خاطب البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ضمائر المسؤولين المعنيين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من داخل البلاد وخارجها، بعدم انتخاب رئيس للجمهورية، قائلاً: “إنهم يتسببون “بنزف” مقدرات الدولة و”بنزف” مهام وصلاحيات مؤسساتها الدستورية والعامة، “وبنزف” مالها العام، “وبنزف” أخلاق شعبها، “وبنزف” الهجرة الحسية والنفسية لدى أجيالها الطالعة، و”بنزف” كرامة الوطن اللبناني ودوره في محيطه وعلى المستوى الدولي”.
كلام الراعي جاء خلال ترؤسه قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، حيث طلب من الله أن يهدي المسؤولين المعنيين إلى المخرج الأساسي من دوامة النزف القاتلة هذه، ويرشدهم إلى المدخل الوحيد لحياة الدولة بكل مقوماتها، “ونعني بهما انتخاب رئيس جديد للجمهورية اليوم قبل فوات الأوان”.
وأضاف: “ليس الفراغ الرئاسي مادة لابتكار البديل من وجود رئيس، ولا رئاسة الجمهورية أمر قابل للاستغناء عنه ولو للحظة. ففي هاتين الممارستين، أي آلية البديل والاستغناء مخالفة واضحة للدستور. وعبثا يحاولون تبريرها بقراءة مجتزأة له. فالدستور وحدة متكاملة ومواده تفسر بعضها بعضا. مع كل هذه الأمور بات يخالجنا الشك في النيات”.
وإذ أمل في عظته بعد الانجيل المقدس بعنوان “إيمانك خلصك إذهبي بسلام” أن نلتمس الشفاء من النزيف الروحي والأخلاقي والاقتصادي والوطني الذي يصيبنا ويصيب مجتمعنا ووطننا اللبناني وبلدان الشرق الأوسط، جدّد الراعي إدانة التعدي الوحشي من التنظيم الإرهابي المعروف بـ”داعش” على المسيحيين الأشوريين في الحسكة والبلدات والقرى المسيحية المجاورة لها في سوريا. وأعلن تضامنه الكامل معهم، مطالبًا الدول المعنية ومجلس الأمن والأسرة الدولية بإعادة جميع هؤلاء الأخوة إلى بلداتهم وقراهم، وحماية المواطنين الآمنين. كذلك بعودة المسيحيين الذين هجروا من الموصل وبلدات ومدن سهل نينوى.
ووجّه ختامًا تحية تقدير ودعم للجيش اللبناني الذي أظهر شجاعة ومهارة فنية عالية في عملية دحض مواقع “لداعش” في جرود رأس بعلبك.