Site icon IMLebanon

لبنان مقبل على مرحلة صعبة ودقيقة

ذكرت صحيفة “الديار” ان الصاروخ الضاهر الذي طالب بنزع مقدسات المسيحيين ابتداء من بيروت قبل طرابلس النائب الممدد لنفسه خالد الضاهر الذي خرج او اخرج من تيار “المستقبل” على خلفية تصريحاته كما زعم، بات يستقطب الشارع السني الطرابلسي الاصولي والتكفيري بحسب مصادر في 8 آذار، اضافة الى بعض الانصار من مؤيدي تيار المستقبل وبعض رجال الدين في المدينة . وهذا ما بدأ يشكل ظاهرة خطيرة في الشمال تهدد التيار الازرق بفقدان نسبة من ازلامه خاصة ان الصاروخ الضاهر يحظى بشبكة علاقات واسعة مع بعض مشايخ المدينة ورجال الدين فيها، بل اكثر من ذلك فالضاهر يلامس في تصريحاته الشعور بالصراع المذهبي السني الشيعي، وهو دائما يخرج الى العلن متحديا النظام السوري و”حزب الله” وكأنه بات يشكل جبهة سنية عريضة من الشباب الاصولي في منطقة الشمال ولا احد يعرف ان كانت بموافقة تيار المستقبل ام لا، خاصة ان هذا التيار تعوّد على توزيع الادوار بين اعضاء كتلته اذ تبيّن ان الحوار الذي يجري بين حزب الله والمستقبل كان هناك من يطلق النار عليه هو لكسب الوقت حسب تصريحات اركان “المستقبل” حتى انتهاء الملف النووي الايراني -الاميركي ومعرفة مصير دول الخليج العربية من هذا الملف.

وربطت المصادر بين عودة بلال دقماق مرحلا من تركيا وتسليمه الى الامن العام اللبناني ثم تسليمه الى المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت والافراج عنه بعد عدة ايام بوساطة سياسية، مع العلم ان دقماق غادر لبنان هاربا بعد ان تمّ ضبط كمية كبيرة من الاسلحة والمتفجرات التي ادعى انها تعود الى داعي الاسلام الشهال الفار ايضا الى المملكة العربية السعودية وهي امانة بحوزة الدقماق وهذا ما يحاسب عليه القانون العسكري باكثر من سجن. بل اكثر من ذلك إن خروج الضاهر من التيار الازرق كما يدعى تزامن مع فقدان 5 اشخاص من بقاعصفرين وقيل انهم في تركيا ليتبين فيما بعد بانهم موجودون في سوريا وكان قد سبقهم الى ذلك التحاق شابين مسيحيين غرر بهما للالتحاق بـ “جبهة النصرة” و”داعش” واخيرا تمّ اغتيال بدر عيد شقيق النائب السابق علي عيد الموجود على الاراضي السورية. مما يوحي بأن هناك شيئاً ما يحضّر لمنطقة الشمال اللبناني على حد قول المصادر، تزامنا مع توترات هي على اشدها داخل مخيم عين الحلوة تحضيرا لعملية نوعية تنذر بالانفجار الخطير بين لحظة واخرى وتجعل من الصيداويين يعيشون على هاجس الخوف والترقب وهاجس الانتظار بقروب ساعة الصفر من هذا الانفجار الذي قد تطال شظاياه المدينة باكملها. وهذا ما حذر منه امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد في الشهر الماضي خلال الذكرى الاربعين لاستشهاد والده معروف سعد الذي قضى خلال مظاهرة للصيادين كانت تجوب شوارع صيدا ولم يكشف حتى الساعة عن مرتكبيها او الاقتصاص منهم او احالتهم الى المجلس العدلي على غرار الجرائم الاخرى.

بينما على المقلب الاخر تضيف المصادر للصحيفة نفسها، يتلهى اصحاب الفخامة الوزراء بملفات الفساد من كل الانواع مطالبين بجعل آلية لعمل الحكومة تقتنص من صلاحية رئيس الجمهورية اللبنانية والذي لا يبدو في الافق ان هناك توافقاً محلياً او اقليمياً ودولياً على من يجلس على كرسي الرئاسة بقصر بعبدا، كون الحكومة اللبنانية باصحاب الفخامة الـ 24 تمارس صلاحياته على اكمل وجه وهي تقضم من صلاحيات هذا المنصب الذي اصبح بعد مرور 9 اشهر منصبا فخريا ألم يتبخر، او يعاد النظر بصلاحيات رئيس الجمهورية وذلك بالتفاف جميع اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا، وخاصة الغيارى على مصلحة الكيان اللبناني على ان يشغر هذا المنصب رئيسا يعيد الهيبة الى هذا الموقع في ظل عمليات النزوح الجماعية والتي كان اخرها نزوح الاشوريين من ربيع التطرف العربي الدموي الذي بات يهددهم بالزوال والانقراض كباقي الاطراف المسيحية والاخرى التي تتعرض بالهمجية والبربرية من قبل داعش والنصرة.

واشارت المصادر الى ان المرحلة المقبلة هي مرحلة صعبة ودقيقة للغاية على عكس ما يطمئن به المسؤولين السياسيين، بل هي خطيرة على اكثر من محور وفي اكثر من جبهة سواء على سلسلة جبال لبنان الشرقية وفي داخل العمق اللبناني بات امنه مهددا حيث كشف الجيش اللبناني يوما بعد يوم عتاد “داعش” و”النصرة” الخطيرين وآخر هذه الفصول القاء القبض على بعض العناصر في منطقة كفرجوز المحاذية للنبطية والمجاورة لمجمع قوى الامن الداخلي والذين اعترفوا بمشاركتهم في القتال مع داعش والنصرة في سوريا ولا احد يدري سوى الاجهزة الامنية العدد او المهام الموكلة الى هؤلاء الذين باتوا يعيشون داخل منازلنا وفي شوارعنا وينتقلون على طرقاتنا، بينما التلهي بملفات الفساد هو سيد الموقف، والى متى ستبقى المهزلة التي يبدو ان فصولها طويلة وطويلة للغاية.