آية إيهاب
يبين كتاب «اقتصاديات جماعة الإخوان المسلمين في مصر والعالم»، لمؤلفه عبد الخالق فاروق، أنه مثلت ظاهرة تنظيم (الإخوان المسلمين) في مـــصر.. ومنها إلى بقية البلدان الـــعربية والإسلامية، أحد الألغاز الكـــبرى في التاريخ السياسي والاجتماعي، بقدر ما شكلت تحديًا هائلًا لقوى المجتمع الديمقراطي والمدني الراغبة في بناء نظام سياسي حديث.
ويبين المؤلف، أن الجديد في هذه الحركة الأممية، هو كونها تمتد بخيوطها الدولية إلى التشابك مع حركة ومصالح أجهزة استخبارات دولية من جهة…
وشبكة مصالح اقتصادية هائلة شديدة التعقيد والتشابك من جهة أخرى. ويُضاف إلى ذلك، ملامح شبه مؤكدة لعلاقات تعاون خفيفة بين هذه الحركة الدولية وتنظيمها الواسع المنتشر في أكثر من خمسين دولة، والأجهزة الاستخباراتية الكبرى في العالم، لذا جاء هذا الكتاب ليفتح النقاش العام حول الإمبراطورية المالية والاقتصادية لهذه الجماعة وهذا التنظيم الدولي، وأساليب عمله وتمويل أنشطته.
ينقسم كتاب «اقتصاديات جماعة الإخوان المسلمين في مصر والعالم»، إلى بابين، الأول ينقسم الى ثلاث فصول، والباب الثاني فصل واحد، مزود بالملحق الوثائقي. ففي الفصل الأول والذي حمل عنوان «النشأة التاريخية للإمبراطورية الاقتصادية لجماعة الإخوان المسلمين» بدأ الكتاب من خلال المبحث الأول..
والذي تحدث من خلاله عن مرحلة النشأة والتكوين التي بدأت منذ عام 1928 على يد حسن البنا في مدينة الإسماعيلية – شرق القاهرة، من أجل الاستقلال عن الاستعمار البريطاني، ثم انتقل خـــلال المبحـــث الثاني إلى مرحلة الصـــدام والحـــــصار ونشأة التنظيم الدولي للإخوان ( 1954 – 1973)، تلك المرحلة التي شهدت تفكك الجماعة ومطاردتها من قِبل النظام.. وصولًا إلى مرحلة الانطلاق الاقتصادي في الداخل والخارج (1974 – 2001) في مصر والبــلدان العربية، والدول الأوروبية، وأخيرا في الولايات المتحدة الأميركية.
أما الفصل الثاني والمعنون باسم «آليات العمل الاقتصادي الإخواني وتطورها». فيتناول المبحث الأول ضمنه، اشتراكات الأعضاء، إذ تمثل الاشتراكات احدى ركائز العمل المالي والتنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين. ويشير المؤلف في المبحث الثاني إلى دخل آخر كان يعتمد عليه هذا التنظيم، ألا وهو «التبرعات».
ومن ثم يتناول في المبحث الثالث موضوع «الزكاة» لدى جماعة الاخوان المسلمين، إذ كانت تذهب غالبًا إلى دعم أنشطة الجــــماعة، أما المبحث الرابع فيعرض «أرباح المشروعات والشركات المملوكة لتنظيم الإخوان»، والتي تعد مصدر دخل آخر لتنظيم الإخوان، ثـــم «أموال حركة الإغاثة الإسلامية الدوليـــة» والتي كانت عبارة عن 40 مكـــتباً منتشراً في 29 دولة حول العالم، لتتلقى تلك الحركة أموالًا من جهات عدة..وغير ذلك من القضايا.
وتألف الفصل الثالث، الذي كان بعنوان «النشاط الاقتصادي للإخوان وأساليب الجـــريمة المنظمة»، من بحثين، يرصد المؤلف في الأول «تعريف وأبعاد الجـــريمة المنظمة» من خلال تتبع تعريف الكــلمة، بجانب الأمثلة المتعددة للمنظمات العصابية، لينتقل الكتاب من خلال المبحث الثاني إلى «الإخوان المســـلمين والجريمة المنظمة»، والذي أوضح من خلاله الكاتب، تورط بعض أعضاء تنظيم الإخوان المسلمين في جرائم تجارة المخدرات وتزييف العملات الأجنبية والمحلية.
أما في الباب الثاني، والذي اختار له المؤلف عنوان «أوجه الإنفاق وشراء الولايــــات» فهو يركز على مسألتين، الأولى انسحاب الدولة من دورها الاجتماعي والاقتصادي، موضحًا أن المعطيات المعيشية الجديدة في حياة المصريين هي نتاج سياسات تنمية داخلية ودورة اقتصادية محلية ذات طبيعة إنتاجية.
ومن ثم في المسألة الثانية، ضمن بحث «توزيع الغنائم وشراء الولاءات»، يبين أنه استغل تنظيم الإخوان المسلمين حالة الانسحاب التدريجي للدولة في عهد السادات ومن بعده الرئيس مبارك، في التسلل إلى القطاعات الأكثر فقرًا من المجتمع المصري.