مع ان وهج الحاجة المسيحية المشتركة، للقاء العماد ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع كبير، والتشوق للمشهد الجامع للزعيمين المسيحيين يكاد يبلغ حده الاقصى، بعد نحو شهر ونصف الشهر على الجولات التشاورية بين الطرفين، الا ان المعطيات المحيطة بالحوار وتفاصيله والرمزية المرادة لهذا اللقاء الذي يذهب البعض الى وصفه بالتاريخي في مسيرة المعارضة والمصالحة والمسامحة بينهما، تؤشر الى عدم اكتمال عناصره حتى اللحظة، ليس لأسباب يحلو للبعض ان يعززها الى وصول الحوار الى طريق مسدود بل لكون درب الخلافات المزمن على مدى اكثر من ثلاثين عاما يحتاج الى صولات وجولات حوارية تكفل تنقيته من الشوائب لطي صفحة الماضي وما فيها، وفتح اخرى مرتكزة الى اسس ثابتة من دون زغل او ثغرات قد يحاول البعض ممن لا يناسبهم صفاء العلاقة بين الحزبين المسيحيين النفاد عبرها لتعكير المناخ السياسي الجديد.
وتقول مصادر لجنة التنسيق بين الرابية ومعراب لـ”المركزية” ان الحوار يلامس كل الملفات الخلافية على مدى العقود الثلاثة الماضية ويقاربها من زاوية تنقية الذاكرة من الشوائب التي اعترتها وهو مسار يستوجب معالجة متأنية لتجنب السقوط في المطبات او الاقدام على دعسة ناقصة قد تخلف تداعيات سلبية على المرحلة المراد ان تبدأ من اسس ثابتة ومتينة للتعاون.
وتكشف المصادر ان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع سينجز وضع ملاحظاته على مسودة بيان “اعلان النيات” خلال 24 ساعة لتسليمها الى امين سر تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ابراهيم كنعان لنقلها الى الرابية بحيث يطلع عليها النائب ميشال عون لابداء الرأي، واذا ما تمت الموافقة في صيغتها النهائية يصبح موعد اللقاء قيد التداول ورهن اجندة مواعيد الرجلين. الا ان المصادر توقعت الا يطول الوقت قبل ان يصبح التقاط الصورة الجامعة لعون وجعجع متاحا، مشيرة الى ان نهاية الاسبوع تشكل محطة مهمة في هذا السياق، وقد يبرز معطى جديد على هذا الصعيد قبل يوم السبت المقبل.
وتعتبر المصادر ان ما يثار حول وضع الملف الرئاسي على مشرحة البحث والحوار ليس دقيقا، ما دام الجانبان لم يقاربا الملف في العمق بل اكتفيا بتحديد المواصفات الواجب توافرها في شخص الرئيس المسيحي القوي ووضعا افكارا ما زالت تحتاج الى الكثير من البحث والنقاش لتتبلور وتصبح في اطار قابل للمقاربة الجدية.
وتشدد المصادر على ان الرئاسة ليست الهدف كما يعتقد البعض بل هي نتاج التوافق، والاتفاق في شأنها يتوج المسار الحواري الذي ينطلق من تحصين الوضع المسيحي وتعزيز وجوده على مستوى مؤسسات الدولة، وعند اكتمال هذه العناصر يصبح البحث مشرعا على الملف الرئاسي وكيفية تحصين الموقع عبر استعادة الصلاحيات.
وتختم بالاشارة الى ان الملف الرئاسي على اهميته لدى المسيحيين الا انه يبقى وطنيا بامتياز ويبحث في اكثر من مقر وبين المتحاورين الآخرين لا سيما بين “حزب الله” وتيار “المستقبل” وقد طرح في الجولة السابعة من حوارهما من جانب المواصفات الرئاسية واقتصر جواب الحزب “على ان عون مرشحنا”.