Site icon IMLebanon

عون يمعن في الالتصاق بـ”حزب الله”: قبضاي مَن يحارب خارج أرضه

 

 

 

 

لا يعكس الجمود الذي يحكم ظاهرياً المشهد السياسي في لبنان الحمى التصاعدية التي تتحكم بالكثير من الأفرقاء السياسيين ولا سيما على الجبهة المتصلة بأزمة الفراغ الرئاسي. واتخذت هذه الحمى مظاهر متنوّعة في الأيام الأخيرة ولو لم يتم التعبير عنها في شكل مباشر.

 

وتذكر مصادر سياسية على صلة وثيقة بمختلف القيادات السياسية المسيحية والكنيسة المارونية لصحيفة «الراي» الكويتية ان «أزمة الفراغ الرئاسي تقترب من الدخول في مرحلة تصفية الرهانات والحسابات». وفي رأي هذه المصادر أن «ما جرى في اليوميْن الأخيريْن على صعيد الحوار الجاري بين (التيار الوطني الحر) وحزب (القوات اللبنانية) شكّل آخر الاختبارات التي تعكس وقوف هذا الحوار أمام مفترق صعب وشائك بسبب اصطدامه برفض رئيس (القوات) سمير جعجع، التسليم لعون بفرصة الرئاسة. ذلك ان أزمة صامتة نشأت بين الفريقين صباح اول من أمس، مع صدور احدى الصحف اللبنانية بحديث لنائب رئيس (القوات) النائب جورج عدوان، أكد فيه بصراحة شبه استحالة موافقة جعجع على انتخاب عون رئيساً. واستوجب الامر إصدار (القوات) بعد ساعات بياناً ملطّفاً أدرجت فيه انها لا تقيم (فيتو) على اي مرشح رئاسي.

 

وامس، توجه المحاور «القواتي» مع «التيار الحر» ملحم رياشي، الى الرابية (حيث دارة عون) ناقلاً الى العماد عون ملاحظات جعجع على مسودة«إعلان النيات»الذي وضع بين الرياشي والمحاور العوني النائب ابرهيم كنعان (يضم نحو 17 بنداً مع مقدمة ملزمة وخاتمة)، من دون ان يُعرف اذا كان ذلك سيشكّل الفصل الختامي في إنجاز هذه الورقة التي يفترض ان تمهّد للقاء بين عون وجعجع.

 

وتعتقد المصادر ان الفريقين بالكاد يستطيعان الحفاظ على النقطة التي بلغاها حتى الآن والتي لا تزال تُعتبر تمهيدية وأولية في حال الافتراض ان الحوار سيمضي من دون انفراط عقده. ذلك ان شكوكاً جديدة عادت وتصاعدت امس، تحديداً مع صدور صحيفة اخرى بحديث للعماد عون نفسه يذهب فيه الى أبعد من تغطية«حزب الله»في تورّطه في الحرب السورية، بل ويشيد بقتاله في الخارج ويصفه بأنه«قبضاي».

 

في رأي المصادر، ان «عون وجعجع يدركان ان أوان الحسْم الرئاسي لا يزال متأخراً وان المرحلة لا تزال تسمح بهامش المناورة الواسعة في ظل حبس الأنفاس ترقّباً للاتفاق النووي بين الغرب وإيران. لكن ذلك لا يخفي الدلالة اللافتة في تمسك عون بالأدبيات الأساسية لخطابه التي تثبت ارتباطه بمحور ايراني عريض، فيما جعجع من جهته، لا يسقط ورقة احتفاظه بالمرونة الكافية لحسم اللا او النعم لعون رئيساً». وهذا في اعتقاد المصادر يعود الى بدء مرحلة بناء حسابات مفتوحة على كل الاحتمالات التي لم تكن ماثلة على المشهد اللبناني سابقاً. وكان العماد عون قال في حديثه الصحافي ان «الوصول الى السلطة ليس غاية، وانما وسيلة لنحقق ما نطمح اليه»، معتبرا أنه ليس كغيره فـ«لديّ سلطة تمثيلية و25 نائباً أفعّلهم في مجلس النواب، وعندما أكون رئيساً لن يكون أحد قادراً على العرقلة. الكل في حاجة الى توقيعي».

 

ورداً على سؤال حول مراجعة موقفه من«حزب الله»، لفت عون الى أن«هناك نقطة لم تكن تحتاج الى مراجعة بل الى توضيح تتعلق بالدولة الدينية. وأشار الى أنه «عندما وقّعت ورقت التفاهم حدّدت خياراتي. إما أن تختار الخط الشرقي، أو أن تختار الخط الإسرائيلي ــ الأميركي. توجهت شرقاً، لأن جذوري هنا، ولست من مخلّفات الغزوات الصليبية»، مضيفاً: الشاطر والقبضاي يحارب خارج أرضه. سابقاً، كنا إذا دخل أحد أرضنا نقفز عن صخرةالروشة. داعش و النصرةصارا على حدودنا، ودخلا إلى أرضنا، وتابع: «هواجس (حزب الله) هي هواجسي أنا (…) وأنا في محور المقاومة ضد (داعش) واسرائيل، فالخطر سائر في اتجاهنا».