IMLebanon

خفايا حوار عين التينة..”حزب الله” يضيّق “مقصلة” الرئاسة!

nasrallah-berri-hariri

ذكرت صحيفة “الراي” الكويتية ان الملف الرئاسي طُرح في جولة الحوار الاخيرة بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” عندما تحدث وزير الداخلية نهاد المشنوق عن ان الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب تحتاج الى انتخاب رئيس للجمهورية لانه “القائد الاعلى للقوات المسلحة”، ومن دونه لا يمكن قيام مثل تلك الاستراتيجية.

وكشفت “الراي” ان “حزب الله” الذي تجنّب الخوض بالأسماء، حدد مواصفات للرئيس العتيد لا تنطبق الا على حليفه المسيحي العماد ميشال عون، وهو الامر الذي دفع بالوزير المشنوق الى مخاطبة المحاورين المنتدبين عن الحزب بصراحة حين تحدّث عن انه لا يمكن إمرار الاستحقاق الرئاسي إلا عبر رئيس توافقي.

واشارت معلومات مستقاة من الطرفين ان احد المحاورين من “تيار المستقبل” سعى الى تضييق الفجوة مع الحزب في الموقف من “الرئاسة” حين طرح مخرجاً يقوم على انتخاب المرشح الذي يحظى بتوافق مسيحي وبدعم من العماد عون، وهو الأمر الذي لم يرق لـ “حزب الله” الذي استشعر بوجود محاولة لـ “زحزحته” عن موقفه المؤيد لمرشح “اوحد ووحيد” هو العماد عون.

هذه المراوحة اقترنت بنصائح متبادلة بين الطرفين، فـ “حزب الله” يريد من “المستقبل” المضي في حواره مع العماد عون إما لتأييده وإما لاقناعه باستحالة وصولة الى الرئاسة، و”المستقبل” يريد من الحزب استخدام ثقله لدى عون لاقناعه بالتحول من مرشح لا حظوظ له الى ناخب اول في اختيار الرئيس العتيد.

ومن غير المتوقع، بحسب اوساط سياسية واسعة الاطلاع في بيروت، ان يفضي الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله” الى اي ايجابية في شأن الملف الرئاسي، اقله في المدى المنظور، على عكس النتائج الجيدة على مستوى تنفيس الاحتقان السني – الشيعي عبر معالجات موْضعية وخطط أمنية وما شابه.

وثمة قراءة لخصوم “حزب الله” تجد في موقفه من الملف الرئاسي مناورة الهدف منها اصطياد اكثر من عصفور بحجر واحد، وهي تضمر الآتي:

 ان الحزب، الذي لا يرغب في وصول العماد عون الى الرئاسة، يريد الاحتفاظ به حليفاً “استراتيجياً” في الداخل، وتالياً فانه لن يساوم عليه كمرشح لإدراكه انه لن يحظى بدعم “تيار المستقبل” و”14 آذار”.

 ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية ليست اولوية “حزب الله” الذي ربما يكون صاحب مصلحة في تعليق هذا الاستحقاق في المرحلة الانتقالية التي يعيشها لبنان، في انتظار “صفقة شاملة” تتناول الرئاسة والحكومة وقانون الانتخاب على النحو الذي يعيد توزيع “كعكة السلطة”.

واللافت ان ما يجري على مستوى الحوار المسيحي – المسيحي بين تيار العماد عون و”القوات اللبنانية” بزعامة الدكتور سمير جعجع ليس اقلّ التباساً في شأن الملف الرئاسي، خصوصاً انه يراوح حول مسائل تتصل بـ “الجمهورية” وليس لملء الفراغ في سدة الرئاسة.