حاورها رولان خاطر
بدأت في إذاعة “لبنان الحرّ” وانتقلت إلى المؤسسة اللبنانية للإرسال.. لها اداء مميّز، وصوت جذاب، وطلّة هادئة. حرفية في التعاطي، وجدية في الممارسة، والتزام لا يتعب.. واكبت جيلاً واسعاً في مجال الإعلام والصحافة، واثبتت أنها من مدرسة “النوعية” التي يحتاجها الجسم الإعلامي اليوم. الإعلامية ريما عساف تحدثت لـIMLebanon بشغف عن مهنتها التي تعشقها.
النقلة النوعية التي حققتها الصحافة هي سيف ذو حدين، كما تقول عساف، خصوصاً لمن لا يستطيع ان يستفيد من التطور الذي حصل في هذا المجال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يتماشى مع الدور المهم لمواقع التواصل من “فايسبوك” و”تويتر” و”يوتيوب” وغيرها في خدمة الاعلام بشكل عام. فالـsocial media بحسب عساف، “عنصر خطير، في حال انكفأت عنه، وعليك في المقابل أن تعرف كيف تتعاطى معه”.
جرأتها وثقافتها وشخصيتها جعلوها تمسك سيف التطوّر بكل ثقة وحزم، حتى باتت مواقع التواصل الاجتماعي بالنسبة لها تشكل مصدراً مهما للمعلومات والتقارير التي تحضرها. ورأت أن الاعلامي اليوم لم يعد بحاجة إلى الوكالات الإخبارية كمصدر وحيد للخبر أو لاستقاء المعلومات، بل أصبحت وسائل التواصل هي المصدر الأساس والحيوي.
عسّاف التي شددت على أهمية مضمون التقارير والطريقة المعتمدة في كتابتها، التي اختلفت عن السابق، لفتت إلى أهمية تكامل الأداء مع المضمون لكي يعطى أي تقرير حقه، فالأداء والمضمون يتكاملان. “والأساس في عرض الموضوع التقاط الرسالة والهدف من التقرير”.
هي ممّن يتخصّصن اليوم في الشق الإقليمي، مع العلم انها من اكثر المعمّقين والمثقفين بالأخبار المحلية. عُرفت في المدة الأخيرة بتناولها لأخبار سوريا والمنطقة، لذا كان من الطبيعي ان تتناول تقاريرها الجماعات الارهابية مثل “داعش” و”بوكو حرام” وغيرها، فكانت كل مرة تقدم شيئاً مميزاً وعلمياً بامتياز في دراسة هذه المجموعات، التي باتت تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر أحياناً على الحياة اليومية للمواطنين.
وتقول: “بما ان الناس تخاف مما لا تعرفه، فأنا لم أعد أخاف من “داعش”، خصوصا أن هذا التنظيم ليس بالحجم الذي يصوّر فيه، وخصوصاً في الاعلام الغربي، فهو تنظيم ارهابي لكن الناس يتعاطون معه من منطلق غرائزي وليس من منطلق علمي وموضوعي، وبالتالي لا يجب الانغماس بالدعاية، وعلى كل إعلامي تصويب الأمور وإظهار الحقيقة كاملة”.
وإذ اكدت أنها مستقرة في لبنان ولا إمكان للسفر إلى الخارج مهما كان العرض الذي من الممكن أن يقدم لها، اعتبرت عساف ان المهم في المهنة هو العمل الصحافي، والأهم التخصص في مسألة معينة.
لا تطمح عساف لبرنامج سياسي خاص، Talkshow، وهي ممّن ينكبّون يومياً على القراءة. تهوى الطبيعة كثيراً، ترفض فكرة التمثيل. كما أن مسألة أن تكون مراسلة لا تستهويها كثيراً.
العائلة في حياة الاعلامية عساف لها أهمية كبيرة، فهي لا تتوانى ولا تسمح ان “تقصّر” في مسألة التربية، والواجبات في البيت تجاه الأولاد والزوج. فهي تعطي لكل شيء وقته..وتشدد على اهمية العمل في حياة المرأة.