IMLebanon

عرقلة توسع المصارف السويسرية في أوروبا

CreditSuisse2
طلال سلامة
تعاني المصارف السويسرية، خصوصاً الكبرى منها، من مضايقات كثيرة خلال عملياتها التوسعية في أسواق الاتحاد الأوروبي، لاسيما في مجال إدارة الثروات. ولافت أن 25 في المئة من ثروات الأغنياء خارج سويسرا، تعود إدارتها إلى فروع تابعة للمصارف السويسرية مباشرة أو غير مباشرة.
وتدير المصارف السويسرية الكبرى، خارج سويسرا، ثروات قيمتها 3.1 تريليون فرنك سويسري تقريباً. وبغض النظر عن كمية الثروات التي تديرها هذه المصارف داخل سويسرا، يمكن القول إن العائدات من إدارة ثروات رجال الأعمال الدوليين تدر على المصارف السويسرية نحو 18 بليون فرنك سنوياً، ما يخول موظفي هذه المصارف، وعددهم حوالى 28 ألفاً، على الصعيد المحلي، الحصول على دخل شهري ممتاز.
ولا يرى المحللون حلاً خارج إبرام اتفاقات بين المصارف السويسرية الكبرى وحكومات دول الاتحاد الأوروبي لتسهيل توغل المصرفيين السويسريين داخل عالم المال في الاتحاد الأوروبي. ولكن التوصل إلى اتفاقات سريعة أمر معقد ومليء بالعقبات الديبلوماسية والإدارية. وبما أن الإنفاق على محاولات توسعية من قبل المصارف السويسرية لم يعط بعد النتائج المنشودة، تتحرك المصارف الكبرى، مثل «يو بي اس» و «كريديه سويس»، لتقليص وجودها في أسواق دول الاتحاد الأوروبي. وفي ما يتعلق بالأنشطة الخاصة بإدارة الثروات، يتحرك المصرفان لتركيز هذه الأنشطة في فرانكفورت بألمانيا أو لوكسمبورغ.
وأفاد مراقبون بأن العمليات التوسعية للمصارف السويسرية، خصوصاً في إيطاليا وألمانيا وفرنسا، تكللت بالفشل نتيجة غياب توافق حكومي سويسري – أوروبي على تحرير الأنشطة المصرفية السويسرية من القيود الأوروبية المفروضة عليها.
ولتأسيس فروع مصرفية سويسرية في هذه الدول الثلاث، أنفقت المصارف السويسرية الملايين من الفرنكات من دون جدوى، ليتبين لاحقاً أن استراتيجية تقديم الاستشارات إلى الزبائن في هذه الدول الثلاث عبر خدمات ومنتجات متطورة تنتمي إلى ما يُعرف بأنشطة «أون شور»، لم تحقق المفعول التجاري المنشود.
وأشار خبراء في قسم البحوث الاقتصادية الدولـــية في «جامـــعة زيـــوريخ»، إلى أن الوضع في لوكسمبورغ غير مشجع أبداً، لاسيما بعد الفضيحة التي طاولت رئيس الوزراء المتـــهم بإعطاء شركات غربيـــة صلاحيات ضريبية خــــيالية في مقابل علاوة رسمية لمصلحة حكومته.
وتحاول سويسرا الاستغناء عن لوكسمبورغ، التي تعاني من الضغوط الدولية، وأصبحت غير مهتمة بالمساهمة في آليات تعامل جديدة في عالم المال الغربي. وبما أن إدارة الثروات المالية في الدول الغربية تستوطن حالياً في كل من زيوريخ وفرانكفورت ولندن، يســجل المراقبون ميولاً لدى المصارف الوطنية نحو ظاهرة الاكتفاء الذاتي. وذلك يعني أن المصارف السويسرية ستحاول تجنيد بعض المختصين البارعين على إدارة ثروات الزبائن الأجانب مباشرة من سويسرا، من دون الحاجة إلى أي تواجد «أون شور» في الدول المجاورة التي يتهمها بعضهم بأنها تحسد النظام المصرفي السويسري على تقدمه.