أثارت التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بهدم الضاحية الجنوبية على رؤوس ساكنيها، في حال قيام “حزب الله” بأي عملية عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، ردود أفعال واسعة وسط السياسيين اللبنانيين، وأكدت مصادر إعلامية أن مسؤولين إسرائيليين نقلوا لقيادات رفيعة داخل الحكومة اللبنانية توجسهم من التحركات التي يقوم بها “حزب الله” في الأراضي السورية المحاذية لهضبة الجولان، قرب الحدود مع إسرائيل.
وذكرت المصادر لصحيفة “الوطن” السعودية أن تل أبيب ترى أن تحركات “حزب الله” في هذه المنطقة تتم بإيعاز من إيران، وأن هناك صلة بين هذه التحركات وما يدور من مفاوضات بين القوى العظمى وإيران حول الملف النووي للأخيرة. لذلك أبلغت الجانب اللبناني أنها تحمل “حزب الله” مسؤولية أي عمل عدائي، وأن الجيش الإسرائيلي سيرد بصورة أكثر قسوة من سابقاتها. وختمت المصادر بالقول إن التهديدات الإسرائيلية جرى نقلها عبر ديبلوماسيين غربيين لمسؤولين رفيعين في حكومة الرئيس تمام سلام، وتم إبلاغ “حزب الله” بها.
وقال مسؤول أمني لبناني رفيع في تصريحات لـ”الوطن” إن أي مغامرة عسكرية لـ”حزب الله” تعني إدخال لبنان في دوامة الحروب مجددا. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم كشف اسمه، “مرة أخرى يسعى “حزب الله” إلى جر لبنان لمواجهة عسكرية ليست في مصلحته، ويرفع من معدلات التوتر، وكل ذلك لتحقيق أهداف إيرانية خاصة لا علاقة لها بمصلحة لبنان، ولا تكترث بأمنه القومي”.
وتابع قائلاً إن “الحزب يستغل أجواء الشغور الرئاسي والتعطيل الذي أصاب آلية عمل الحكومة، وعدم وجود اتفاق على كبح تصرفاته المستهترة، لذلك فهو حريص على استمرار هذا الوضع، وبالتالي يعطل كل محاولات انتخاب رئيس للجمهورية لأجل الاستمرار في تنفيذ مخططاته”.