هل سلّم الفنان المعتزل فضل شاكر نفسه إلى السلطات اللبنانية في إطار تسوية لقضيته، أم لا؟
سؤال شغل لبنان أمس بعد “الأخبار العاجلة” التي أشارت إلى أن شاكر، الملاحَق من القضاء اللبناني بتهمة مشاركته بأحداث عبرا (صيدا) التي حصلت عام 2013 بين الجيش اللبناني ومجموعة الشيخ أحمد الأسير، سلّم نفسه الى مخابرات الجيش في سياق مسار يفترض أن يفضي الى تسوية وضعه على قاعدة إثبات انه لم يشارك في إطلاق النار على الجيش خلال أحداث عبرا تمهيداً لمغادرته لبنان.
ورغم نفي أن يكون شاكر سلّم نفسه، فإن انتشار هذا الخبر – الإشاعة دلّ على قرب موعد حصول ذلك بعدما بات هذا النجم، الذي ملأ الدنيا وشغل الناس بأخباره الفنية سابقاً وباعتزاله وتشدده ثم برغبته في العودة الى “الحياة الطبيعية”، بين “ناريْ” العدالة التي تنتظره بلا اي مهرب، وانقلاب الاسلاميين المتشددين عليه في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بعد مقابلته التلفزيونية الأخيرة التي ظهر فيها حليق الذقن.
فقد اكدت مصادر فلسطينية لـصحيفة “الراي” ان شاكر انتقل من محلّ إقامته المعروف داخل مخيم عين الحلوة الى مكان مجهول خوفاً على حياته بعدما اتُهم من “المجموعات الاسلامية المتشددة” التي احتضنته ووفرت له الحماية والامان بالارتداد عن “الخط السلفي” الذي قاده الى ما هو عليه وبعد إعلانه عن استعداده لتسليم نفسه الى السلطات اللبنانية والعودة الى حياته الطبيعية وربما هو ما جعل الإرباك يسود حيال نبأ تسليم نفسه ثم نفيه.
واعتبرت المصادر ان ما حصل هو إيذان ببدء العد العكسي، مرجحة ان تتم عملية التسليم التي تتولاها مراجع سياسية في فترة وجيزة، خوفاً من الاقتصاص منه وتصفيته، غير ان ما يؤخر العملية هو ضمان ان تجري محاكمته سريعاً وان تكون مدتها قصيرة على قاعدة انه “لم يشارك في اطلاق النار على الجيش اللبناني في عبرا وانه كان متعاوناً مع قادة امنيين قبيل المعركة وقد قام بمبادرة حسن نية حين سلّمهم دفعة من الأسلحة الحربية”.
في المقابل، تنقل اوساط لبنانية بارزة عبر “الراي” ان شاكر أعرب عن رغبته في عدم تسليم نفسه الى مخابرات الجيش في صيدا وانه يريد ان تضمن اي تسوية نقله سريعاً الى بيروت دون المرور بها، لاعتقاده ان ثمة موقفاً مسبقاً منه (من مخابرات صيدا) نتيجة مواقفه التحريضية السابقة وهجومه العنيف على أدائهم خلال الفترة التي كان فيها متحالفاً مع الشيخ الفار من وجه العدالة أحمد الأسير.
وحتى يتضح الخيط الأبيض من الأسود، فان قيادة الجيش اللبناني نفت كلّ ما ورد في وسائل الإعلام عن تسليم شاكر نفسه، في وقت حاولت اوساط فلسطينية ولبنانية الاتصال به هاتفياً فلم يردّ، فيما كانت الاجوبة على لسان احد مرافقيه انه نائم في المنزل دون السماح لاحد بالوصول اليه، بينما كان مقرّ إقامته هادئاً ولا يوحي بأي تطور حصل خلال الساعات الأخيرة.
وقد اوضحت مي الخنسا محامية شاكر، أنّ لا مدّة زمنية محددة حتى الآن لتسليم موكلها نفسه خلالها، مشيرةً إلى أنّه هو من يحدد نقطة الصفر وساعة تسليم نفسه، فيما يربط البعض بين تسوية قضية شاكر وبين اقتراب النهاية السعيدة لملف العسكريين المخطوفين لدى تنظيميْ “داعش” و”النصرة” الذين قد يحرّرون في إطار تسوية كبيرة.
وكان أحد القادة المفترضين لـ “جبهة النصرة” المدعو عبدالله محمد المحيسني وجه رسالة الى فضل شاكر دعاه فيها الى عدم العودة الى المسارح والغناء.