أكد الدبلوماسي المخضرم والمبعوث الخاص السابق للشرق الأوسط دينيس روس، أنه و”لكي أكون منصفا، لا توجد هناك استراتيجيات يمكن أن تعدنا بالنجاح، ولكن لا يمكن، في الوقت نفسه، أن ننكر أن سوريا اليوم هي كارثة إنسانية واستراتيجية”. وأشار إلى “زيارته مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، الذي يأوي 85 ألف لاجئ تقريبا، وشهدت عن كثب تراجيديا هذا الصراع.. الناس يتوقون للعودة إلى عوائلهم وبيوتهم التي ربما لن تكون موجودة مرة أخرى.
وأضاف روس، الذي عمل مع بوش الأب وبوش الابن ومع بيل كلينتون في ملفات كثيرة في المنطقة، لصحيفة “الشرق الأوسط”، أن خوف الإدارة من أن تنجر إلى “ورطة” هو خوف مفهوم. ولكن الشيء الأكيد هو أن الأطراف الوحيدة في المعارضة السورية الذين سيحصلون على المال والسلاح لخوض حرب فرضها النظام على شعبه، ستكون “المتطرفين”.
وأعرب عن إعتقاده بأن الأسد نادرا ما حارب تنظيم “داعش”، لأنه أراد أن يصور للعالم أن البديل الوحيد له هم المتطرفون. كذلك وجد التنظيم أنه من المناسب له أيضا أن يحارب الفصائل الأخرى، وليس الأسد. لقد وجد الطرفان أنه من المفيد لهما أن يخلقا واقعا مزدوجا. غير أن الخاسر الوحيد هنا هو السوريون. ويرى روس أن وجود الأسد يشكل مغناطيسا جاذبا للجهاديين من كل أنحاء العالم للمجيء إلى سوريا.
ومع موافقته على ضرورة وجود العملية السياسية، إلا أنه يعتقد أن فكرة مقاتلة تنظيم “داعش” وترك الأسد في السلطة لا تعني شيئا.
ويرى دينيس أيضا أن إقامة منطقة عازلة في الشمال على الحدود التركية- السورية لاستيعاب اللاجئين وتنظيم المعارضة، وكذلك لبناء قدرات المعارضة المعتدلة، قد يوفر مخرجا، “إذا حافظ الأتراك على الأمن ليضمنوا أنها لا تخترق من قبل “داعش”، وإذا وافق السعوديون والقطريون على تقديم كل الدعم المادي من خلال عنوان واحد ولمجموعة متفق عليها”.
وبصرف النظر عن الهدف الإنساني، يرى الدبلوماسي المخضرم وجوب أن يكون الهدف هو تغيير ميزان القوى، وتبليغ الإيرانيين والروس بأن ثمن مساعدتهم للأسد سيزداد كلفة، ما لم يتعاونوا على وضع خطة سياسية لإنهاء الصراع، ووضع ترتيبات انتقالية لحكومة جديدة. كما يقترح وجودا دوليا لمساعدة الحكومة المؤقتة على بناء نفسها، وعلى لعب دور فعال في حفظ السلام.
ويختتم تصريحه لـ”الشرق الأوسط” بقوله: “لا توجد هنالك خيارات جيدة، المتوفر فقط خيارات أقل سوءا. ولكن الاستمرار في الطريق نفسه، هو بالتأكيد ليس الجواب”.