Site icon IMLebanon

ازدهار القطاع السياحي في اليابان مع تراجع سعر الين وتبدد المخاوف من تبعات كارثة فوكوشيما

japanese-street
ارخى الزلزال والتسونامي اللذان ضربا اليابان سنة 2011 بثقلهما على قطاع السياحة في البلاد، بعد الاضرار الهائلة التي لحقت بالساحل الشمالي الشرقي ما خلف الاف القتلى وتسبب بأسوأ ازمة نووية خلال جيل.
لكن بعد اربع سنوات على هذه الكارثة، بدأ القطاع يستعيد عافيته وسط توقعات بشأن ازدياد اعداد الزوار الى البلاد للاستفادة بشكل خاص من تراجع سعر صرف الين ومع تخفيف حدة القلق جراء ترددات كارثة فوكوشيما النووية.
فقد سببت المخاوف ازاء التسربات الاشعاعية من مفاعل فوكوشيما تراجعا كبيرا في عدد الزوار الى اليابان ما جعل سعي السلطات لجذب سياح جدد الى البلاد يبدو هدفا مستحيلا في الايام والاسابيع التي اعقبت الكارثة.
لكن طوكيو سجلت العام الماضي رقما قياسيا بلغ 13,41 مليون زائر اجنبي، اي ضعف العدد المسجل سنة 2011 وأكثر من نصف عدد العشرين مليونا الذي تأمل البلاد جذبهم خلال الالعاب الاولمبية سنة 2020.
ويمثل تراجع المخاوف بشأن التسرب الاشعاعي من مفاعل فوكوشيما والتدهور الكبير في سعر الين — ما ساهم في تحسين صورة اليابان المعروفة عادة بأنها من الوجهات السياحية المكلفة — عوامل مساعدة لجذب الزوار الى العاصمة اليابانية، ومن بينهم خورخي سانتيان المتحدر من العاصمة الارجنتينية بوينوس ايرس وزوجته.
وقال سانتيان ان تراجع سعر صرف الين “اثر حقيقة على قرارنا” بزيارة اليابان.
فمنذ اطلاق رئيس الوزراء شينزو ابي سياسته الرامية الى انهاض الاقتصاد الياباني في اوائل العام 2013، تراجع سعر صرف الين 20 بالمئة في مقابل اليورو وحوالى 40 بالمئة في مقابل الدولار — ما جعل كل السلع من السوشي والساكي الى الفنادق والقطارات السريعة ارخص بكثير بالنسبة للزوار.
وقال السائح الفرنسي ارنو كورنييه “اننا كنا نتصفح الانترنت ورأينا أن زيارة اليابان باتت اقل كلفة من السابق فقررنا الذهاب”.
وقطعت اليابان شوطا كبيرا بعد المشاهد المأسوية التي عرضتها قنوات التلفزيون عن مناطق مدمرة بالكامل جراء التسونامي وعمال ببزاتهم الخاصة يجهدون لمنع حصول كارثة نووية كبرى تخرج عن السيطرة في مفاعل فوكوشيما.
وتؤكد منظمة السياحة الوطنية اليابانية ان الهلع السائد بعد حادثة فوكوشيما، وهي الأسوأ من نوعها في العالم منذ كارثة تشرنوبيل سنة 1986، تراجع بشكل كبير الا انه لم يتبدد بالكامل.
الا ان المسؤول في المنظمة مامرو كوبوري اشار الى “اننا قلنا مرارا ان مستويات الاشعاعات ضئيلة جدا في طوكيو والمناطق السياحية الرئيسية”.
وأضاف “الناس يعلمون ان لا مشكلة في السفر وتناول الطعام والعيش هنا، شرط تفادي المنطقة المحظور زيارتها في محيط محطة فوكوشيما النووية”.
ووصف وزير الصناعة الياباني اكيهيرو اوهتا هدف استقطاب 15 مليون زائر هذا العام بأنه “واقعي”، مع الاستفادة من ازدهار قطاع السياحة الاقليمية وسط تدفق سياح من تايوان وكوريا الجنوبية والصين الى الاسواق الفخمة في حي غينزا للتسوق في طوكيو.
وقد ساهم في ذلك تخفيف القيود المفروضة على منح تأشيرات الدخول — على رغم التشنج في العلاقات الدبلوماسية في كثير من الاحيان بين اليابان وجيرانها.
وقالت ميكا هاتاكياما المسؤولة عن الترويج لليابان في مجموعة “فوياجور دو موند” الفرنسية المعروفة في قطاع السفر ان المطبخ الياباني والنزول التقليدية المسماة “ريوكان” وينابيع المياه الساخنة الشهيرة في سائر انحاء البلاد تمثل نقاط الجذب الرئيسية للزوار.
وأضافت “الناس الذين يسعدون بالطابع الودي والمضياف لليابان يخبرون اخرين عن تجربتهم من هنا تنتشر المسألة بالتواتر”، مشيرة الى ان سمعة اليابان كوجهة آمنة ساهمت في زيادة المبيعات بنسبة 40 في المئة سنة 2014 مقارنة مع العام السابق.
الا ان الزيادة في عدد الزوار الى مواقع جذب سياحية رئيسية تؤدي احيانا الى استنفاد قدرة بعض المدن الاستيعابية كما الحال مع العاصمة القديمة كيوتو التي يتم حجز فنادقها قبل اشهر عدة بحسب هاتاكياما.
وبنتيجة ذلك، يتم بذل جهود لاقناع السياح بالتوجه الى مناطق اقل جذبا للزوار في الريف الياباني.
وفي حين تسعى اليابان الى جذب عدد من السياح شبيه بذلك المسجل في بريطانيا او تركيا، اي بمعدل 30 مليون زائر سنويا، الا انها لا تزال بعيدة عن فرنسا، اكثر وجهة جذبا للسياح في العالم مع 80 مليون زائر سنويا.