IMLebanon

البترون: العواصف تضرب المواسم الزراعية

AgricultureDamages3
لمياء شديد
أن يكون السهل الزراعي في بساتين العصي ـ كفرحلدا في قضاء البترون قد تضرر بفعل العواصف التي اجتاحت الأراضي الزراعية والبيوت البلاستيكية، فهذا يعني أن مصدر رزق 200 مزارع و200 عائلة قد ضاع.
مزارعو السهل الزراعي ليسوا أبناء كفرحلدا وبساتين العصي وحسب، بل من كل القرى المجاورة لموقعه. من تنورين ودوما وبشعله ودير بللا ونيحا وحردين ـ بيت كساب، مزارعون يعتمدون على الزراعة كمصدر رزق يعيشون منه مع عائلاتهم، وعليه يعتمدون أيضا لتعليم اولادهم في المدارس والجامعات وتأمين المصاريف والحاجات المعيشية الأخرى. وها هم في ظل الواقع الحالي للسهل يفقدون الأمل بمردود مقبول يؤمن لهم حياة كريمة في قراهم وبلداتهم.
العاصفة «يوهان» ألحقت الضرر بالهياكل والنايلون للبيوت البلاستيكية ومن ثم حلت العاصفة «ويندي» لتقضي على ما في الداخل من أزهار وشتول ومزروعات في عز الموسم.
مختار بلدة دير بللا الياس صعب الذي يملك بيوتا محمية وعقارات مزروعة في السهل نعى المواسم بكاملها، مشيرا لـ «السفير» الى ان «المحاصيل أتلفت مئة في المئة، النايلون تمزق وهياكل البيوت تصدعت والجليد قضى على كل الشتول والمواسم ونحاول إجراء الاتصالات اللازمة للحصول على التعويضات». ويضيف: «قمنا بسلسلة اتصالات بالمخاتير ورؤساء المجالس البلدية وباشرنا بملء استمارات للافادة عن الأضرار التي طالت كل المواسم من البازيللا الى الخس والبندورة وهناك من لديهم زراعات أزهار متنوعة كل ذلك ضاع. كنا نعول على هذا الموسم لسد العجز والتحضير لموسم المزروعات الصيفية التي تكون مكلفة، ولكن لم يعد من أمل بأي أمر». ويوضح ان «المزارعين يشكون من ديون في محلات الاسمدة والأدوية والمشاتل، بالاضافة الى ثمن النايلون الذي لا يسدد سابقا. الاضرار كبيرة والموسم انتهى والمزارعون في حال يرثى لها».
بدوره المزارع جوزيف عيسى قال: «هذه المرة عدنا الى الصفر لأن الاضرار طالت كل شيء، قضت على الخارج والداخل والمواسم التي اعتمدنا عليها وانتظرناها صارت من فعل كان، ولم يعد لدينا ما نأمل به وبات علينا الآن البحث عن كيفية سد الديون المترتبة علينا». واضاف: «شتلة واحدة لم يبق في السهل لا خارج البيوت المحمية ولا في داخلها، كل الخيم بحاجة لإعادة صيانة وكل ذلك مكلف. السهل اليوم ينتظر شتولا جديدة ولم نعد نجرؤ على المباشرة بعمل الزرع خوفا من موجات جديدة وعواصف قاسية».
أما مختار كفرحلدا وهو مزارع أيضا فيصف «حالة المزارعين والسهل بالكارثي. السهل لم يبق منه شيئا، كله تضرر ووضع المزارعين «بالأرض». ويشير الى ان «العاصفة الأولى شلّعت النايلون وأحدثت اضرارا في الهياكل الحديدية والعاصفة الثلجية وما نتج عنها من جليد وصقيع قضى على الشتول والمزروعات والمحاصيل. اتصلنا بالمكتب الزراعي في البترون وقدمنا إفادات مفصلة عن الاضرار بالكميات والاضرار والأنواع والأعداد. أجرينا مسحا شاملا لكل الأضرار التي ألحقتها العواصف ونأمل خيراً من وزارة الزراعة بأن تعوض على المزارعين وتساعدهم على الانطلاق من جديد لأنه من دون مساعدة أو تعويض أو دعم السهل سيبقى بورا ولا أمل بمواسم جديدة».