وسط تسخين السجال بين تيّار “المستقبل” و”حزب الله” على أرض “ربط النزاع”، التأمت الجلسة الثامنة في عين التينة، في مناقشات وصفت “بالمضنية”، وتركزت على البنود الاساسية في جدول الأعمال من خفض منسوب الاحتقان المذهبي والاصرار على عدم التهاون في إجراءات الخطة الأمنية في أي منطقة شملتها، وملامسة الاستحقاق الرئاسي.
إلا ان مصادر المجتمعين أكدت لصحيفة “اللواء” ان التمسك “بجدية الحوار” كما جاء في البيان الختامي واستمراره، باعتبارهما مرتكز استقرار لبنان وحماية هذا الاستقرار من التداعيات الأمنية والعسكرية التي تعصف بالمنطقة. لم يحجب المكاشفة التي حدثت في مستهل اللقاء، والتي بادر إليها فريق “حزب الله” على لسان الحاج حسين الخليل معاون الأمين العام للحزب، الذي شدّد على اهمية استمرار الحوار، لكنه اثار المواقف التي تعلن من قبل نواب وقيادات في “المستقبل”، متسائلاً عن جدوى استمرار الحوار في ظل ما وصفته مصادر الحزب بـ”الخطابات التحريضية” التي تنعكس سلباً على بند تنفيس الاحتقان، وتجعل الحوار بلا هدف.
وقدم فريق “حزب الله” عرضاً لسلسلة من التصريحات العائدة بشكل رئيسي لوزير العدل اللواء اشرف ريفي ومنسق التيار في طرابلس مصطفى علوش كانت تسبق أو تلي جلسات الحوار، منذ انطلاقته عشية هذا العام، والتي كانت تتهم الحزب دائماً بأنه “بيئة فساد” حول لبنان إلى ورقة في يد إيران، وأن الحوار لا يعدو ان يكون “ترفاً فكرياً”، وفقاً لتصريح النائب أحمد فتفت، فضلاً عن تصريحات الرئيس فؤاد السنيورة تتهم الحزب باطالة أمد الشغور الرئاسي، وبجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وفقاً لتصريحات الوزير ريفي، الذي أشار في أحد تصريحاته بأن الجريمة ارتكبت “بقرار سوري – ايراني، أما التنفيذ فأصبحنا نعرف ان حزب الله أمر بالقيام به”.
اما ردّ فريق “المستقبل” والذي تولى شرح مبرراته وزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، فلم يختلف في وقائعه عّما اورده بيان كتلة “المستقبل” لجهة التأكيد على ضرورة استمرار الحوار نهجاً واسلوباً، وأن التيار لم يكن هو من بادر إلى التصعيد والتوتير السياسي والكلامي، وأن المواقف التي خرجت من قبل نوابه وقياداته، كانت من ضمن المواضيع خارج ما اتفق عليه كجدول أعمال الحوار، باعتبارها مواضيع “ربط نزاع” تتصل بالمواقف من تورط الحزب في الحرب السورية، والسلاح والمحكمة الدولية، في حين ان الموضوعين المدرجين على جدول الحوار، وهما تخفيف الاحتقان ورئاسة الجمهورية، كان الحزب هو الذي جاهر بإعلان تمسكه بالعماد ميشال عون مرشحاً وحيداً لرئاسة الجمهورية، رغم اننا في الحوار – والكلام لفريق المستقبل- اتفقنا على عدم طرح أسماء، وإنما على ضرورة الاتفاق على أسلوب أو طريقة تؤدي إلى تأمين نصاب جلسات انتخاب رئيس الجمهورية لكي نتمكن من انتخاب الرئيس، ونحن ندرك ان المجاهرة بتسمية عون مرشحاً وحيداً يعني الاستمرار في الفراغ وتعطيل كل محاولات انتخاب الرئيس ما لم يخضع اللبنانيون لمشيئة الحزب في ان يكون رئيساً أو لا انتخابات.
وتابع وفد “المستقبل” بأن الهجوم على مؤتمر 14 آذار في “البيال” والانتقاد اللاذع لاعلان عزمه على إنشاء “المجلس الوطني” لهذه القوى لم يكن له ما يبرره، فضلاً عن ان بيان المؤتمر لم يتناول مواضيع تتصل بمندرجات الحوار، وإنما المواضيع المتصلة “بربط النزاع”، وهذا أمر مشروع في الصراع السياسي والا لماذا نتحاور.
واضاف: “نحن ندرك كذلك العلاقة الخاصة التي تربط الحزب بإيران، ولكن ألم يكن جديراً بالحزب ان يكون له موقف من تصريحات المسؤول الإيراني علي يونسي حول امبراطورية فارسية عاصمتها بغداد ومفاخرته باحتلال أربع عواصم عربية، من دون ان تتحرك نخوة الحزب أو أي من حلفائه لرفض هذه التصريحات على الرغم من اننا نفترض انه ينتسب إلى النسيج العربي.
على ان هذا “العتب العابر” على حدّ تعبير مصادر عين التينة بين فريقي “المستقبل” و”حزب الله” لم يحل دون الانتقال بعد “غسل القلوب” إلى المواضيع الرئيسية، ولا سيما موضوع الخطة الأمنية، حيث تركز البحث على مخيم النازحين في عرسال لجهة اخلائه، استناداً إلى تقارير أمنية تفيد عن حدوث صراعات داخله أدّت إلى تبادل تصفيات، مثلما حصل أمس بين عائلات لبنانية وسورية.
وعكس البيان الختامي المعلومات على ان غسيلاً للقلوب حدث خلال الجلسة، مما مكّن وزير المال علي حسن خليل من صياغة بيان جاء فيه: “ان المتحاورين اتفقوا على استمرار البحث في المواضيع المقررة بنفس الزخم والاندفاع اللذين سادا الجلسة الاولى”.
وأكّد المجتمعون على جدية الحوار باعتباره ركيزة أساسية للحفاظ على استقرار لبنان وحمايته مما جرى في المنطقة”.