Site icon IMLebanon

بيل غيتس: ما بعد “إيبولا”…كارثة!

 

 

 

إختار قطب المعلوماتية بيل غيتس، المؤسّس الأسطوري لشركة “مايكروسوفت” العملاقة، أن تكون صحيفة “الحياة” منصة لنداء تحذيري عن الكارثة التي سوف تحملها موجة عالميّة مقبلة من العدوى، استناداً إلى دروس “إيبولا”. وأرسل غيتس رسالة مطوّلة إلى “الحياة” حصريّاً، تضمّنت نداءه الذي جاء استناداً إلى تجربته في “صندوق ميلندا وبيل غيتس” في مكافحة الموجة الراهنة من “إيبولا”.

واستهل غيتس الرسالة التي حملت عنوان “الموجة المقبلة من العدوى”، بالإشارة إلى “المأساة الهائلة التي تعيشها غينيا وسيراليون وليبيريا، لأن ما ضربه وباء “إيبولا” تجاوز الخسائر البشرية، ووصل إلى تحطيم نظم الصحة والاقتصاد في تلك البلدان. ونجحت صدمة الوباء في التنبيه إلى الكارثة التي سوف تحملها موجة عالميّة من العدوى، التي قد تنطلق من أسباب عادية أو بأثر من إرهاب بيولوجي. لنتذكر أن وباء الأنفلونزا قضى على قرابة 30 مليوناً بين عامي 1918 و1920. وأثبتت موجة “إيبولا” أنه ما لم يتأهب العالم بشكل مناسب، فالكارثة التي تسببها عدوى ما في المستقبل، ستكون فادحة تماماً”.

وأضاف: “من المفيد المقارنة بين استعداداتنا لمواجهة الأوبئة وما نفعله استعداداً للحروب. إذ يملك حلف شمال الأطلسي (ناتو) فرقاً كبيرة مجهزة للتدخّل في حال اندلاع طوارئ، وتتدرب على تفاصيل عملياتها في مواجهة الكوارث، كإمدادات الطعام والمياه والوقود ونظم الاتصالات وأجهزتها التي ستسخدم حينها… في الولايات المتحدة، كانت مناورة «الشتاء القاتم» في العام 2001، هي المرة الأخيرة التي جرى فيها التدرّب على مواجهة وباء عالمي (…)، فيما تعجز معظم الدول عن إنشاء “مركز لعمليات الطوارئ” خلال ساعتين من اندلاع وباء عالمي، وهو من شروط “الأجندة العالميّة للأمن الصحي” التي أقرّت في العام 2014″.

وفي سياق شرحه تصوّره عن نظام ملائم لاحتواء الأوبئة المقبلة، قال: “يقدر “البنك الدولي” أن موجة واسعة من وباء انفلونزا بإمكانها أن تخفض ثروة العالم بقرابة 3 تريليون دولار، ويرتفع الرقم إلى 7 تريليون دولار إذا أفلتت من السيطرة، إضافة إلى حصدها ملايين الأرواح. ولكي نستعد لمواجهة تفشٍ وبائي، اقترح مجموعة من الإجراءات الأساسيّة، يتصدّرها تدعيم نظام الصحة العامة ونُظُم الرعاية الصحيّة الأوليّة، مع تجهيز بنى تحتيّة ملائمة وفعّالة. يجب الارتقاء بنظم مراقبة الأمراض التي تغيب عن معظم الدول الفقيرة، على رغم أنها هي المرشحة لتكون نقطة انطلاق أي وباء مقبل”.

وخلص غيتس إلى ضرورة “تجهيز العنصر البشري. يجب التدريب بصورة فعّالة على مواجهة الأوبئة، بمعنى أن يكون كل كادر مدرّباً على أداء ما يجب أن ينهض به في حال تفشّي الوباء. يجب أيضاً تجهيز وسائل النقل والمعدّات، وأن تكون في حال استعداد دائم لمواجهة الطوارئ، وكذلك الحال بالنسبة إلى نُظُم العزل الصحي. هناك أهمية قصوى لنظم المعلومات وتبادلها، والتدرّب على استمرارها في العمل أثناء الطوارئ. لا مناص من التشديد على إعداد المعدات الطبيّة والأدوية، وإعطاء أولوية كبرى للعمل على صنع لقاحات للأوبئة”.

وجاءت رسالة غيتس إلى “الحياة” ضمن حملة إعلاميّة شملت نشره تحذيراً مماثلاً في مقال افتتاحي في “نيويورك تايمز”، ومقال في “نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين”.