حثّ رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع المرأة على تحمُّل مسؤولياتها وأن تكون فاعلة لتعزيز دورها في المجتمع، مستذكراً فترة استلامه الحزب بحيث كان السبّاق الى فتح دورات ضباط للنساء على سبيل المثال لا الحصر إضافةً الى إتاحة فرص وصولهن الى المواقع الحزبية كافة، مضيفًا “كل موقع أو وظيفة أو مهنة لها مقوماتها المحددة، وعلى المرأة أن تتمتع بتلك المواصفات المطلوبة لتستحق ان تكون في هذا المنصب، حتى ولو ان مجتمعنا ذكوري لا بل تقليدي، للأسف، اذ يرفض وصول المرأة الى مراكز متقدمة حزبياً أو سياسياً”.
كلام جعجع جاء خلال ورشة عمل نظمها جهاز تفعيل دور المرأة في القوات اللبنانية في معراب تحت عنوان: “كيفية الترقي الحزبي والسياسي للمرأة في القوات” لمناسبة “يوم المرأة العالمي”، فأعرب عن رفضه للقوانين المجحفة بحق النساء والتمييز بين الرجل والمرأة الذي تُعاني منه في يومياتها، مؤكداً “وجوب مقاومة المرأة لهذا التمييز من خلال عملها الدؤوب واستمراريتها بالنضال لإيصال صوتها وبالتالي تحقيق هدفها المنشود بالوصول الى مواقع السلطة”.
وأضاف: “ان القوات اللبنانية اعتمد الكوتا النسائية في نظامه الداخلي، مع العلم أنني كنتُ من الرافضين لهذه الكوتا لأنني أؤمن ان المرأة يجب أن تصل بجدارتها وأن تُثبت نفسها لكي تصل، فالطابع الذكوري للمجتمع لا يُكسر أو يتبدل بالشكل فقط إنما بالمنافسة الشريفة والمشاركة الفعلية والحقيقية للمرأة في المجالات كافة، أنا أستطيع أن أمنحكم هذا الحق شكلياً ولكن عملية التغيير في مجتمعنا تبدأ من القاعدة الى رأس الهرم وليس العكس”.
وشدد جعجع على “ان المجتمعات تقوم على مسار طبيعي، فالمجتمعات التي ليس فيها نساء مشاركات في الحياة الاجتماعية والسياسية هي مجتمعات دون حياة، وأي منزل بدون امرأة هو بيت بدون حياة، وانطلاقاً من هنا أدعو كل امرأة على تحمُّل مسؤولياتها لتتمكن من نيل حقوقها وعن جدارة دون منّة من أحد”.
وكان تخلل ورشة العمل محاضرات ومناقشات بين المشاركات الخمسين اللواتي بحثن في اقتراحات وتصور عمل لتعزيز دور المرأة في الأحزاب كافة ولاسيما داخل حزب القوات اللبنانية، فضلاً عن أهمية الانخراط أكثر فأكثر في العمل السياسي الوطني الذي يحتاج الى فاعلية والتزام جديين وعمل دؤوب من قبل المرأة للتمكن من إثبات نفسها عن جدارة بأنها قادرة على تبوء مراكز متقدمة في السلطة، خصوصاً أن المرأة اللبنانية حققت انجازات عديدة في الميادين والقطاعات الاجتماعية، التربوية، الاعلامية، الصحية وسواها…
وألقت رئيسة جهاز تفعيل دور المرأة في القوات مايا زغريني كلمة قالت فيها:” مما لا يختلف عليه احد، ان المرأة هي نصف المجتمع هي ركن اساسي في العائلة على صعيد التربية والرعاية الصحية، انما الصحيح ايضاً، ان المرأة تعلمت وتثقفت وابدعت ونالت الشهادات العالية في اختصاصات مختلفة مهمة ، وفي هذا اليوم ولمناسبة” اليوم العالمي للمرأة ” لا تزال المرأة تعاني في معظم دول العالم من تمييز وعدم مساواة، رغم ما لها من دور في النهوض بالمجتمع والسير به نحو التطور والحداثة “.
وأشارت الى ان “هذا النهوض لا يتم اذا لم تأخذ المرأة مكانها في الحياة السياسية عامة واذا لم تشارك الرجل في المهام الحزبية بشكل خاص ،من هنا واقتناعاً منا لأهمية هذه القضية نظم جهاز تفعيل دور المرأة في المجتمع في حزب القوات اللبنانية ورشة عمل حول سبل ترقي المرأة القواتية داخل الحزب وولوجها معترك السياسة من خلاله.”
