في حين إن “سامسونج” تقاتل من أجل النمو في أعمالها الأساسية، وهي الإلكترونيات الاستهلاكية والقطع، إلا أن طموحاتها على الأمد الطويل تشتمل على عدة مجالات استثمارية ليست مألوفة. وقد كشفت المجموعة في 2010 النقاب عن خمسة “محركات نمو للمستقبل”، وتعهدت باستثمار 20 مليار دولار على مدى السنوات العشر التالية.
وفي وجه المنافسة من الصين، تم بهدوء تقليص العمل على الألواح الشمسية ومصابيح LED ذات الاستهلاك الخفيف للكهرباء، لكن الشركة لا تزال تأمل في النمو في المحركات الثلاثة الباقية. غير أن هذه المجالات لم تستثر حماسة المساهمين حتى الآن. ويقول أندرو كورمي، وهو مدير للصناديق لدى شركة إيست سبرينج للاستثمار: “نحن على علم بها، ونراقب الموضوع باهتمام، لكننا لا ندخلها في حساباتنا حول توقعات الأرباح. فهي لن تحقق عائدا هائلا في المستقبل المنظور”.
الأجهزة الطبية: تعول “سامسونج” على الطلب المتزايد من السكان المتقدمين في السن في البلدان الغنية والروابط مع أعمالها القائمة في الإلكترونيات، وبالتالي فهي تتوسع في الأجهزة الطبية من خلال عمليات شراء الشركات، بما في ذلك شركة ميديسون، وهي شركة كورية جنوبية مختصة في صناعة أجهزة الموجات فوق الصوتية، مقابل 262 مليون دولار حسب التقارير، في 2010، وشركة نيورولوجيكا، الشركة الأمريكية المختصة في صناعة الماسحات الضوئية، في 2013. لكن يجادل محللون بأن الحاجة تدعو إلى عمليات استحواذ أكبر بكثير من أجل تحقيق النطاق الواسع المناسب.
التكنولوجيا الأحيائية: تستهدف “سامسونج” أن تكون المبيعات السنوية بمعدل 1.8 تريليون وون بحلول 2020 من تطوير الأدوية المصنعة بالطرق الصيدلانية الأحيائية. وأعلنت في السنة الماضية عن استثمار جديد مقداره 301 مليار وون في قسم سامسونج بيوجينيكس الخاسر، الذي يصنع أدوية لمصلحة شركات الأدوية. ويرى محللون أن هناك إمكانية أكبر في سامسونج بيو إيبيس، التي تعمل في تطوير أدوية أحيائية مشابهة – نسخ من الأدوية المصنعة بالتكنولوجيا الأحيائية التي فقدت حماية براءات اختراعها.
بطاريات السيارات: غزوة “سامسونج” في التسعينييات في مجال صناعة السيارات انتهت بالفشل، لكنها توجه أنظارها الآن إلى إنتاج بطاريات أيون الليثيوم للسيارات الكهربائية والهجينة. شركة سامسونج SDI، التي تملك سامسونج للإلكترونيات 20 في المائة من أسهمها، فازت الآن بعقود لإنتاج بطاريات لعدة شركات لصناعة السيارات، بما فيها بي إم دبليو وكرايزلر. وقد أبلغت عن خسارة صافية مقدارها 80 مليون دولار في السنة الماضية، لكن يتوقع محللون في “بيرنشتاين” أن حصتها من سوق بطاريات السيارات الكهربائية المتنامية يمكن أن ترتفع من 7 في المائة في السنة الماضية إلى 26 في المائة عام 2018. ويشيرون إلى أن جزءا من هذا النمو يمكن أن يأتي من شركة تيسلا، برئاسة إيلون ماسك، التي ربما تحتاج مع ارتفاع مبيعاتها إلى التنويع والتعامل مع شركات أخرى بخلاف “باناسونيك”، المورد الرئيسي للبطاريات إلى “تيسلا”.