Site icon IMLebanon

تحذيرات من تطوّرات دراماتيكيّة على الحدود الجنوبيّة!

 

نقلت صحيفة “الديار” عن مصدر ديبلوماسي غربي، عاد منذ ايام الى مقر اقامته في بيروت، تحذيره عددا من الشخصيات اللبنانية التي التقاها، وفقا لتقارير اطلع عليها من توتر الاوضاع عند الحدود الجنوبية، بعدما نجحت تل ابيب في وقف تقدم محور سورريا – ايران – حزب الله، عند مثلث درعا – القنيطرة – دمشق، بعد تدخل موسكو لدى دمشق، واقتصار العمليات العسكرية على القصف المدفعي والغارات الجوية وبعض العمليات النوعية التي تهدف الى اضعاف قدرة المسلحين، واقتصار العملية العسكرية حاليا على تأمين حماية العاصمة دمشق، نتيجة الضغط الروسي الذي جمد عملية الوصول الى الحدود مع اسرائيل.

وكشف المصدر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي وضع مسؤولين غربيين في امكانية شنه هجمات موضعية ضد “حزب الله” عشية الانتخابات الاسرائيلية، بعدما نجح في تحقيق هدفه السياسي من خطابه في الكونغرس، والذي تمثل في مشروع القانون الديمقراطي والرسالة الجمهورية الى ايران، لتحويل أنظار الرأي العام الدولي والاقليمي والعربي عن قوة الضغط التدريجي الذي يمارسه أوباما عليه، ولاقتناعه بأن هكذا عمليات تصب في مصلحة افشال البرنامج الزمني لاتفاق اوباما مع طهران، لافتة الى ان العملية الجديدة قد تستند الى استمرار تسلح “حزب الله”، وأنه يجب وضع حد لهذا السلاح المتدفق الى الجنوب ولا سيما منه الصواريخ المتطورة فيصبح المنع الاميركي لنتنياهو من شن هجوم جديد ضعيفا وغير قابل للتجاوب، على حد تعبير أحد وزراء الخارجية الاوروبيين.

يعزز هذه المخاوف، بحسب المصدر، مجموعة من التطورات التي ابرزها:

– تركيز التقارير العسكرية والسياسية الاميركية تحديدآ في الاسابيع والايام القليلة الماضية، على تعاظم قوة حزب الله، معتبرة ان تعاظم قوة الحزب النارية والعسكرية بالتحديد تعد نكسة كبيرة لاعادة رسم موازين ومواقع القوى في المنطقة، فلوجستية الحزب العالية وقوة الردع العالية التي يملكها مقاتلو الحزب، والمخزون الهائل للسلاح والتطور بالنوعيه، سوف تؤدي بمجموعها كما تتحدث التقارير العسكرية، الى احداث تغيير جذري في الخارطة العسكرية لاطراف الصراع في المنطقة. كما صدرت تقارير مماثلة في تل ابيب اعدتها مجموعة من كبار القادة العسكريين الاسرائيليين تقول بان قدرة حزب الله اللوجستية وقوة الردع، والتنظيم المنضبط للحزب ،قد تحدث تغييرآ كبيرآ في موازين القوى بين اطراف الصراع بالمنطقة.

– مواصلة قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية الاستعداد لما تسميه بحرب لبنان الثالثة، حيث تقول تقارير اسرائيلية ان جنود الجبهة الداخلية والطواقم المحلية في منطقة الاغوار والمنطقة الشمالية طيلة “أسبوع الطوارئ”، يجرون تدريبات تحاكي عددا كبيرا من السيناريوهات الصعبة المتوقعة خلال الحرب القادمة على الجبهة، والتي لن تكون “كأي شيء سبق أن عايشته وعرفته اسرائيل”، بحسب قائد الجبهة الداخلية في منطقة الأغوار العقيد حايم بروكاح، في ظل التقديرات السائدة لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية القائلة بأن العمق الإسرائيلي سيتعرض خلال الحرب القادمة إلى ضربات نارية ثقيلة جدا وان طائرات دون طيار ستتحكم في قلب المدن والتجمعات السكنية، فضلا عن اطلاق عشرات الصواريخ في ذات الوقت من سوريا ولبنان، وستعجز القبة الحديدية عن توفير الحماية الكاملة في وجه هذه الضربات، الى جانب سيطرة خلايا تابعة لحزب الله على مستوطنات كاملة في المنطقة الشمالية وتنفيذ عملية كبيرة في قلب مدينة عكا، لذلك فان تعزيز وتقوية السلطات المحلية سيحدد بشكل أو أخر شكل وطبيعة المعركة.

– المناورة الضخمة التي نفذها الجيش الاسرائيلي منذ قرابة الاسبوعين في الضفة الغربية، حيث تم استدعاء 15 الف جندي من الاحتياط ، في سيناريو يهدف الى التدريب على اقتحام مناطق سكانية، وتشير المصادر في هذا الاطار الى أنه خلافا لما جرى الترويج له من ان الاستدعاء يحاكي احداثا قد تشهدها الساحة الداخلية الفلسطينية، فان الهدف السري الاساسي للعملية هو التدرب على بيئة عدوة قريبة من الطبيعة والجغرافيا اللبنانية.

– التدريبات المتواصلة على طول الحدود الشمالية من مزارع شبعا وصولا الى مرتفعات الجولان، المستمرة منذ اسبوع، وسط المعلومات التي تحدثت عن تحريك قوات ضخمة من المدرعات والمدفعية من الجبه الجنوبية باتجاه الشمال.

رغم ما تقدم، يعتبر الكثيرون انه من المستبعد أن يقدم نتنياهو على شن عمليات عسكرية، على خلفية الواقع الانتخابي، لأكثر من سبب، بدءاً من المعادلات القائمة تجاه الساحتين اللبنانية والسورية، إضافة إلى أن العمل العسكري الإسرائيلي في ظل التطورات الحالية سوف يؤدي إلى تداعيات ونتائج سلبية على إسرائيل والمخططات الأميركية في المنطقة، فضلا عن ان التقرير السنوي لمراقب الدولة في إسرائيل اقر بعدم كفاءة الجيش الاسرائيلي وجاهزيته اللتين تراجعتا لخوض الحرب، في ظل وجود إخفاقات خطيرة في كفاءة منظومة قوات الاحتياط البرية، التي باتت من دون خبرة واستعداد قتالي وبلا قدرة على الإيفاء بالمطلوب منها في مهماتها القتالية.

على ما يبدو ان التأثير الأميركي ينجح حتى الآن في تأخير قرارات عملية إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 17آذار الحالي، نتيجة الحصار الداخلي والخارجي مع اقتراب موعد الانتخابات والرغبة الاميركية في تغيير المشهد السياسي الاسرائيلي بما يتطابق ورؤية واشنطن لمصالحها في المنطقة. فهل يهرب نتنياهو الى الامام ويغامر؟ هذا ما حاول ان يقوم به من خلال الغارة الاخيرة في القنيطرة .