بعد عرض مميّز للفريق الأخضر أمام الشانفيل الممتعض من التحكيم
هل الحكمة أفضل من دون ستوغلن؟
قراءة مفصّلة لأحداث اللقاء وسيناريوهات لما قد ينتج عنه
تقرير خالد مجاعص
لن يمرّ فوز الحكمة بعد ظهر الأحد على فريق الشانفيل بفارق أربع نقاط مرور الكرام، فهو سيترك آثاراً كبيرة على مجريات البطولة، ستظهر إلى العلن في القريب العاجل في فريقي الحكمة كما الشانفيل.
فعلى الأرض، استعاد الحكمة طعم الانتصارات، محقّقاً فوزاً كافياً بنتيجة 91-87، ليتصدّر المجموعة الثانية في شكل نهائيّ، تاركاً المركز الثاني في صراع ثنائيّ بين الشانفيل والتضامن، والذي سيتحدّد الأحد المقبل خلال لقائهما المنتظر في ديك المحدي، حيث قدّم الحكمة أجمل عرض له في هذا الموسم، ليمحو من ذاكرة مشجّعيه سقوطه المفاجئ أمام التضامن.
وفي قراءة باردة لهذا اللقاء، يمكننا الجزم أنّ مدرّب الحكمة فؤاد أبو شقرا فاجأ خصمه الثعلب غسّان سركيس عبر دفعه على أرض الملعب بتشكيلة لبنانيّة صرف، وذلك من دون لاعبه الأميركيّ ديسموند بينيغر العائد بعد إصابة أبعدته شهرين كاملين، ومن دون هدّافه تيريل ستوغلين المصاب. فرهان أبو شقرا كان من خلال اعتماد ثلاثيّ محلّي في الارتكاز مع جوليان خزّوع، دانييل فارس وهايغ كوكجيان، إلى جانب المهاجم إيلي رستم والموزّع رودريك عقل، حيث نجح عنصر المفاجأة في مباغتة تشكيلة الشانفيل الكلاسيكيّة، والمدعّمة بلاعبه الجديد الأميركيّ دي شوون سيمز. فنجحت خطّة أبو شقرا، وتقدّم الفريق الأخضر في نهاية الربع الأوّل 29-17 مسيطراً في شكل مطلق على الريباوند، فأجبر ضيفه على اعتماد التسديدات البعيدة بعدما أصبح شبه مستحيل عليه اعتماد المسافات القريبة. فانتظر الشانفيل نهاية الربع الثاني، ليستعيد توازنه فيقلّص الفارق إلى نقطتين في نهاية الربع الثاني 43-41. ومع انطلاق الجزء الثاني، أدرك الشانفيل التعادل 48-48 قبل أن يعود الحكمة إلى أجواء المباراة، وينهي الربع الثالث متقدّماً 72-62، ويحسم اللقاء في الربع الأخير، بنتيجة 91-87 في مباراة كان نجمها من دون منازع عملاق الحكمة واللقاء جوليان خزّوع بتسجيله 24 نقطة، والتقاطه 14 ريباوند، حيث سمح لزميله في الارتكاز دانييل فارس من التميّز، تاركاً عمليّة حسم اللقاء للثنائيّ إيلي رستم 21 نقطة والأميركيّ ديسموند بينيغير مع 19 نقطة.
هذه الأرقام إذا دلّت على شيء بعد انتهاء فرحة الفوز عند الفريق التقنيّ في الحكمة، فهو أنّ فريق الحكمة من دون هدّافه تيريل ستوغلين يلعب في شكل جماعيّ رائع، والمهمّ أنّ لاعبي الفريق الأخضر أظهروا في غياب ستوغلين تركيزاًعالياً، إضافة إلى عامل الثقة التي ظهرت بالأرقام المميّزة لجميع لاعبيه الذين شاركوا على أرض الملعب. فتلك الإحصاءات هي من دون شكّ سلاح ذو حدّين بالنسبة إلى المدرّب أبو شقرا، فهو لا يريد أن يخسر هذا اللعب الجماعيّ المفقود في وجود ستوغلين، كما أنّه لا يريد في المقابل أن يخسر المكنة التهديفيّة التي سجّلت لوحدها 72 نقطة في سلّة الشانفيل، و54 في سلّة الرياضي إنّما من دون أن تكون نتيجتها الفوز. فمع تلك المعطيات، سيكون علينا الانتظار والترقّب لمعرفة كيف سيتعامل أابو شقرا مع هذا الوضع قبل انطلاق البلاي أوفس.
أمّا من ناحية الشانفيل، فهو سيحاول إعادة تقييم خسارته تقنيّاً، خصوصاً بعدما أصبح له ثنائيّ أجنبيّ مرعب مع انضمام المهاجم الرائع دي شوون سيمز، هدّاف المباراة مع 30 نقطة إلى عملاقه الجورجي نيكولوس. لكن عليه في المقابل أن يعيد حساباته بين لاعبيه اللبنانيّين، خصوصاً أنّ قائده اللبنانيّ نديم سعيد بدا بعيداً جدّاً عن مستواه، ومحرّك ألعابه كارل سركيس غير موفّق. أمّا من الناحية العامّة، فتعليق رئيسه الفخريّ أكرم الحلبي (الموجود في أوروبّا) عبر موقع التواصل الاجتماعيّ فايسبوك عند نهاية المباراة أنّه يتفهّم خسارة الشانفيل أمام فريق الحكمة، ولكن ليس أمام فريق الحكّام ستحمل معانٍ كبيرة، ولن تمرّ مرور الكرام، خصوصاً للذين يعرفون عن كثب الرئيس الفخريّ في الشانفيل، والذي “يذهب بالشيء إلى الآخر”، وكيف إذا كان هذا الشيء خارجاً عن منطق اللعبة.