نشرت صحيفة “24 ساعة” السويسرية الناطقة بالفرنسية تقريرا بشأن بوادر انطلاق السباق لخلافة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، بعد تسريبات عن تدهور حالته الصحية.
وقالت الصحيفة إن معركة الوصول للمنصب الأكثر تأثيرا في الجمهورية الإيرانية بدأت مبكرا، بعد رواج معلومات متواترة مصدرها أجهزة استخبارات غربية بشأن إصابة علي خامنئي بسرطان البروستات في مرحلته الرابعة، وبلغ مرحلة خطيرة. ونظرا لعمره البالغ 76 سنة، يقدر الأطباء أنه لم يعد أمامه أكثر من سنتين.
ولاحظ التقرير أنّ حربا باردة تدور الآن في إيران بسبب الانقسامات حيال المفاوضات النووية مع الغرب، بين المساندين لها مثل حسن روحاني وهاشمي رفسنجاني من جهة ومعسكر المحافظين المعارض للمفاوضات بقيادة علي خامنئي، حتى أن روحاني لوّح بإجراء استفتاء لأخذ رأي الشعب في الاتفاق الذي يمكن أن تسفر عنه المحادثات.
وفي المقابل، نشرت صحيفة “كيهان” في السابع من شباط الماضي قبيل عيد الثورة الإيرانية مقالا اتهمت فيه روحاني ورفسنجاني بالعمالة لأميركا وإسرائيل.
وقال التقرير إن مرض المرشد يمكن أن يؤثر على نتائج المفاوضات النووية في ظل هذا المناخ المتوتر، بما أن قبول إيران بأي اتفاق نهائي مرهون بموافقته، ولكن يبقى من الصعب تقدير حجم هذا التأثير الذي سيكون رهين تأثير مراحل العلاج على الحالة الجسدية والنفسية للمرشد.
ونقل التقرير في هذا السياق تساؤلات لأحد المتابعين للشأن الإيراني قال فيها: “هل سيفضل علي خامنئي الظهور على أنه من أوصل البلاد لاتفاق مع الغرب ورفع العقوبات وانتعاش اقتصادي، أم سيفضل التمسك بقيم الثورة الإيرانية المعادية للغرب”؟
كما أشار التقرير إلى أشخاص آخرين يملكون حظوظا وافرة للوصول للمنصب، من بينهم آية الله صادق أمولي لاريجاني (54 عاما)، الرئيس الحالي للجهاز القضائي، وهو شقيق على لاريجاني رئيس البرلمان. وهناك أيضا آية الله أحمد خاتمي (55 عاما) الذي يوصف بالمتشدد، ويلقي خطبة الجمعة في الجامع الأكبر في طهران، وآية الله أحمد جنتي (88 عاما)، وهو يوصف بالمتشدد جدا، ويرأس مجلس صيانة الدستور المكلف بالتصديق على كل القوانين التي يصوت عليها البرلمان والمصادقة على تقديم الترشيحات في الانتخابات. وقدّر التقرير أن سنة 2016 التي ستشهد انتخابات تجديد أعضاء مجلس الخبراء ستكون سنة فاصلة، وذات دلالة فيما يخص الصراع على خلافة خامنئي.
وأضاف التقرير أن هاشمي رفسنجاني وحسن روحاني سيكونان أيضا معنيين بهذا السباق، رغم أن توجهاتهما المعتدلة لن تساعدهم كثيرا على كسب التأييد. ولكن لم تستبعد الصحيفة السويسرية حدوث مفاجأة على غرار ما حدث سنة 1989 عندما نجح علي خامنئي، الذي كان يُعد وقتها معتدلا، في الصعود بفضل دعم الحرس الثوري، الذراع الحديدي للنظام الإيراني، وبفضل التنقيح الذي تم إدخاله على الدستور. كما لم تستبعد الصحيفة صعود مجتبى خامنئي الذي يقود وحدات “الباسيج” التابعة للحرس الثوري الإيراني.
وخلص التقرير إلى أن الحالة الصحية للمرشد الأعلى تبقى بمثابة قنبلة موقوتة، لا يمكن التنبؤ بموعد انفجارها ولا بما ستسفر عنه من تغييرات في المشهد السياسي الداخلي والسياسة الإيرانية، فيما يخص الطموحات النووية والعلاقة مع إسرائيل والغرب والدول العربية.