IMLebanon

جريمة غامضة في طريق الجديدة!

CRIME-SCENE

كان من المقرر أن يُلبّي الاستاذ جنان (الخمسيني) دعوة “صبحية” في جامعة بيروت العربية، قبل ظهر الاحد. ورغم كثافة الحضور، إستغرب بعض رفاقه غيابه، وظنّوا للوهلة الأولى أنه فضّل الإستراحة يوم الأحد، إلا أنّ أحدهم حاول الاتصال به فلم يُجبه.

بعدها، إتصل رفاقه بمنزله، إلّا انّ أسرته أكدت مغادرته المنزل. ونتيجة تعذّر الاتصال بجنان، بدأ الشك يساور محبّيه، فسارعوا الى البحث عنه في الاماكن التي قد يقصدها، إلى أن عثروا عليه جثة هامدة في المدرسة.

تعددت الروايات

لم يكد ينتشر خبر العثور على الجثة، حتى انطلقت السيناريوهات مثل النار في الهشيم، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي. وأبرز ما تردد أنّ أحدهم استدرجَ الشتات، لا سيما أنه يوم الاحد والمدرسة تُقفل أبوابها، فلن يقصدها يوم العطلة.

والرواية الثانية، تحدثت عن ذبحة قلبية أردَته أرضاً أصيبَ على أثرها رأس الشتات. ومنهم من رجّح ذهابه، في الرواية الثالثة، إلى الثانوية لممارسة الرياضة في الملعب… وربما انتحر.

في سياق متصل، رجّح مصدر مطّلع لصحيفة “الجمهورية”، أن يكون الشتات توفي خنقاً، بعد تبلّغه اتصالاً من المحيطين بالثانوية، بأنّ بعض المشكوك بأمرهم وسلوكهم، تسلّلوا إلى الثانوية. على أثرها توجّه إلى هناك لردعهم، ويرجّح أنّ هؤلاء حاولوا ضربه بآلة حادة على رأسه بعدما تعرّف إليهم، وعندما لم يفارق الحياة، خنقوه.

جمعية المقاصد

من جهته، يقول رئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق للصحيفة نفسها والذي كان مدعوّاً إلى الصبحية عينها: “أستبعد كل ما تردد، فالأستاذ جنان من خيرة العاملين والجديين في وظيفته، عمل 10 سنوات كناظر. ومطلع هذا العام تسلّم إدارة ثانوية عمر بن الخطاب، ومعروف أنه مسالم، وهادئ في طبعه، ومحبّ لعمله”.

في هذا الإطار، يؤكّد الداعوق انّ الثانوية لم تشهد أي عملية تكسير أو سرقة أو خَلع بالتزامن مع حدوث الجريمة. وعن التقديرات الأولية التي خرج بها الطبيب الشرعي، يقول: “رافقتُ الطبيب، وحاولتُ الاستفسار عن الضربة في الرأس، فأكّد لي أنها ليست سبب مماته”.

وعمّا إذا كان يستغرب حضور الشتات إلى الثانوية يوم العطلة، يجيب الداعوق: “لا أستغرب لأنّ الشتات من النشيطين، وللمرة الاولى يتسلّم زمام الإدارة، بعدما كان ناظراً لسنوات طويلة”.

وعلى أثر الجريمة، أصدرت “جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية” بياناً، أكّدت فيه انّ الأجهزة الأمنية تقوم بالتحقيق لتحديد سبب وفاة الشتات، مُعلنة إقفال مدارس الجمعية في بيروت ومعاهدها الاثنين حداداً على الفقيد.

في موازاة ذلك، لم يُخفِ مدير عام الأوقاف الإسلامية في دار الفتوى، الشيخ هشام خليفة، استغرابه من وقوع الحادثة، رافضاً الخوض في أيّ تفاصيل قبل ظهور نتائج التحقيقات.

واكتفى بالقول، في اتصال مع “الجمهورية”: “تبلّغتُ الخبر من وسائل الإعلام، وآلمَني ما حدث. لكن أفضّل عدم الاستعجال واستباق الامور ريثما تنجلي الحقيقة”. يُذكر انّ الشتات يشيّع عند الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم في جامع الخاشقجي.