وقالت :”رصدت المشاركات مجموعة من المعوقات التي تعيق مشاركة المرأة الفاعلة داخل حزبها وتحد من مشاركتها في القرار ، وتشكل قاسماً مشتركاً بين الأحزاب اللبنانية كافة ابرزها على سبيل المثال لا الحصر : الثقافة الذكورية ، عدم تبني الحزب لاستراتجيات مرحلية تتيح للنساء مشاركة اكثر فعالية، ثقافة سياسية تميل الى التقليد ، الفجوة بين القوانين والتطبيق الفعلي بما يضمن حقوق النساء ويحفظ كرامتهن الانسانية ويفعل مشاركتهن في كل المجالات، اشكاليات اقتصادية ، عدم استقطاب الحزب للمرأة، ضعف وعي النساء لحقوقهن الأجتماعية والسياسية، نظرة الاعلام للمرأة وتغيب الحزب للمرأة اعلامياً”.
وتابعت :” ازاء هذا الواقع، وضع اعضاء جهاز تفعيل دور المرأة في حزب القوات اللبنانية خطة عمل مستقبلية ،هدفها تجاوز المعوقات و تفعيل مشاركة النساء في الحياة السياسية و الحزبية ، لذا نتوجه اليكم د. جعجع كداعم اول للمرأة ومؤمن بدورها ونضع بين ايديكم التوصيات التي خرجنا بها في ختام ورشتنا التدريبية علها تلقى قناعتكم وتسلك الطرق الكفيلة بوضعها قيد التنفيذ ان على مستوى العمل الحزبي البحت ام على مستوى النشاط السياسي العام “.
وتلت زغريني التوصيات التالية:
“1- توصيات على مستوى العمل الحزبي
– تطبيق مبدأ المساواة الذي لا يتعارض مع النظام الداخلي للحزب بشكل فعلي حتى لا يبقى حبراً على ورق
– تمكين المرأة من الوصول الى مراكز صنع القرار السياسي داخل الحزب وعلى مستوى الوطن من خلال اقرار نظام الكوتا في المراكز القيادية الحزبية (رؤساء المناطق والقطاعات والهيئة التنفيذية …) بنسبة 30% كمرحلة انتقالية حتى الوصول لتمثيل عادل و فعّال للمرأة في صنع القرار السياسي داخل الحزب ، ولا يعتبر اتخاذ هكذا تدبير خاصة” مؤقت يستهدف التعجيل بالمساواة الفعلية بين الرجل والمرأة تمييزاً ولكن يجب وفق العمل بهكذا تدبير متى تحققت اهداف التكافؤ في الفرص والمعاملة .
– ترشيح ودعم نسبة معينة من النساء على اللوائح الحزبية الانتخابية.
– انشاء اكاديمية اعلامية
– مشاركة النساء في التمثيل الحزبي في لقاءات مع وسائل الاعلام .
– اعداد كوادر نسائية داخل الحزب والعمل على تنمية قدراتهن السياسية.
– تحفيز المرأة على المشاركة في الحياة العامة والسياسية ولاسيما الانخراط في الحزب من خلال برامج تستهدف تنمية العضوية النسائية في الحزب .
– تخصيص ميزانية مناسبة من اجل دعم وتمكين المرأة وتأهيلها للوصول الى هدفها المنشود
– تسليط الضوء على العقبات التي تعترض طريق المرأة في المجال الاقتصادي بهدف ازالتها والعمل على رفع نسبة مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي .
– العمل مع وسائل الاعلام من اجل تغيير الصور النمطية التي تظهرها للمرأة والتوعية بالاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق الانسان وذلك من اجل السعي لتغير المجتمع الذكوري.
– دعم اعلامي لجهاز تفعيل دور المرأة وللكوادر النسائية من خلال الحزب
– حث الرجل على المشاركة في الجهود للنهوض بالمرأة باعتباره شريكاً اساسياً في جميع العمليات الرامية الى تحقيق التنمية الفاعلة .
– تحضير القاعدة الحزبية لتقبل مشاركة المرأة ووجودها في مراكز القرار وذلك من خلال ” جندرة الحزب ”
2- توصيات على مستوى الجهاز يقوم الحزب بدعمها ومساندة الجهاز على تنفيذها
– بذل الجهود لتأهيل النساء الراغبات في التعاطي مع العمل السياسي ودعمهن على المشاركة بفعالية في الحزب ، وذلك عن طريق وضع برامج خاصة وتدريب وتمكين لهذه القيادات النسائية ، على ان تقوم تلك البرامج بتأهيلهن لخوض الانتخابات الداخلية في الحزب والانتخابات المحلية والنيابية والوصول الى مراكز صنع القرار .
– اقتراح تعديل القوانين التي لا تتطابق مع الاتفاقية الدولية وخاصة اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة ( CEDAW) ولاسيما قوانين الأحوال الشخصية ، القوانين الجنائية ، وقانون العمل والضمان الاجتماعي …واعداد المشاريع لهذه الغاية وذلك بدعم من الحزب
– توعية المرأة القواتية على حقوقها ودورها الفاعل في المجتمع في مختلف المجالات ، وزيادة الوعي الانتخابي
واخيراً وليس آخراً، لطالما كنا شركاء في النضال فلماذا لا نكون شركاء في القرار ؟؟؟؟”