طالب متعاملون شركات الطيران العاملة في السوق المحلية، بمراجعة أسعار تذاكر الطيران بعد تراجع أسعار الوقود، وعدم الاعتماد على سياسات العرض والطلب فقط في سياسات تسعير التذاكر، مؤكدين أنهم لم يلحظوا أي تغير في أسعار التذاكر خلال الأشهر الأخيرة. وأضافوا أن أسعار التذاكر المرتفعة أصلاً، تشهد زيادات إضافية غير مبررة خلال مواسم السفر.
وفي وقت أفادت فيه شركات طيران بأنها تراقب أسعار وقود الطائرات بصورة مستمرة، لضبط الأسعار الإجمالية لتذاكرها، وضمان وضعها التنافسي، قال مديرون وعاملون في وكالات سياحة وسفر إن الوقت حان كي تعيد شركات الطيران النظر في الأسعار الحالية للتذاكر، واتباع سياسات مرنة في عملية التسعير، مشيرين إلى أن تلك الشركات كانت ترفع ضريبة الوقود على التذاكر بشكل فوري خلال السنوات الماضية عندما ترتفع أسعار الوقود.
وأضافوا أن مستويات الطلب المرتفعة خلال الأشهر الأخيرة على السفر الجوي في السوق المحلية، حالت دون تراجع أسعار التذاكر رغم تراجع كلفة الوقود.
تذاكر ونفط
وتفصيلاً، قال الموظف في شركة للإعلانات، إبراهيم السعيد، إن «أسعار تذاكر الطيران في السوق المحلية لاتزال مرتفعة رغم هبوط أسعار النفط»، مشيراً إلى أن هذه الأسعار المرتفعة أصلاً، وتشهد خلال مواسم السفر زيادات إضافية غير مبررة.
وطالب السعيد شركات الطيران بإعادة النظر في أسعار التذاكر خلال الفترة الحالية، خصوصاً مع مرور فترة كافية منذ أن بدأت أسعار النفط بالتراجع، مشيراً إلى أن تذاكر السفر حالياً تكلفه تقريباً المبالغ المالية نفسها التي كان يخصصها سابقاً.
بدوره، قال مندوب التسويق لدى شركة علاقات عامة، سمير أبوسعد، إنه «على الرغم من تراجع كلفة الوقود، فإن أسعار التذاكر لم تتغير خلال الأشهر الأخيرة»، إذ سافر مرات عدة منذ أن تراجعت أسعار النفط لكنه لم يلحظ أي تراجع في أسعار تذكرة السفر.
وشدّد أبوسعد على ضرورة أن تراعي شركات الطيران الأوضاع الحالية في الأسواق، وعدم الاعتماد على سياسات العرض والطلب فقط في تسعير التذاكر، مشيراً إلى أهمية وجود آليات مرنة لدى الشركات لمراجعة الأسعار باستمرار.
وفي سياق متصل، أكد الموظف في شركة للاتصالات، محمد العلي، أنه «على الرغم من التأثير الفوري لتراجع أسعار النفط في مختلف القطاعات الاقتصادية وغيرها في جميع الأسواق العالمية، فإن أسعار تذاكر السفر لاتزال بعيدة من هذه التأثيرات، ولم تشهد أية تراجعات ملموسة منذ الانخفاض الكبير الذي طرأ على أسعار النفط».
وأضاف أنه سافر مرتين خلال الأشهر الأخيرة، لكنه لم يلحظ وجود أي تغير على أسعار التذاكر، لافتاً إلى أن عديدين من معارفه كانوا يفكرون في استغلال هذه الفرصة، للسفر بأسعار مخفضة، لكن استقرار الأسعار دفعهم إلى التراجع.
من جانبه، طالب المواطن أحمد الكعبي، شركات الطيران الوطنية بإعادة النظر في أسعار التذاكر بشكل مستمر، وبما يتناسب مع الانخفاض الذي طرأ على أسعار الوقود.
شركات طيران
إلى ذلك، قال متحدث باسم شركة «طيران الإمارات»: إن «الناقلة تراقب أسعار وقود الطائرات وإمداداتها منه بصورة مستمرة».
