Site icon IMLebanon

الدولار «يسحق» العملات الأخرى؟

EagleDollar

طوني رزق
ينظر الجميع حالياً الى الدولار كالعملة الاقوى التي تسحق العملات الاخرى، والتي سوف تواصل ارتفاعها من دون سقف لهذا الارتفاع. لكنّ التجارب وتاريخ أسواق الصرف تظهر انّ قوة الدولار ليست سوى مرحلية، وإنّ ضعف اليورو لن يُنذر بانهيار وانّ الاسعار قد تنقلب رأساً على عقب.
يواصل الدولار الاميركي ارتفاعه مقابل مختلف العملات في العالم من دون تردد، ويبدو بقوّته متفوقاً ولا يمكن مواجهته. انه يسحق العملات الاخرى وفي مقدمها اليورو والين الياباني، إذ هو الآن مرتفع الى اعلى مستوى في 12 عاماً مقابل اليورو في ثمانية اعوام مقابل الين الياباني. وهذه القوة تعكس الوضع الأفضل للاقتصاد الاميركي مقارنة مع الاقتصاديات العالمية الأخرى، وفي مقدمتها الاوروبي والياباني.

ويتقدم الدولار نحو مستوى اليورو الواحد، وهو الآن دون مستوى 1,06 دولار مقابل العملة الاوروبية الموحدة. وفي حين انّ قوة الدولار ترفع القدرة الشرائية للاميركيين والدول الاخرى التي تختزن الدولار وتربط عملتها به، الّا انّ الامر بدأ ينعكس على اسواق الاسهم الاميركية وعلى المستثمرين الذين يوظفون أموالهم فيها.

ولكن بالتوازي مع تضرّر الصادرات الاميركية، وبالتالي الشركات الاميركية التي تعتمد على التصدير. كما انّ مداخيل الشركات الاميركية العاملة في الخارج اصبحت ذات قيمة اكثر انخفاضاً. ويعتبر خبراء انّ أسواق الصرف العالمية تتعامل مع تقلبات الاسعار بنوع من قصر النظر، اذ يؤكد هؤلاء انّ ما يحصل اليوم في اسواق العملات قد حدث سابقاً.

فالتحركات القوية للفرنك السويسري مقابل اليورو اختبرتها الاسواق في العام 2011 كما انّ اليورو اختبر مستويات متدنية جداً مقابل الدولار في العام 2002. وفي مقارنة لتحركات الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية الاخرى، وعلى رغم صعود الدولار، فإنّ الرسوم البيانية الطويلة الاجل، أي بين العام 1973 والعام 2015، تظهر انّ الدولار ما زال يسلك اتجاهاً انخفاضياً واضحاً. وهذا ما دفع البعض للقول انه الدولار القوي – الضعيف.

اذ انّ الدولار القوي سوف يضعف الاقتصاد الاميركي ويشجّع على زيادة العجز في الموازنة الاميركية. وهذا ما سوف يدفعه في النهاية الى التراجع مجدداً. انّ الدولار يسلك اتجاهاً ارتفاعياً في الوقت الراهن، الّا انّ ذلك بقي مرحلياً.

ولذلك، لا يمكن القول انّ اليورو ينهار ويقترب من نهايته او انّ الدولار سوف يواصل ارتفاعه. انّ التاريخ والتجربة السابقة يقولان العكس، لذا يتوجب احتساب تغيير الاتجاهات وتوقيتها…

حركة الاسواق المالية

واصل اليورو تراجعه امس لينخفض بنسبة 0,44 في المئة الى 1,0588 دولار. كما تراجع الجنيه الاسترليني بنسبة 0,44 في المئة الى 1,4818 دولار. وزاد الدولار بنسبة 0,13 في المئة الى 121,45 يناً. وزاد الدولار ايضاً 0,44 في المئة الى 1,2742 دولار كندي. وبنسبة 0,50 في المئة الى 1,0073 فرنك سويسري. وبنسبة 0,6 في المئة مقابل الدولار الاوسترالي الى 0,7662 دولار.

وما زالت الاسواق تتوقع هبوط اليورو الى الدولار الواحد، خصوصاً انّ الدولار زاد 10 في المئة هذا العام مقابل العملات الاخرى. لكن البعض بدأ يتكهن بتأخير الاحتياطي الفدرالي الاميركي لرفع اسعار الفائدة الاميركية بسبب قوة الدولار.

وفي اسواق الاسهم الاميركية ارتفعت المؤشرات في بورصة وول ستريت في نيويورك فوق مستويات إقفالها السابق. وذلك مع ترقّب الاسواق لمؤشر ثقة المستهلكين. فزاد مؤشر داو جونز 1,47 في المئة، ومؤشر ستاندرد اند بورز بنسبة 1,26 في المئة ومؤشر ناسداك 0,89 في المئة الى 17895 نقطة و2066 نقطة و4893 نقطة على التوالي.