لفت رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض الى أن البعض يريدنا أن نختار بين إمبراطورية فارسية أو دولة إسلامية أو إسرائيل، وقال: “أما نحن فخيارنا لبنان، لبنان أولا وأخيرا، لبنان الدولة والمؤسسات، لبنان العيش المشترك، لبنان الحريات والتنوّع والتعدد والاعتدال، لبنان الـ10452 كيلومتر مربع لجميع أبنائه”.
معوض، وفي كلمة في احتفال حاشد أقامته “حركة الاستقلال” في ملبورن، شدد على أن مواجهة “داعش” وكل الدواعش تكون بالالتفاف الوطني حول الدولة اللبنانية والمؤسسات الشرعية اللبنانية”، مضيفًا “بالتفافنا حول جيشنا نستطيع ان نواجه أي اعتداءات أو أطماع إسرائيلية، وأمننا ليس للخصخصة، ولا نريد لا حرسا ثوريا يعتبرنا ضمن الإمبراطورية الفارسية المزعومة ليدافع عنا، ولا نريد من يدعي حمايتنا ويقاتل من أجلنا لا في لبنان ولا في سوريا ولا في العراق ولا في أي دولة في العالم و”القبضاي” ليس من يحارب خارج أرضه، “القبضاي” هو الذي يسيج حدوده لكي يحمي وطنه وأرضه وأهله، ولكي يحمي الأمن والمؤسسات والاستقرار والاقتصاد، وليحمي مستقبلنا ومستقبل أولادنا”.
واعتبر أن خطوة إطلاق المجلس الوطني خطوة مهمة وكنا بانتظارها منذ 4 سنين، ولكن إذا لم تأت هذه الخطوة في إطار مشروع متكامل لا تكفي ولا تحقق المطلوب منها.
واشار معوض الى أن هذا المشروع يجب أن يقترن بالقرار والإرادة على تنفيذه من دون خوف أو حسابات أو تردد، ومشروع يكون عابرا للطوائف، مضيفًا “الأهم أن يكون أيضا مشروعا عابرا للمصالح، المصالح السياسية والحزبية والشخصية التي أنهكتنا طوال 10 سنين”.
ورأى أنه “في الذكرى العاشرة لانتفاضة الاستقلال، وفي الذكرى العاشرة لثورة الأرز، ما زلنا بعيدين عن تحقيق أهدافنا وأحلامنا، فصحيح أن هناك عوامل خارجية أثرت سلبا على قضيتنا، ولكن الصحيح أيضا أن أخطاء كثيرة في الأداء والإدارة حصلت في الداخل، نكسات متلاحقة وتنازلات تلو تنازلات، ومساومات تلو مساومات واشتباكات داخلية من أجل حصص، وسعي لتقاسم مغانم في معركة كبيرة لم تنته بعد”.
وأضاف معوض: “النتيجة اليوم.. صحيح أننا حققنا انسحاب الجيش السوري وحصلنا على محكمة دولية لأول مرة بتاريخ الاغتيالات، ولكننا لم نبن دولة ولا أنجزنا سيادة ولا سيجنا وطنا.. والنتيجة اليوم: من جهة، علي يونسي، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، يفاخر أن إيران أصبحت امبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها حاليا بغداد، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي. وأن كل منطقة شرق الأوسط إيرانية. وأمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني يعلن أن إيران أصبحت على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ما يعني بنظره أن لبنان أصبح محافظة إيرانية. ومن جهة ثانية، تنظيم “داعش”. أبو بكر البغدادي أعلن قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام. وعندما يقول الشام يعتبر طبعا أن لبنان جزء من بلاد الشام على طريقة النظام البعثي السوري الذي لم يعترف يوما بلبنان. ومن جهة ثالثة، على كتفنا إسرائيل، الدولة العنصرية التي على حدودنا، والتي تلوعنا منها، وهي الطامعة بمياهنا وبأرضنا وبنفطنا وبغازنا، والتي تنتهك أجواءنا يوميا وعندما تسنح الفرصة تنتهك ارضنا”.
ورأى أن هؤلاء الثلاثة حلفاء موضوعيين ووجوه لعملة واحدة بالتطرف، وبالإجرام، وبالإرهاب، وبالأطماع التوسعية، مضيفًا “ثلاثتهم يمكن أن يكونوا أقوياء اليوم، لكن ثلاثتهم يجب ان يتعلموا دروس التاريخ، فالإمبراطوريات كلها زالت وانهارت، فالدولة الفاطمية لم تصمد في المنطقة، والدولة العثمانية بكل عظمتها انهارت، والأحلام باستعادة امبراطورية إيرانية أو إقامة هلال خصيب أو إقامة دولة إسلامية كلها لا تنفع وليس مقدرا لها العيش”.
