الفونس ديب
يبدو ان التحركات التي قام بها نواب بيروت والفعاليات الاقتصادية لاعادة الحياة الى قلب العاصمة لا سيما المناطق المحيطة بمجلس النواب بدأت تؤتي ثمارها. وهذا ما كشفه لـ»المستقبل» النائب محمد قباني ورئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، فالنائب محمد قباني اكد لـ»المستقبل» ان هناك خطة متكاملة يتم العمل عليها وهي تشمل المنطقة المحيطة بمجلس النواب، والشارع الممتد من نزلة السرايا الحكومية وصولا الى مسجد محمد الامين، ومحيط الاسكوا، متوقعا بدء ملاحظة التحسن في اوضاع هذه المناطق خلال الشهرين المقبلين. وكشف عن تساهل في موضوع الايجارات والرسوم بالاتفاق مع كل المعنيين بالنسبة للعاملين في هذه المناطق.
أما رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير فكشف من جهته ان رئيس مجلس النواب نبيه بري اتخذ قرارا بفتح المنطقة المحيطة بمجلس النواب وتسهيل دخول المشاة اليها، وهذا الامر سيعيد الحركة التجارية والسياحية الى زخمها، مؤكدا ان «التحسن سيتضح أكثر واكثر خلال ايام المقبلة«.
قباني
وعن خطة فتح المنطقة المحيطة بمجلس النواب واعادة الحياة الى قلب العاصمة، قال قباني: «اي خطة من هذا النوع لا تتم كما يبدأ السباق، اي تعطى اشارة الانطلاق ويبدأ السباق، انما الامر يتطلب وقتا للمعالجة، لكن المهم اننا بدأنا المعالجة«. وأوضح ان «موضوع معالجة وسط بيروت التجاري له عدة جوانب. الجانب المكلف به انا، هو محيط مجلس النواب، واعالجه بالتنسيق مع قائد شرطة المجلس بتوجيه من الرئيس بري الذي طلب منه متابعة هذا الموضوع معي«.
وتحدث قباني عن «مبادئ أساسية« في هذا الجانب، ابرزها:
– ان وسط بيروت لا سيما محيط مجلس النواب سيبقى للمشاة، وسيعود كما كان قبل عدة سنوات للمشاة لكنه يعج بالحركة السياحية.
– عندما يكون هناك جلسات لمجلس النواب، جلسات جدية وليس مثل جلسة اول من أمس مجرد حضور شكلي، محاولة انتخاب رئيس معروفة سلفا انها مجرد فصل في مسرحية، سيكون هناك تشدد في كل محيط مجلس النواب.
– تسهيل حركة المشاة ضمن هذه المنطقة، ضمن تدابير أمنية لا تعرقل ولا تؤخر ولا تؤثر في دخول المشاة الى الشوارع المحيطة بالمجلس«.
وبالسبة للمناطق الاخرى، قال قباني «كذلك هناك جزء امني يتعلق بساحة رياض الصلح والشارع الممتد من هذه الساحة وصولا الى مسجد محمد الامين – ساحة الشهداء، وايضا نزلة السرايا الحكومية، وهذا الموضوع عند رئيس الحكومة ووزير الداخلية، وتم الحديث معهم، وطلبنا الا يكون هناك اعتصامات تغلق الطرق، لأنه صحيح ان الاعتصامات حق ديموقراطي، لكن اغلاق الطرق امر لا يجوز لانه يشل ويقطع ارزاق عدد كبير من اللبنانيين، وهذا الموضوع يعالج مع رئيس الحكومة«.
ولفت الى الى ان موضوع محيط الاسكوا يتم معالجته ايضا. وقال «علمت ان محافظ بيروت ارسل كتابا الى الاسكوا طالبهم فيه بفتح الطرق المحيطة بالاسكوا، وقد اجابوه بأن الموضوع يبحث مع وزارة الخارجية»، مؤكدا ان هذه امور سنتابعها للوصول الى معالجة مشكلة السير«.
وفي مجال متصل، اشار قباني الى ان «هناك شكوى من غلاء الايجارات والرسوم، وفي هذا الاطار، اجرينا لقاءات مع مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان ومع مطران بيروت للموارنة بولس مطر ومطران بيروت للروم الاورثوذكس الياس عودة، الذين وعدوا بالتساهل الكبير في مجال الايجارات»، مشيرا الى ان «المطران بولس مطر قال لنا خلال الاجتماع: انه ليس لديه اي مانع ان يقعدوا ببلاش سنة سنتين، او يدفعوا ثلث الايجار، اهلا وسهلا فيهم لانه ما يهمنا هو ان تبقى الحركة في المنطقة. واشار الى ان «اللقاء مع هذه المرجعيات، هو لانهم من اصحاب الاملاك الاساسيين في شارع المعرض، خصوصا القسم الاعلى منه حيث معظم الملكيات فيه هي لهذه الاوقاف الاسلامية والمسيحية«.
وقال «هذا الامر سيسهلونه وسيوليدر ستسهل ايضا، وهي وعدت بتغييرات اساسية في الارقام التي تعتمدها، كما ان بلدية بيروت ستقوم ببعض النشاطات في هذه الشوارع«.
واكد قباني ان «هذا الموضوع لن يتم بشحطة قلم، أو بكبسة زر، انما يتطلب معالجة نعمل عليها بكل جدية ونأمل ان نصل الى تحسن تدريجي لكن جدي في الفترة المقبلة، متوقعا بدء ملاحظة التحسن خلال الشهرين المقبلين.
شقير
أما شقير، فقال: «لا شك ان وسط بيروت هو قلب بيروت وقلب لبنان، وإذا القلب ضعيف يعني ان لبنان كله ضعيف«. واشار الى انه سيكون هناك الكثير من التغيرات التي ستتم في المنطقة الامنية المقفلة في وسط بيروت، اي في محيط مجلس النواب.
اضاف: «عقدنا اجتماعات مع المعنيين بهذا الملف وخصوصا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو اتخذ قرارا بفتح هذه المنطقة، وتسهيل دخول المشاة اليها. ونحن كقطاع خاص نشكره على هذه المبادرة التي من شأنها ان تعيد الحياة الى هذه المنطقة الهامة«.
واشار الى التشدد الامني واقفال المنطقة سيتم فقط فقط عندما يكون هناك جلسات فعلية لمجلس النواب، ونحن نؤيد ذلك لأنه يهمنا جدا أمن الرئيس بري والنواب، خصوصا ان لبنان لم يعد بمقدوره تحمل اي ضربة لا سمح الله«، لافتا الى انه «خلال الايام العادية سيتم ازالة كل الحواجز وكذلك سيتم وقف التفتيش«.
وكشف شقير ان «هناك خطة كاملة لاحياء المنطقة سيعلن عنها قريبا جدا«. وأكد ان «هذا وعد من الرئيس بري، وهو اتخذ قرارا بذلك«، مشيرا الى انه «خلال اجتماعنا معه اجرى اتصالا بالمسؤولين عن الموضوع في هذا السياق، كما ان قباني مكلف بمتابعة الموضوع، وهذا التحسن سيتضح أكثر واكثر وسنراه خلال ايام«.