اكدت اوساط بارزة لصحيفة “الراي” الكويتية أنّ “صدمة جديدة ولو متوقّعة حصلت في اليوميْن الأخيريْن بالنسبة الى الذين عمموا انطباعات مضخّمة وغير صحيحة عن حقيقة مجريات الحوار الجاري بين الفريقيْن المسيحييْن الاساسييْن اي “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية”. وفي اعتقادها ان “كلام رئيس حزب “القوات” الدكتور سمير جعجع جاء بمثابة تبديد لهذه الانطباعات ولا سيما لجهة اعلانه ولكن من دون استفزاز ان هناك ملامح تزكية ايرانية حصراً لعون من خلال “حزب الله”.
واوضحت ان “هذا الامر حرّك تداعيات سلبية على محور الحوار الجاري بين الفريقيْن ولو لم يتسبب بقطعه. ومع ان المعطيات تتحدث عن قرب إرسال جعجع آخر ملاحظاته على ورقة “إعلان النيات” التي يعمل عليها الجانبان، فان ذلك لا يحجب الآثار السلبية التي تركها الكلام الصريح لجعجع في شأن ترشيح رئيس “تكتل التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون”.
ولا يقف موضوع التعقيدات عند المحور المسيحي وحده، ولكن اللعبة الجارية راهناً تسمح للآخرين بالاختباء وراء هذا الحوار وتطوراته الآخذة بالصعود والهبوط إمعاناً في تقطيع الوقت الضائع. واكدت الاوساط ان “الاسابيع القليلة المقبلة قد تحمل تطوراً حاسماً في هذا المجال اذا مضى الفريقان المسيحيان في إنجاز ورقة “اعلان النيات” والاتفاق عليها كورقة مبادئ ولو من دون الاتفاق على المسألة الرئاسية. ويبدو ان هذا الاحتمال هو الأكثر ترجيحاً اذ يحرص الفريقان بإرادة مشتركة وبنصائح كثيفة يتلقاها كل منهما على عدم العودة الى مناخ العداء والخصومة بينهما حتى لو لم يتفقا على الموضوع الرئاسي. ولكن وفي هذه الحال فان الرهانات التي بُنيت على توافق مسيحي من شأنه ان يشكل تحريكاً لأزمة الرئاسة ستعود الى “نقطة الصفر”.