وأضاف أن المتعاملين من أفراد ووكالات سفر، يرون أن أسعار الشركة تنافسية للغاية، مؤكداً التزام «طيران الإمارات» بتقديم خدمات ممتازة للمتعاملين مقابل ما يدفعونه من نقود.
وتابع أن «(طيران الإمارت)، كما جميع شركات الطيران، توفر للمتعاملين معها تدرجات ومستويات سعرية مختلفة على مدار العام، اعتماداً على قوى السوق وعوامله، كما تطرح من وقت إلى آخر أسعاراً وعروضاً خاصة إلى وجهات معينة».
وكانت «طيران الإمارات» أكدت خلال فبراير الماضي أن استقرار أسعار الوقود عند مستوياتها الحالية، قد يدفعها إلى مراجعة أسعار التذاكر.
من جانبها، قالت شركة «الاتحاد للطيران»: إنه «يتم تحديد الكلفة الإجمالية لتذاكر السفر عبر الجمع بين عناصر عدة، من ضمنها رسوم الوقود»، مشيرة إلى أن الناقلة تواصل مراقبة وضبط الأسعار الإجمالية لتذاكرها، وذلك لضمان وضعها التنافسي في الأسواق التي تعمل فيها، وتبيع تذاكرها في نطاقها.
إلى ذلك، قال متحدث باسم شركة «فلاي دبي» للطيران الاقتصادي، إن «كلفة الوقود تشكل نحو 36% من إجمالي الكلفة التشغيلية للناقلة»، مشيراً إلى أن عوامل عدة تؤثر في تكاليف وعائدات الشركة، منها أسعار الوقود ومعدلات صرف العملات المتغيرة باستمرار.
وأكد أن «فلاي دبي» تسعى إلى تسعير تذاكرها بما يتناسب مع البيئة التنافسية التي تحيط بها، وبما يتماشى مع واقع السوق من حيث العرض والطلب.
وكالات سفر
في السياق نفسه، قال المدير العام لوكالة «الفيصل» للسفريات والسياحة، ياسين دياب: إن «الوقت حان كي تعيد شركات الطيران النظر في أسعار التذاكر، واتباع سياسات مرنة في عملية التسعير».
وأضاف أن «شركات الطيران خلال السنوات السابقة، وعندما ترتفع أسعار الوقود، كانت تتعامل مع الأمر بشكل سريع وفوري من خلال زيادة ضريبة الوقود».
وذكر دياب أن «شركات الطيران تعتمد حالياً طرح العروض إلى وجهات سياحية محددة بأسعار مخفضة، فيما تعتمد سياسات التسعير الحالية على معدل الإشغال على الرحلات».
من جانبه، قال المدير العام لوكالة «ترو فاليو» للسفر والسياحة، وليد شوقي، إن «تذاكر السفر كما أي سلعة أخرى تخضع لعوامل العرض والطلب في السوق»، موضحاً أن مستويات الطلب المرتفعة خلال الأشهر الأخيرة على السفر الجوي في السوق المحلية، حالت دون تراجع أسعار التذاكر رغم تراجع كلفة الوقود.
وأضاف أن «هناك عوامل كثيرة تتداخل في تسعير التذكرة، ومن الصعب تحديد نسب محددة لعملية الخفض في سعر التذكرة خلال مواسم السفر»، مؤكداً أن قطاع النقل الجوي لايزال يحقق معدلات نمو ملحوظة.
أما رئيس شركة «العابدي» القابضة للسياحة والسفر، سعيد العابدي، فقال إن «على شركات الطيران أن تراعي التراجع الكبير في كلفة الوقود أثناء تسعير التذاكر، مع مراعاة مستويات الطلب وغيرها من العوامل». وذكر أن «الأسعار لم تتراجع خلال الأشهر الأخيرة، في ظل معدلات الطلب الكبيرة على السفر في السوق المحلية، إلا أنه بمجرد انخفاض الطلب، فإن شركات الطيران ستعيد النظر في أسعار التذاكر».