IMLebanon

في اليوم العالمي للغابات هل حافظ لبنان على الـ13%؟

LebanonForests

 

 

 

 

كتبت باسكال عازار في صحيفة “النهار”:

 

تتصدر نسبة الـ13 % المتبقية من مساحة لبنان الاخضر الخطابات السياسية والبيئية، كما تدخل في الدراسات وتعتمد كمرجع علمي وتعبيري كلما دعت الحاجة منذ 10 أعوام. لكن، مهلاً، فهذه النسبة ليست سوى خطأ شائع. فالـ 13 % هي مساحة الغابات فقط، فيما تشكل المناطق الحرجية نحو 11 %، ما يعني أن مجمل المساحة الخضراء تبلغ 24 %.

 

لا تعفينا النسبة المذكورة طبعاً من واقعنا الاخضر المؤلم، لكن لا بد من توضيح الأرقام. واذا كانت هذه النسبة هي ما كان يشكّله الواقع في العالم 2005، فماذا عن واقع اليوم؟ سؤال طرحته “النهار” في اليوم العالمي للغابات. فماذا عن الجواب؟

 

أوضح رئيس مصلحة الأحراج والتنمية الريفية في وزارة الزراعة الدكتور شادي مهنا أن “الدراسة التي كشفت عن أن الغابات تشكل 13% من مساحة لبنان تم إعدادها من وزارة الزراعة والفاو في العام 2005. وقد بيّنت أن الأراضي الحرجية تشكل ما نسبته 11%، ما يعني أن مجموعة المساحة الخضراء يشكل 24% تقريباً”. ولفت الى أن “بعض السياسيين والجمعيات التي تهدف الى استقطاب تمويل الجهات المانحة يضخّمون الموضوع بالقول إن مساحة لبنان الخضراء في الستينات كانت تبلغ 30%، فيما هي اليوم 13%، وهذا خطأ، لأن الفاو لم تكن قد وضعت في الستينات تعريفاً محدداً يفصل الغابات عن المناطق الحرجية. ولذلك فإن نسبة الـ30% آ،ذاك كانت تشكل مجموعة الغابات والمناطق الحرجية وليس الغابات فقط، فيما نسبة الـ13% الصادرة في العام 2005 هي للغابات فقط والـ11% للمناطق الحرجية، وبالتالي مقارنة نسبة الـ30% لا تجوز إلا مع الـ24%”.

 

الواقع ما بين الـ2005 والـ2015؟

 

بعد مرور 10 أعوام على الدراسة الأولى استوضحت “النهار” مهنا عما اذا كان لبنان لا يزال يحتفظ بمساحته الخضراء التي كشفت عنها الدراسة في العام 2005 فقال: “في المبدأ على وزارة الزراعة أن تعيد إجراء هذا الاحصاء كل خمس سنوات، وبالتالي كان يجب اعداد دراسة ثانية في العام 2010 وثالثة هذه السنة. لكن، للأسف، ما من فائض في موازنتنا لتأمين كلفتها، ونحاول البحث عن تمويل لها كي نتمكن من تنفيذها هذه السنة”. وكشف عن ان “المجلس الوطني للبحوث العلمية كان يعمل في العام 2013 على خارطة الغطاء الأخضر عبر الأقمار الاصطناعية ما يمكنهم من تقدير الواقع، ووفق اللقاءات التي كانت تتم بيننا كانوا يطمئنوننا الى أن الغطاء الأخضر لم يتقلص كثيراً عما كان عليه في 2005”.

 

وقال مهنا بشيء من التفاؤل: “على الناس أن يعلموا أن مساحة الغابات تتمدَّد بشكل طبيعي من دون أي تدخل بفعل إهمال الاراضي الزراعية التي نمت فيها اشجار السنديان وغيرها وحولتها غابة. تبين لنا ذلك في التراخيص العائدة إلى قرى العودة، فتصنيفها زراعية ما يعني أنها بساتين، فيما هي باتت تشكل في الواقع غابة بفعل الاهمال”. وأوضح: “نحن لا نزال قريبين من نسبة الـ13 % بفضل كثافة أعمال التحريج التي تمت في الاعوام الأخيرة واطلاق وزارة الزراعة برنامج الـ40 مليون شجرة في العام 2012. فمساحة الغابات يجب أن تصل الى 20 % في العام 2022 كي نتمكن من مواجهة التصحر والانبعاثات وتحقيق التوازن.

 

برنامج الـ40 مليون شجرة

 

يمتد برنامج الـ40 مليون شجرة على 20 سنة “نريد من خلاله تحريج 70 الف هكتار، أي ما يوازي 7 % من مساحة لبنان”، وفق مهنا. أما عن تقدم عمل البرنامج فقال: “أعاقت الخضّات السياسية والامنية، الى جانب الموازنة، عملنا، غير أننا لم نجلس مكتوفي الأيدي بل عملنا ضمن مقدراتنا وقمنا بتأهيل 8 مشاتل لها القدرة على انتاج ما بين 2 و3 ملايين غرسة في السنة. كما يموّل الاتحاد الاوروبي بموجب مشروع ARDP التحريج بمليوني اورو، ويتم العمل بالتعاون مع البلديات والجامعات والمجتمع المدني”.

 

وعن التحديات الاخرى التي تواجه البرنامج قال: “نحن فعليا لا نملك قاعدة معلومات تحدد لنا المناطق التي يمكننا تحريجها، فكل ما نملكه من معلومات هو ما جمعناه من الجيش ووزارة البيئة وبعض الجمعيات. اتينا حاليا من ضمن مشروع ARDP بخبراء اجانب ومحليين يعملون على وضع قاعدة معلومات تحدد مواقع التحريج”.

 

ودعا القضاة الى الالتزام بالتطبيق الصارم للغرامات على قطع الاشجار، فالقانون يحدد غرامات قاسية على كل طن، في حين ان القضاة يصدرون احكاما بـ100 او 200 الف ليرة لبنانية مقابل 6 أطنان من الحطب من المفترض ان يغرّم المخالف فيها بـ12 مليون ليرة. إن هذه الاحكام تشجع على المخالفات لانها تجعل الضبط يفقد قوته الرادعة، ولا بد من أحكام قاسية تساعدنا في المحافظة على الـ13% والوصول الى الـ20%، فالتحريج سيبقى عاجزا عن تحقيق اهدافه اذا قوبل بالقطع الجائر والعشوائي”.

 

وفي ما يخص خارطة الغطاء الاخضر التي بدأ العمل عليها في العام 2013 تبين خلال الاعمال وفق مدير المركز الوطني للاستشعار عن بعد الدكتور غالب فاعور ان “الانشطة العمرانية والاقتصادية تنشط في الاراضي الزراعية، خصوصا في منطقة البقاع”، اما عن حجم المساحة الخضراء اليوم فقال: “ما من شيء مؤكد، نحن لا نزال نعمل على الخارطة ولن ينتهي العمل قبل نهاية العام”.