Site icon IMLebanon

“المركزية”: عوامل سياسية وعسكرية تستدعي معركة الجرود

يجمع متتبعو مسار الاوضاع في لبنان على ان التطورات الامنية تتقدم على الملفات السياسية على اهميتها، وتؤكد مصادر في قوى 8 آذار ان معركة الجرود امتدادا من عرسال الى القلمون وصولا الى المرتفعات المشرفة على الطريق الدولية الرئيسية التي تربط لبنان بسوريا حاصلة لا محال وان اندلاعها لم يعد بعيدا خصوصا بعدما تجمعت لدى الطرفين المعنيين الجيش اللبناني من جهة وتنظيمي “داعش” و”النصرة” من جهة ثانية المعطيات السياسية والعسكرية اللازمة للمعركة.

وتقول المصادر لـ”المركزية” ان ثمة عوامل لبنانية وسورية عدة استدعت التعجيل في ما يعرف بمعركة “ذوبان الثلوج” في مقدمها تسريع النظام السوري بقيادة بشار الاسد السيطرة على المساحة الاكبر من الارض السورية خصوصا الرقعة التي تسيطر عليها التنظيمات المعارضة والمتطرفة، ليس من اجل الامساك بزمام الامور وحسب وانما سعيا لملاقاة الاحلاف العسكرية والمذهبية والعرقية التي بدأت ترتسم معالمها في الافق في ضوء الاتفاق الاميركي – الايراني الذي بات امرا واقعا ومفروغا منه ولا ينتظر سوى اعلانه.

وفي ثاني اسباب استدعاء المعركة وفق ما تشير المصادر، المعلومات المتوافرة عن انشقاقات وخلافات وجدت ترجمة لها على الارض معارك عسكرية بين المذاهب والجماعات المنضوية في كل من تنظيمي “داعش” و”النصرة” وامكان استغلال هذا الخلاف لمصلحة كل من لبنان وسوريا عسكريا في عملية على الحدود الفاصلة بين البلدين ضد عدو يرتكب المعاصي والمجازر في حق الشعبين اللبناني والسوري.

ثالثا: اتساع رقعة المؤيدين لقيام الجيش اللبناني بعملية نوعية بعد فشل المفاوضات مع تنظيم “الدولة الاسلامية” والتأكد من امكانية نجاحها بعد المعارك الاستباقية التي تنفذها القوى العسكرية اللبنانية في الجرود ورأس بعلبك والتي امكن لها السيطرة على العديد من المواقع والتلال التي كانت تسيطر عليها التنظيمات والجماعات الارهابية.

رابعا وعلى الصعيد اللبناني ايضا تفيد مصادر 8 آذار ان لبنان الرسمي يدرك جيدا ان انصراف القوى الامنية لمواجهة داعش والتنظيمات الارهابية في الجرود المطلة على عرسال ورأس بعلبك والممتدة على طول السلسلة الشرقية والبقاع الشمالي لمنعها من تحقيق اختراق ما في هذه المنطقة قد سمح للجماعات التكفيرية وللعديد من الخلايا الارهابية بالعبور من سوريا في اتجاه الاراضي اللبنانية الشمالية الممتدة من النهر الكبير الى عكار وجرودها وصولا الى حلبا ومحيطها.

وتضيف المصادر ان المسلحين الخارجين على القانون والمطلوبين من مختلف الاعراق والجنسيات والذين يقدر عددهم بما يزيد عن عشرة آلاف عنصر باتوا يسيطرون كليا على الارض من الجرد الى الساحل ويمارسون معتقداتهم وتقاليدهم حتى انهم يسعون الى فرضها على سكان المنطقة بالتهديد والوعيد، وان هذا يستدعي التعجيل بمعركة الجرود لعودة القوى العسكرية الى المناطق الشمالية.

خامسا: سعي لبنان وسوريا الى تحرير الحدود الفاصلة بين البلدين في البقاعين الشمالي والغربي من داعش واخواتها لملاقاة القمة العربية المنعقدة في شرم الشيخ المصرية اواخر الشهر الجاري والتي ستبحث امكان تشكيل قوة عربية واحدة لمواجهة الارهاب بمعركة قائمة على الارض في محاولة اختبار، وخصوصا من قبل دمشق، نيات بعض الدول الاعضاء في الجامعة العربية مما يجري على الارض وحشرها لوضعها امام مسؤولياتها من الارهاب المتمادي والقائم على الارض العربية.