وأكد معوض أن التاريخ علمنا أن أي عملية صهر بالقوة لا يمكن ان تستمر، وقال: ” الاتحاد السوفياتي الذي فكك، حاول إلغاء عشرات القوميات في الدول الذي كان يسيطر عليها بالقوة، فلا يمكن لأي عملية قهر أن تدوم، كما لا يمكن لأي نظام شمولي، ولا يمكن لأي امبراطورية مهما كانت قوية عسكريا أن تلغي هوية شعب وتخضعه بالقوة بإطار لا يشبهه، مثلما تماما لا يستطيع لا داعش ولا 60 داعشًا مهما دمر من تماثيل ومتاحف أن يلغي حضارات المنطقة الموجودة منذ أكثر من 7 آلاف سنة”، مشيرًا الى أنه هناك ألف داعش مرت وبقيت حضارات المنطقة، تماما مثلما مر كل الغزاة والمحتلين على لبنان. هم رحلوا وبقي لبنان”.
وقال: “لا يحاول احد أن يخيرنا بين داعش وإيران وإسرائيل”. وتابع: “خيارنا لبنان في وجه كل اعتداء أو هيمنة سواء من داعش أو إيران أو إسرائيل أو من أي جهة أتى، ولا يقنعنا أحد أنه لكي نواجه داعش يجب أن نخضع لإيران، ولا لنواجه المشروع الإيراني أن نلتحق بداعش”، مشيرًا الى أن تطرف داعش لا يمكن مواجهته بتطرف مضاد، وإرهاب داعش لا يمكن محاربته بإرهاب مضاد.
واعتبر معوض أنه لا يمكن مواجهة داعش إلا بالاعتدال، وليس بمواجهة مذهبية، وقال: “التطرف السني يواجهه الاعتدال السني وليس التطرف الشيعي، والتطرف الشيعي يواجه باعتدال شيعي وليس بالتطرف السني، فالأساس في مواجهة كل تطرف هو نسج شبكة اعتدال على امتداد العالم العربي. نعم، شبكة حلف الاعتدال وليس حلف الأقليات ولا التحالف مع الديكتاتوريات، قوة اعتدال تضم مسيحيين ومسلمين، يدا بيد في وجه كل التطرف، إن كان سنيا او شيعيا او علويا او مسيحيا. هكذا نربح المعركة”.
وتابع: “في لبنان داعش وكل الدواعش نواجههم سويا بالتفاف وطني حول الدولة اللبنانية وحول المؤسسات الشرعية اللبنانية. مثلما بالتفافنا حول جيشنا نستطيع ان نواجه أي اعتداءات أو أطماع إسرائيلية، فأمننا ليس للخصخصة، ولا نريد لا حرس ثوريا يعتبرنا ضمن الإمبراطورية الفارسية المزعومة ليدافع عنا، ولا نريد من يدعي حمايتنا ويقاتل من أجلنا لا في لبنان ولا في سوريا ولا في العراق ولا في أي دولة في العالم”، مشددًا على أن “القبضاي” ليس من يحارب خارج أرضه، “القبضاي” هو الذي يسيج حدوده لكي يحمي وطنه وأرضه وأهله، ولكي يحمي الأمن والمؤسسات والاستقرار والاقتصاد، وليحمي مستقبلنا ومستقبل أولادنا.
وقال معوض: “في ظل التحديات الكبيرة التي نعيشها، لم نعد نستطيع تحمل أي رهانات أو مغامرات، فالمطلوب أن نتوحد جميعا حول دولتنا اللبنانية، والجيش اللبناني هم نيحمونا جميعنا، ويدافعوا عنا جميعا، وقد أكدت الأحداث الأخيرة أنهم هم الذين يستطيعون حمايتنا وحماية حدودنا، ويقدمون الشهداء والدماء الغالية على مذبح الوطن. فتحية الى أرواح شهداء الجيش اللبناني والقوى الأمنية الشرعية الذين رووا أرضنا بدمائهم الطاهرة”.
