أبدت اوساط سياسية واسعة الاطلاع في بيروت ارتياحاً لافتاً الى نجاح المساعي في إبعاد لبنان عن شبح الحرائق المشتعلة في المنطقة، وأبلغت صحيفة “الراي” ان “تقاطُعات في المصالح الخارجية والداخلية شكّلت بوليصة تأمين للواقع اللبناني الذي صار عصياً على اي تطورات دراماتيكية رغم مأزقه السياسي – الدستوري المتمثل باستمرار احتجاز عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية منذ ايار الماضي”.
وشكّل الملف الرئاسي واحداً من العناوين التي تطرق اليها الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” من خلال مناقشة اولية للاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب، التي يرى “المستقبل” انه لا يمكن قيامها من دون وجود رئيس للجمهورية.
وتقاطعت المعلومات حول استمرار الهوة على حالها بين “المستقبل” و”حزب الله” في شأن الملف الرئاسي، فالاول يعتقد ان لا إمكان للخروج من المأزق الا عبر التفاهم بين جميع المكونات السياسية على رئيس توافقي، في الوقت الذي يضع الثاني مواصفات لا تنطبق الا على العماد عون، مرشحه الوحيد.
ولم يحلْ هذا الخلاف حول الرئاسة بين “حزب الله” و”المستقبل” دون المضي قدماً في حوارهما لتنفيس الاحتقان وسط معلومات عن تفاهم حول خطة امنية لبيروت وضواحيها الجنوبية سيتم العمل على انضاجها على نار هادئة لضمان نجاحها.
ومع إعداد العدة لتوسيع الخطة الأمنية التي كانت انطلقت من طرابلس في شمال لبنان، وحطّت في البقاع وتشق طريقها نحو بيروت ومعقل “حزب الله” في الضاحية الجنوبية، يتّضح ان المناخ الحواري في البلاد يلاقي رغبات دولية واقليمية في حفظ الستاتيكو اللبناني الحالي القائم على ادارة العملية السياسية بأقل توترات ممكنة وحماية الاستقرار الأمني لمنع انضمام لبنان الى نادي الدول الفاشلة في المنطقة.