إعتبرت أوساط سياسية بارزة أن الورقة السياسية لـ”قوى 14 آذار” بدت بمثابة محاولة متقدّمة جديدة لإعادة تثبيت الخطاب المتماسك والحاد في بعض جوانبه، ولا سيما لجهة خطر توسُّع النفوذ الايراني في المنطقة ولبنان، والذي أدرجت من ضمنه سياسات “حزب الله” في تورُّطه بالقتال في سوريا، وكذلك في تعطيل الاستحقاق الرئاسي في لبنان. ولكن ذلك لم يخف في المقابل، حرصاً لدى هذه القوى، على عدم تعكير أجواء الحوار الجاري بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”، ولو ان نبرة الورقة السياسية تجاه الحزب اتّسمت بالتشدد.
ولفتت الأوساط نفسها لصحيفة “الراي” الكويتية إلى أن الاجواء والمواقف التي أُطلقت في “ذكرى 14 آذار” تعكس مرة جديدة ثبات الأفرقاء الداخليين عند معادلة لا تسمح راهناً بأكثر من الحفاظ على موجبات الاستقرار الداخلي، في انتظار ما ستتكشف عنه التطورات الاقليمية الكبرى، مثل بت مصير الاتفاق الغربي- الايراني على الملف النووي، ونتائج الانتخابات الإسرائيلية، وما يمكن ان يرتسم من نتائج لها على مجمل الواقع الاقليمي لجهة النفوذ الايراني الذي يعني لبنان مباشرة من خلال “حزب الله”.