خرج زهاء ٥ آلاف اشوري من ٣٤ قرية آشورية على نهر الخابور، الى أماكن اكثر أمناً، وهرباً من مجازر تنظيم “داعش” التي ترتكب بحقهم. تَرَكُوا منازلهم ولجأوا الى اماكن اكثر أمناً او الى بلدان مجاورة، لكن أغلبيتهم توجهت الى الحسكة المدينة.
أمس نظمت مسيرة منددة بالمجازر وتدعو الى تحرك المجتمع الدولي لوقف هذه الارتكابات، وشدد المشاركون فيها على رفض الارهاب والمطالبة بالوقوف ضد ما يحصل بحق الآشوريين.
وكيل رئيس الطائفة الآشورية في لبنان الخوراسقف يترون غوليانا تحرك مع وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دورفريج في اتجاه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم لتسهيل مرور العائلات التي تنوي الهرب الى لبنان عبر الحدود نتيجة التدابير التي يتخذها الأمن العام، وفقاً لقرار الحكومة المتخذ في شأن وقف دخول اللاجئين السوريين الى لبنان، علماً ان الحالات الانسانية تستثنى من هذا القرار. وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أكد ل”النهار” ان الحالة الآشورية “إنسانية بامتياز، وهذا القرار لا التباسات فيه البتة، وثمة حاجة الى تسهيل امورهم على الحدود، وهذا ما يحصل”. عدد الوافدين ليس كبيراً، “الى الآن دخلت عائلتان فقط، والمطرانية تؤمن لهم مكاناً للسكن، ووضعت الوزارة واجهزتها بتصرف المطرانية”، وفق درباس، علماً ان مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين تتابع اوضاعهم.
أحد المتابعين لملف مسيحيي الشرق قال لـ”النهار” إنّ الاشوريين لم يبدوا رغبة في المجيء الى لبنان، لأن لبنان لا يرقى الى ان يكون وطن لجوء او للمضطهدين، وخصوصا انه ينوء تحت وطأة اللاجئين الفلسطينيين والآن السوريين. وأكد ان التحرك في اتجاه المسؤولين اللبنانيين لتسهيل دخولهم الى لبنان مبدأي، وتحسباً لأي عرقلة اثناء دخولهم الحدود، علماً ان التجاوب اللبناني جيد جداً في هذا المجال.
من جهة ثانية، ثمة خوف على المسيحيين في المنطقة وما يتعرضون له، هم يضطهدون امام اعين الجميع، وستشهد الأيام المقبلة تحركات عدة لوقف هذا الاٍرهاب.
رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام أكد ل”النهار” ان ما يحصل مريب، معتبراً انه “بعد ١٠٠ سنة على مجزرة سيفو التي قام بها الأتراك، نحن نتعرض لمجزرة جديدة واخطر، لأنها تحصل تحت سمع ونظر المجتمع الدولي مباشرة من دون ان يتحرك”، مشبهاً ما يقوم به التحالف الغربي بالفيلم الهندي الرديء. كما تساءل وتوقف افرام عند الصمت العربي “الذي هو اكثر من مريب، هو مخيف وقاتل. هذا الذي يجري بحق المسيحيين مرفوض ومخيف ومدان، وما من احد يتحرك لا المجتمع الدولي ولا العربي”. وختم افرام ان مسيحيي الشرق هم أيتام هذه المنطقة.