قمّة المنارة الرائعة عطّلت رونقها إشكالات في أرض الملعب أوقفت المباراة قبل فوز الرياضي على الحكمة بنتيجة 20-0
تقرير خالد مجاعص
كان يمكن أن يقال عن لقاء الدربي بين الرياضي والحكمة هو أنّ المباراة كانت عن حقّ صراع العمالقة في كرة السلّة اللبنانيّة، وفي كلّ منطقة الشرق الأوسط لولا الأحداث الدراماتيكيّة المؤسفة التي وقعت في آخر دقيقة من المباراة. فقد تحوّل إشكال بين الأميركي تيريل ستوغلن وعلي محمود اللذين كانا بعيدين عن الكرة، عندما دفع ستوغلين بطريقة استفزازيّة علي محمود، ففقد هذا الأخير أعصابه، وبدأ بتوجيه لكمات إلى اللاعب الأميركيّ، ليتطوّر الإشكال سريعاً بشكل دراميّ، فاختلط الحابل بالنابل بمشهد مأساويّ مؤسف أعاد إلى الأذهان صورة الفوضى في كرة السلّة اللبنانيّة، خصوصاً عند دخول مجموعات من الجمهور إلى أرض الملعب بسرعة البرق، لتتوقّف المباراة على نتيجة 109-98 قبل نهايتها الطبيعيّة، ويدخل لاعبو الحكمة إلى غرف الملابس، رافضين المتابعة. فكان أن طلب الاتّحاد اللبنانيّ من إداريّي الرياضي إخلاء مدرّجات الملعب من الجماهير لدرس إمكان، متابعة آخر دقيقة من المباراة من عدمها، خصوصاً مع إعلان الجهاز الإداريّ في الحكمة امتناعه عن متابعة المباراة لسلامة لاعبيه، ولوجود عدد من الإصابات بينهم. وفي ردّة الفعل الأولى لعلي محمود، أنّه تعرّض إلى استفزاز من بداية اللقاء من ستوغلين الذي دفعه مرّتين، وكانت الثانية مؤذية، فجاءت ردة فعله دفاعاً عن النفس، وهو يعتذر لجمهور كرة السلّة لما حدث من دون أن يعتذر من ستوغلين الذي كان يضمر له الشرّ من بداية المباراة.
وبالعودة الى الأجواء الفنيّة من اللقاء، فمباراتهما الليلة (الأحد 1 آذار 2015) كانت متّجهة إلى إثبات أنّ قطبي كرة السلّة دخلا المباراة وأمامهما هدف واحد لا غير: كسر الفريق الآخر، لا بل تحطيمه وكسر معنوياته.
من ناحيته، وفي حديث مقتضب، حمّل أمين عام نادي الحكمة جوزيف عبد المسيح الاتّحاد اللبنانيّ لكرة السلّة مسؤوليّة ما حدث، كونه لم يطبّق القانون بحذافيره في نهائيّ الموسم الماضي، وعليه وقع ما وقع، معلناً أنّ فريقه لن يتابع المباراة مهما قرّر الاتّحاد. وقد تجّدد الإشكال، عندما كان إداريّ الحكمة طارق الحكمة يتّهم أنّ هناك حسابات عند فريق الرياضي لضرب ستوغلين، وفي النهاية فاز الرياضي بنتيجة 20-0، كون الحكمة رفض متابعة المباراة مع خروج الجمهور من أرض الملعب، تطبيقاً لقرار اتّحاد كرة السلّة، كما ينصّ القانون، وبذلك يكون الحكمة بلا نقاط في ترتيب النقاط، ممّا يؤكّد أنّ البطولة مقبلة على هزّات كبيرة في القريب العاجل.
ففور انطلاق موقعتهما، انطلقت معها فوراً كلّ تقنيّات نجوم الفريقين في حرب تكتيكيّة فرضها المدرّبين سوبوديتش وأبوشقرا. فالمدرّب الصربيّ دفع بلاعبه الأميركيّ جيريمايا مايسي مكان هدّاف الفريق جامار يونغ، ودفعه في التشكيلة الرئيسيّة إلى جانب اسماعيل أحمد، فادي الخطيب،علي محمود وأحمد ابراهيم، فكان جيريمايا نجم انطلاق الربع الأوّل بأربع ثلاثيّات ناجحة من خمس محاولات، خلق فارق 7 نقاط وأفسح المجال أمام الفرعون المصريّ اسماعيل أحمد لضرب دفاعات الحكمة من المسافات البعيدة، ومن تحت السلّة، تاركاً للخطيب وأحمد ابراهيم على الأجنحة اختراق خطط أبو شقرا الدفاعيّة. وفي خلاصة لأداء فريق الرياضي في الجزء الأوّل، فهي مباراة من دون أيّ خطأ. لكن في المقابل، لم يستسلم الفريق الأخضر لمشيئة سوبوديتش وأمنيات جمهوره الذي ملأ كلّ درجات ملعب المنارة ساعة قبل المباراة. فالحكمة تمكّن من استيعاب الضربة السريعة الباكرة للرياضي وقام بردّة فعل مميّزة، فردّ أحياناً كثيرة من اللقاء الصاع صاعين، وخلق قوّة هجوميّة هائلة تمثّلت بالثلاثيّ جوليان خزّوع، تشارلز توماس وهدّاف الفريق تيريل ستوغلن الذين قدّموا عرضاً هجوميّاً خارقاً منعوا من خلاله فريق المنارة من حسم المباراة في الجزء الأوّل، لينتهي الجزء الأوّل بفارق 12 نقطة وبنتيجة 62-50.
وفي الربع الثالث، تابع فريق المنارة بالوتيرة نفسها، بل زاد من حدّيتها مع تألّق غير مسبوق لعملاقه اسماعيل أحمد الذي تلاعب بدفاع الحكمة، وأبرز بعضاً من مهاراته التقنيّة العالية التي أكّدت أنّ لاعب الـ39 عاماً، ما زال يتّقن اللعبة كما كان في عمر العشرين عاماً، وأنّ من راهن أنّ الثنائيّ اللبنانيّ فادي الخطيب واسماعيل أحمد لا يمكن أن يكتب له النجاح كونهما يعشقان أن يأخذ كلّ منهما المباراة على عاتقه، خصوصاً مع تواجد لاعبين أجنبيّين إلى جانبهما، فبرهنا اليوم في المنارة أنّهما عن حقّ قوّة ضاربة لا يمكن هزمها، وهذا ما بدا واضحاً في الجزء الثاني عندما ظهرت علامات التعب والإرهاق على نجوم الفريق الأخضر، فكان لدخول هايغ كورجيان حقنة معنويات للفريق الأخضر الذي سمح لفريقه أن يقلّص الفارق لمرّة تحت عتبة العشرة نقاط، إنّما من دون أن يهدّد أيّ مرّة الرياضي تهديداً حقيقيّاً قبل أن يتوقّف كلّ شيء بسبب الأحداث المؤسفة التي وقعت فيها.