فيما تواصل الحكومة المصرية استعداداتها لعقد مؤتمر مارس الاقتصادي، تجددت أحلام المصريين في إحياء وإتمام مشروع الطاقة النووية، والذي بدأت مصر تفكر فيه منذ سبعينيات القرن الماضي ولم تتخذ فيه خطوات جدية سوى في ثمانينيات القرن الماضي.
ويقول خبراء في مجال الطاقة إن مصر تأخرت كثيرا في المشروع النووي بسبب الحكومات المتعاقبة، والتي لم تتنبه لحجم احتياج مصر للطاقة، وبالتالي تواجه أزمات حادة في توفير الطاقة في الوقت الحالي.
وأعلنت وزارة الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة بمصر قبل أيام، عن جولة مفاوضات جديدة مع مسؤولي شركة “روزاتوم” الروسية النووية على هامش مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري لاستكمال محادثات إقامة أول مفاعل نووي مصري لتوليد الكهرباء.
وبدأت مصر في مطلع ثمانينيات القرن الماضي إجراءات لإقامة محطة نووية لإنتاج الكهرباء في منطقة الضبعة إلا أنها علقتها بعد كارثة تشرنوبيل عام 1986، ولم تقم منذ ذلك الحين بأي مشروع في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وقال وزير الكهرباء المصري، محمد شاكر، إن الوفد الروسي الذي زار مصر أخيرا، بحث مع مسؤولي الوزارة كافة الأمور الفنية والمالية والقانونية التي من شأنها تفعيل مذكرة التفاهم الموقعة بين الجانبين لإنشاء محطة نووية سلمية لتوليد الكهرباء في مدينة الضبعة.
مشكلة الكهرباء
وقال خبير الطاقة، الدكتور رمضان أبو العلا، إنه لا بديل عن اتجاه مصر نحو توليد الطاقة من المحطة النووية، خاصة أن أزمات الكهرباء سوف تستمر خلال السنوات المقبلة طالما استمرت الحكومة في إدارتها لهذه الأزمة من خلال الاعتماد على الاستيراد وترشيد الاستهلاك فقط.
وأوضح لـ”العربية.نت”، أن الدول التي بدأت التفكير مع مصر في إنشاء محطات طاقة نووية تمتلك في الوقت الحالي عشرات المحطات وخاصة مثل الهند، ولكن كلما اتخذت الحكومة المصرية خطوة نحو إتمام المشروع سرعان ما تتوقف، خاصة أن هذا المشروع يحتاج إلى ضغط شعبي وإصرار حكومي وإرادة سياسية، وجميع هذه المحاور موجودة في الوقت الحالي.
وأشار إلى أن التقارب بين مصر وروسيا في الفترة الأخيرة أعاد إلى الأذهان إتمام مشروع الضبعة النووي، وسوف تكون البداية الحقيقية من المؤتمر الاقتصادي الذي تعقده مصر خلال الأيام المقبلة، خاصة مع إعلان كبرى الشركات العالمية عن المشاركة في المؤتمر، وأيضاً وجود إرادة حقيقية لدى الحكومة لاتخاذ خطوات جدية في هذا المشروع.
مفاعلان نوويان
وتستهدف الحكومة المصرية إنشاء مفاعلين نوويين تتراوح تكلفة المفاعل الواحد وفق ما ذكرته صحف روسية في وقت سابق بين 4 إلى 5 مليارات دولار، بإجمالي نحو 10 مليارات دولار للمفاعلين.
وقال وزير الكهرباء إن هذه المحادثات تأتي في إطار تنفيذ مذكرة التفاهم التي وقعها كل من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أوائل شهر فبراير الماضي، خلال زيارة بوتين للقاهرة، لإنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.
وذكرت وسائل إعلام روسية، أن موسكو مستعدة لتقديم قرض لمصر لمساعدتها في بناء أول محطة نووية بالضبعة شمال البلاد، مشيرة إلى أن الاتفاق الذي جرى توقيعه في القاهرة فتح الباب أمام إمكانية مشاركة روساتوم في مناقصة لبناء أول محطة للطاقة النووية في مصر، وأضافت أنه من الضروري إعداد الاتفاقيات والعقود بحلول نهاية العام الجاري.
وتصل قدرة المفاعل الواحد إلى1200 ميغاوات، بإجمالي قدرة 2400 ميغاوات، وسيتم إنشاء المفاعلين بموقع الضبعة النووي، والذي يسع8 مفاعلات نووية.