Site icon IMLebanon

النهار: ما تم كشفه في ملف “الأنصاري” ليس الا الجزء الذي يمكن اعلانه

كشفت صحيفة “النهار” ان السوري حسن غورلي الملقب “أبو حارث الأنصاري” أدلى باعترافات أولية لمخابرات الجيش بينت انه كان يقود مجموعة من المسلحين لدى مهاجمتهم تلة الحمرا في رأس بعلبك في 23 شباط الماضي حيث أصيب بجروح ونقل الى عرسال ومنها الى أحد مستشفيات البقاع الغربي. وتمكنت مديرية المخابرات من توقيفه قبيل مغادرته المستشفى.

كما كشفت “النهار” ان الانصاري اعترف خلال التحقيق معه في وزارة الدفاع بانه التحق بداية بـ”كتيبة أحباب النبي” تحت لواء “جبهة النصرة” قبل ان يبايع “داعش” في عرسال وجرودها وشارك في هجمات على الجيش وقتل جنود لبنانيين. أما الاخطر، فكان اعترافه بأنه تولّى حراسة العسكريين المخطوفين لدى “داعش” ونقلهم من مكان الى آخر وأنه كان شاهداً على ذبح العريف الشهيد علي العلي وكشفه هوية من ذبح العسكريين الشهيدين علي السيد وعباس مدلج.

مصدر أمني رسمي رفيع قال لـ”النهار” ان “حالة ابو حارث الانصاري، تستدعي رفع الصوت والقول، كفى، لأنها تمثل نموذجا لآلاف جرحى الارهابيين الذين يهاجمون جيشنا وقرانا ويقتلوننا، ثم نطببهم ليعاودوا نشاطهم في قتلنا من جديد”.

وكشف المصدر لـ”النهار” ان الانصاري، وهو من مواليد العام 1996، اعترف خلال التحقيق معه في وزارة الدفاع بأنه التحق بداية بـ”كتيبة أحباب النبي” في منطقة الزمراني في عرسال، وهي كتيبة منضوية الى جبهة النصرة، وشارك في كل المعارك التي خاضتها الكتيبة على أكثر من جبهة، قبل أن يبايع “أمير تنظيم داعش” في عرسال وجرودها، في 15 تموز من العام الماضي (2014)، وينقلب الى قائد لمجموعة في التنظيم الارهابي الذي استماله وطلب بيعته.

بعد التحاقه بتنظيم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، وعلى اثر توقيف الجيش اللبناني عماد جمعة في 27 تموز، على احد حواجزه في عرسال، اي بعد نحو 12 يوما من التحاقه على رأس مجموعته بتنظيم الدولة، حيث اصبح قائدا فيها، قاد المجموعة الارهابية التي هاجمت حاجز الجيش في منطقة وادي الحصن في عرسال، واقترف بيده جرائم قتل جنود لبنانيين في حينه. كما اعترف بأنه شخصيا نقل العسكري الشهيد علي قاسم العلي (الذي بقي مجهول المصير حتى اعلن استشهاده منذ مدة قريبة)، ومن خلال اعترافاته ايضا تم تأكيد معلومة أمنية اشارت الى ان العلي ذبح ثم اطلق احد الارهابيين النار على جثته.

ويشير المصدر الى ان هذه المعلومات وردت في اعترافات الارهابي غورلي، الذي يقول انه كان شاهدا على ذبح واعدام الشهداء علي العلي وعلي السيد وعباس مدلج، ولم يعترف بأنه شارك شخصيا في اعدامهم، علما ان ثمة مؤشرات تدل على انه قد يكون هو الجزار الذي ذبحهم بيده، ومعلومات اضافية كثيرة، قد تستخرج منه لدى التحقيق القضائي معه.

ويرى المصدر، ان ما صدر في البيان الرسمي لقيادة الجيش، وما تم كشفه حتى اليوم ليس الا الجزء الذي يمكن اعلانه في هذا السياق، وما أخفي عن الاعلام هو أعظم، لكن محاضر التحقيق مع هذا الموقوف الخطر لدى مخابرات الجيش ولدى القضاء، يجب ان توضع في عهدة خلية الأزمة الوزارية المعنية بملف العسكريين الاسرى، لأنها مفيدة جدا في هذا السياق، ويمكن ان تنير على الكثير من الجوانب الغامضة المتعلقة بهذا الملف.