وأضاف: “نعم المطلوب أن نتوحد حول دولتنا اللبنانية. هذا يعني أولا أن ننتخب رئيسا جديدا للجمهورية، ولا تستطيع أي دولة أن تعيش بلا رأس، ورئيس الجمهورية هو رأس الدولة، وحوله تتشكل كل السلطات، من مجلس نواب جديد إلى حكومة جديدة… إلى تعيينات على كل المستويات”، معتبرًا أنه لم يعد ينفعنا الجدل في جنس الملائكة أو في مواصفات الرئيس، سيسقط النظام اللبناني كله ونخسر لبنان ونحن نتجادل بمواصفات الرئيس؟
وسأل معوض: “ماذا يعني رئيسا قويا؟ كم هو عدد كتلته النيابية؟ وكيف يكون الرئيس قوي؟ نسينا أنه من بين أقوى الرؤساء في الجمهورية، هناك كميل شمعون وفؤاد شهاب ورينه معوض، ووفقا للمقاييس المطروحة اليوم فهم ليسوا أقوياء، فيما أنهم برهنوا فعلا انهم أقوى الأقوياء. “مرتا مرتا تهتمين بأمور كثيرة أما المطلوب فواحد”، المطلوب أن يقوم النواب بواجباتهم الوطنية اليوم قبل الغد، وينزلون الى المجلس النيابي وينتخبوا فورا رئيسا جديدا للجمهورية”.
وقال:”اليوم في الذكرى العاشرة لثورة الأرز، وأكثر من أي يوم مضى، هناك مسؤولية كبيرة تتحملها قوى 14 آذار، ولم يعد بمقدورنا تضييع المزيد من الفرص، ومشروعنا مشروع وطن لا يجب ان يتحول إلى مشروع سلطة، فثوابتنا واضحة ومعروفة، وخارجها لا يوجد لبنان”.
وتابع معوض: “الوطن الواحد والشعب الواحد والدولة الواحدة والدستور الواحد والمؤسسات الواحدة والسلاح الواحد. ولكن تأكيد الثوابت لا يكفي، يجب ان تترجم بمشروع وطني شامل. مشروع يقترن بالقرار والإرادة على تنفيذه من دون خوف أو حسابات أو تردد. مشروع يكون عابرا للطوائف. لكن الأهم أن يكون أيضا مشروعا عابرا للمصالح. المصالح السياسية والحزبية والشخصية التي أنهكتنا طوال 10 سنين. نحن بحاجة لمشروع شراكة مسيحية – إسلامية تحمل راية الاعتدال تحت سقف دولة مدنية”.
وأكد أن لبنان بحاجة الى مشروع يشبه أحلام شهدائنا، يشبه مستقبل أولادنا، مشروع لوطن لا يكون أول همنا فيه كيف نحصل على جنسية ثانية، وطن نحمل جنسيته وجواز سفره من دون أي خوف في المطارات، مضيفًا “خطوة إطلاق المجلس الوطني اليوم خطوة مهمة وكنا بانتظارها منذ 4 سنين، ولكن إذا لم تأت هذه الخطوة في إطار مشروع متكامل لا تكفي ولا تحقق المطلوب منها، وشهداؤنا في 14 آذار لهم كثير علينا. نحن أولاد شهداء ونعرف القيمة جيدا. الوفاء لدماء شهدائنا يعني عدم المساومة على المبادىء من أجل المصالح. الوفاء لدماء شهدائنا يعني عدم الرضوخ خوفا من الاستشهاد فهم استشهدوا ولم يخافوا. الوفاء لدماء شهدائنا يعني أن لا نفرط بأي إنجاز من الذي حققوه، وأهم إنجاز يجب المحافظة عليه هو وحدتنا، وإيماننا بلبنان الذي لا يجب أن يتزعزع أبدا”.
وختم: “أعرف أن لبنان يعيش فيكم، ولبنان اليوم بحاجة ماسة اليكم. وأنا على ثقة انكم لن تتخلوا عنه، ولن تتخلوا عن هويتكم وجذوركم بالرغم من الأخطاء والخطايا التي ترتكب بحقكم. ليس مقبولا في ال 2015 ألا يكون حقكم بالشراكة في القرار الوطني مصان، وأن يتجرأ أحد ويتلاعب بحقكم في المشاركة في الانتخابات النيابية، لأن لبنان لنا ولكم. ومعا سنحافظ على أرضه ونستثمر بإنسانه حتى نساعده على البقاء والصمود. تأكدوا أنه مهما كانت الصعوبات، معا سنبني لبنان”.