Site icon IMLebanon

كيف تتآخى “مخالب المثالثة” والنهوض الايراني!

أعربت مصادر مطلعة في 14 آذار لصحيفة “الراي” الكويتية عن مخاوف متعاظمة من إمكان ان يكون في آخر نفق المأزق الرئاسي محطة خطيرة تتمثّل في دفع الأمور، ومن باب “أزمة النظام”، نحو المؤتمر التأسيسي، اي إعادة النظر في التوازنات والتركيبة اللبنانية على قاعدة “المثالثة” السنية – الشيعية – المسيحية (عوض المناصفة المسيحية – الاسلامية) باعتبار ان مرحلة “النهوض الايراني” الراهنة قد تكون “الفرصة الذهبية” لتسييل “فائض القوة” الذي يتمتع به “حزب الله” على مستوى النظام اللبناني عبر تعديل اتفاق الطائف.

وفي رأي هذه المصادر ان موضوع المثالثة في لبنان هو هدف ايراني قديم – جديد كان برز خلال مؤتمر سان كلو في فرنسا (2007) الذي انعقد بين ممثلين لفريقيْ 8 و 14 آذار ابان الأزمة السياسية (انسحاب وزراء حزب الله من حكومة الرئيس فؤاد السنيورة)، مذكّرة بأن مشاركين سمعوا في كواليس المؤتمر من الموفد الفرنسي آنذاك جان كلود كوسران بعيد عودته من طهران ان الأخيرة تعتبر المثالثة إطاراً لمعالجة ملف سلاح “حزب الله”.

وتؤكد هذه المصادر “ان قوى 14 آذار تعتمد حالياً سياسة الصمود إزاء الواقع القائم وتلعب دوراً في منع انزلاق البلاد الى الحريق في المنطقة، معتبرة ان السير بالعماد ميشال عون رئيساً دونه التصاق الأخير في إطار ما أسماه هو تكامُل وجودي مع حزب الله اضافة الى انه بات يشكّل مرشح رأس الحربة لمحور ايران، التي تصرّ حتى الساعة على تزكيته من دون اغفال موقفه الأصلي الرافض لاتفاق الطائف”.

وفي رأي المصادر ان “هناك سؤالاً فعلياً يُطرح وهو مَن الذي سيكون فعلياً رئيس الجمهورية بحال وصل عون الى الرئاسة؟”، معتبرة “ان سلوك زعيم التيار الحر طوال الأعوام العشرة الماضية، اضافة الى مواقفه في حديثه الصحافي الأخير، تدل على انه لا يمكن ان يقف على مسافة واحدة من الجميع، ولا ان يحاول بالحد الأدنى تقوية منطق الدولة، وسط الخشية من ان يعود الى نغمة استعادة صلاحيات الرئاسة بمنطق صِدامي قد يقف معه حزب الله مرحلياً، لأنه يعني الأخذ من صلاحيات الطائفة السنية لينتهي الامر على طريقة أُكلتُ يوم أُكل الثور الابيض”.

وتبعاً لذلك، ترى المصادر نفسها ان الأفق الرئاسي مقفل رغم كل محاولات “لبْننته” من خلال الحوار بين عون ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي سلّم عبر موفده ملحم رياشي ملاحظاته على مسودة “اعلان النيات” بين الجانبين والتي تركزت على موضوع “حزب الله” وسلاحه ومشاركته في الحرب السورية وارتباطه بالمحور السوري – الايراني.

واعتبرت هذه المصادر انه تبعاً لذلك ستبقى اللعبة ضمن الحدود المرسومة، اي “تقطيع الوقت” بأقلّ الأضرار، من خلال تسيير العمل داخل مجلس الوزراء الذي استعاد عجلته على قاعدة “التوافق المنتِج”.