Site icon IMLebanon

تصعيد “حزب الله” تغيير لقواعد الحوار!

 

اشارت أوساط بارزة في قوى 14 آذار عبر صحيفة “النهار” الى انه يبدو أن “حزب الله” أراد عشية الجولة الثامنة من حواره مع “المستقبل” ان يوظف مؤتمر قوى 14 آذار وما صدر عنه سياسيا وتنظيميا من اجل محاولة تغيير قواعد الحوار من جانب واحد، علماً ان ما صدر من ردود ومواقف كلامية تجاوز بعضها أدنى الاصول وذهب الى حد التجريح والتهديد المبطن مما قد يستدعي من فريق “المستقبل” اثارة هذه الحملة وخلفياتها في الجولة المقبلة من الحوار”.

من جهتها، ذكرت صحيفة “الأخبار” أن وزير الداخلية نهاد المشنوق سيزور الرئيس نبيه برّي، قبل الجلسة الحوار الخميس المقبل، لتجاوز ما حصل، والتصريح من على منبر عين التينة لتدارك هذا التطور، كما تقول مصادر مقربّة من المشنوق.

وأوضحت المصادر أن التصريحات الأخيرة للرئيسين الحريري والسنيورة أتت في لحظة اشتباك مبررة بعد التصريحات الإيرانية الأخيرة، كما أن كلام الأخير جاء ضمن مؤتمر لائتلاف سياسي لا يمكن سقف خطابه أن يأتي بأقل ممّا سمعناه. مع ذلك، تؤكّد المصادر أن خيار الحوار يبقى الأقوى، وهو ما سيؤكده المشنوق للرئيس برّي. كذلك أكد النائب جمال الجراح، من جهته، أنه لا وجود لانتكاسة في الحوار بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”.

النائب سمير الجسر أكد أن الحوار ما يزال قائما وسنحضر الجلسة الاربعاء، طالما أننا لم نتبلغ عكس ذلك، وقال: “دخلنا الحوار بأصول عبر بوابة الرئيس نبيه بري، وإذا أردنا الخروج منه سنخرج وفق الأصول ومن نفس البوابة”.

الجسر، وفي تصريح لصحيفة “السفير”، قال: “إن الرئيس فؤاد السنيورة تلا بيان “14 آذار”، وما تضمنه هو نتاج توافق كل مكونات هذا الفريق السياسي، ونحن مشاركون في الصياغة وفي الحضور، وهذا في النهاية موقف “14 آذار” ونحن جزء منها، وليس لدينا شخصيتان، وهو ليس موقفا جديدا. فنحن لم نكن في يوم من الأيام مع تدخل “حزب الله” في سوريا، ولم نكن مع محور المقاومة، وكنا وما زلنا نعتبر أن هذا الأمر يمكن أن يجر على لبنان المشاكل والخراب، وقد قلنا ذلك في مقدمة الحوار، وكلما سنحت الفرصة نذكر به، وندعو “الحزب” الى الخروج من سوريا.

وعبّر الجسر عن استغرابه ودهشته لهذا التصعيد والاستنفار من قبل “حزب الله”، مؤكدا أنه لو أخذ الحزب موقفا رافضا من إعلان مستشار الرئيس حسن روحاني علي يونسي قيام الامبراطورية الايرانية وعاصمتها بغداد، ولو رفض “الحزب” أيضا كلام “الحرس الثوري” عندما قال إن أهم إنجاز لنا هو “حزب الله” وأن حدود إيران تمتد الى المتوسط، لكان ساهم ذلك بتجنيبنا كثيرا من التشنج والاحتقان، ولكان اللبنانيون جميعا صفقوا له. ونحن طبعا لا نستطيع السكوت عن هكذا كلام، لأن السكوت معناه بأننا نوافق عليه، وفي الحقيقة نحن لا نوافق على هذا الكلام، بل نرفضه جملة وتفصيلا.

واكد الجسر أن ثمة موقفا ثابتا لدى “تيار المستقبل” الى جانب الحوار مع “حزب الله”، وأنه لا يوجد جلسة أو بيان لـ”كتلة المستقبل” إلا وتم التأكيد فيهما على هذا الحوار، لافتا الى أن النقاشات تجري ضمن الكتلة بحرية تامة، وكل الأعضاء في الكتلة يتحدثون ويعبرون عن آرائهم. ولكن في النهاية هناك قرار يصدر والجميع يلتزمون به، فنحن لسنا في نظام حديدي ونتحدث بلغة واحدة، بل كل شخص يعبر عن موقفه بطريقته، وهناك من يعبر بصوت مرتفع وهناك من يعبر بأعصاب هادئة، غير أنّنا كلنا في النهاية بنفس التوجه، ولا يوجد أي شخص ضمن “تيار المستقبل” يقول أنا ضد الحوار.

إلى ذلك، اوضحت مصادر مقربة من رئيس مجلس النواب نبيه برّي لصحيفة “اللواء” أن الأخير يتمسك بموعد الجولة الثامنة للحوار، إلا إذا طرأ مستجد قد يؤخر الاجتماع، وهو (أي الرئيس بري) على رغم كلامه الأخير في شأن موقف الرئيس فؤاد السنيورة في “البيال” لن يدع الحوار يسقط في براثن التشنج ومواقف دواعي التعبئة السياسية لهذا الفريق أو ذلك.

بدوره، قلّل مصدر سياسي بارز في تحالف قوى 14 آذار من وقع الموقف الحاد لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد على مجمل الأوضاع السياسية الراكدة منذ مدة أو على استمرار الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله”، بالرغم من لهجة التهديد والوعيد التي ضمّنها لموقفه وتلويحه بإمكانية تجميد أو حتى قطع الحوار نهائياً.

واعتبر لصحيفة “اللواء” ان خطاب رعد محاولة مكشوفة لاستباق الجلسات المقبلة للحوار مع تيار “المستقبل” وتحديد إطار محدد لهذا الحوار لا يمكن تجاوزه بطرح مسائل وقضايا مهمة وحساسة يرفض الحزب الخوض بها في الوقت الحاضر كمسألة تفلت سلاح “حزب الله” من مرجعية الدولة أو تدخل الحزب بالحرب السورية دون حسيب أو رقيب، والمسألة الأكثر إلحاحاً حالياً هي الإمعان في تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية بذريعة التشبث بترشيح النائب ميشال عون دون سواه كما صدر عن أكثر من قيادي ونائب من الحزب أكثر من مرة.