نقلت صحيفة “السفير” عن سفير دولة معنية مباشرة بالملف النووي أن كل الرهانات على آذار تبدو قائمة على شيء من المبالغة، ويقول: “إنه يفضل النظر الى الأمور كما هي، بحجمها من دون تقزيم او تضخيم، ومن هنا هو يتمنى عدم الذهاب بعيداً في زرع آمال وأحلام في عالم ما يزال مزروعاً بالأشواك”.
ويعتبر أن مقاربــة المفاوضات النووية من زاوية الموضوعية والواقعية توصل الى حقيقة مخيــبة لآمال المراهنين على إيجابيات كبرى. يقول الديبلوماسي صراحة: “خلافاً لكل ما هو ظاهر من إيجابيات إعلامية، نحن متشائمون، ومسار الامور لا يبعث على التفاؤل، وإنما على التشاؤم، ولا أعتقد بالتالي أننا ذاهبون الى اتفاق نوعي هذا الشهر”.
التشاؤم، كما يفهم من كلام هذا الديبلوماسي، مرده الى مسألة اساسية وهي ان الولايات المتحدة ليست قادرة على ان تعطي إيران الثمن المطلوب لوقف برنامجها النووي، كما انها في الاساس لا تريد ان تعطي ايران الثمن المطلوب.
اكثر من ذلك، والكلام للديبلوماسي المذكور، فإن مرشد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي، حدد السقف الذي يمكن ان تقبل به ايران للتخلي عن برنامجها او لتعليقه، لكن الاميركيين يضعون شروطاً تعتبرها ايران تعجيزية لا يمكن ان يقبل بها السيد خامنئي.
ومما لا شك فيه، يضيف الديبلوماسي، ان تطوراً ما قد طرأ على الموقف الاميركي. في السابق كان الاميركيون يطرحون الاتفاق على مراحل، مع وقف فوري للبرنامج النووي، اما في المفاوضات الراهنة، فهم اقترحوا في آخر عرض قدموه، ان يكون الاتفاق على مرحلتين. وهذا الطرح ترفضه ايران ايضاً وبشكل قاطع، وقد ابلغت ذلك الولايات المتحدة وسائر الدول الغربية المعنية بالـ 5+1، وأكدت انها لا تقبل الا باتفاق كامل وشامل وعلى مرحلة واحدة. لذلك، والكلام للديبلوماسي المذكور، “نحن ذاهبون الى تأجيل جديد، اؤكد انه لن يتم اعلان الفشل، بل اعلان التأجيل، ربما الى حزيران المقبل او بعده بقليل، وذلك للبحث في التفاصيل، والمعلوم دائما ان الشياطين تسكن في الطوابق السفلى للتفاصيل”.