋﻠﻰ تجمعات المعارضين من عدة محاور في بلدات الهبارية وكفر ناسج والطيحة وسبسا وعدد من التلال الاستراتيجية في المنطقة على مثلث أرياف درعا والقنيطرة وريف دمشق الجنوبي والغربي”.

وقال هؤلاء إن سلاح الجو “استهدف التلال المشرفة على مناطق العمليات، وسط كثافة نارية كبيرة يستخدمها (حزب الله) أثناء هجومه”، مؤكدين في الوقت نفسه “مشاركة قوات من جيش التحرير الفلسطيني إلى جانب مقاتلين لبنانيين وعراقيين وإيرانيين وأفغان في الهجوم”.

بدوره، أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة في ريف دمشق بأن “القصف المدفعي والصاروخي من ثكنات اللواء 121 في كناكر، لم يتوقف، واستهدف حمريت وسلطانة في الوقت الذي تتعرض فيه هذه البلدات لمحاولة اقتحام من قبل قوات النظام”.

وجاء الهجوم بعد تنفيذ الطائرات عمليات قصف للتعزيزات في ريف درعا الشرقي، كانت تتحضر لمؤازرة قوات المعارضة بالريف الشمالي، إضافة إلى تقدم قوات النظام على مرتفع استراتيجي في السويداء.

وأفاد ناشطون، بأن “قوات النظام قصفت براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية والهاون، بلدات: كفر شمس، والطيحة، والمال، من مقارها في الفرقة التاسعة بالصنمين، كما ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على بلدة الطيحة”. وحمريت وتل قرين”.