قال وزير المالية علي حسن خليل في كلمة ألقاها نيابة عنه المدير العام للمالية العام آلان بيفاني إن الوزارة تتطلع «إلى دورٍ غير تقليدي للدولة» و«أنماط جديدة في الحكم تُشرك المواطنين في صنع القرار»، فيما أكد السفير الفرنسي باتريس باولي استمرار فرنسا في التعاون مع لبنان في مجال إصلاح الوظيفة العامة.
جاء ذلك مساء الإثنين في «قصر الصنوبر» خلال الاحتفال بإطلاق الدورة السادسة من برنامج اللقاءات العلمية المخصصة للكوادر العليا في الادارة اللبنانية، الذي ينظمه معهد باسل فليحان المالي والاقتصادي للسنة السادسة توالياً، بالشراكة مع المدرسة الوطنية الفرنسية للإدارة وبدعم من المعهد الفرنسي ومصرف «فرنسبنك»، ويشارك فيه 28 من المسؤولين الكبار في الإدارة العامة اللبنانية، يمثلون 15 إدارة ومؤسسة إضافة إلى الهيئات العسكرية.
أما رئيسة معهد باسل فليحان لمياء المبيّض بساط، فشددت على أن «الحاجة الى الدولة تكبر في مراحل الأزمات»، وشكرت خليل «لدعمه الدائم والمستمر لعمل المعهد وإيمانه باهمية دوره على مستوى وزارة المال والإدارة العامة ككلً».
خليل اشار إلى «الانفتاح الإيجابي باتجاه القطاع الخاص الذي تنتهجه الحكومات من خلال الشراكات الاقتصادية والحوار المتواصل مع القوى الاقتصادية الفاعلة والتجمعات العمّالية والنقابية، الذي يساهم بدوره في تعزيز الثقة المتبادلة ويسهّل الوصول إلى مناخ وطني محفّز للنمو الاقتصادي». وأبرز ضرورة «مواكبة كل هذه الأنماط الجديدة من خلال سياسات واضحة، تترافق مع تنمية القدرات والتجدّد والانفتاح».
وأكد عدم إمكان «الولوج إلى الإصلاح البنيوي المنشود إلّا من خلال نظرة متجدّدة لسياسات إدارة المال العام، وتطوير كوادر قيادية تتمتّع بالمؤهلات والمهارات لقيادة التغيير وبقِيم الكفاية والشفافية والتعددية، والأخلاق وروح الخدمة العامة».
أما باولي فشدد على أن «التدريب أداة تحديث الوظيفة العامة»، اعتبر أن لقاءات الكوادر العليا تتيح التفكير الشامل في دور استراتيجي لكل قيادي في الوظيفة العامة بغية مواجهة التحديات والمستقبل»، وأكد ارتياح فرنسا إلى إطلاق «شبكة معاهد التدريب في القطاع العام في لبنان»، ودعمها إياها من خلال الترتيب الإداري الذي وقعته وزيرة اللامركزية والخدمة العامة الفرنسية ماريليز لوبرانشو مع وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ووزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دي فريج، خلال زيارتها لبنان العام المنصرم.
وأشاد بنجاح الجهود الأخيرة للدولة في مجال إصلاح الوظيفة العامة، مؤكداً استمرار فرنسا في التعاون مع لبنان في هذا الإطار.
وقالت رئيسة قسم التسويق والإعلان والإعلام في «فرنسبنك» دانيا القصّار فأشارت إلى أن «هذه المبادرة تصب في إطار المسؤولية الاجتماعية لفرنسبنك ومساعيه الهادفة إلى تكريس روح المواطنية»، مؤكدة أن المصرف يضع «كل إمكاناته في خدمة تقوية أداء المؤسسات العامة لتفعيل دور الدولة اللبنانية».