أوضح عالم الفلك مجدي سعد أنّ كسوف الشمس يحدث اليوم للمرة الاولى منذ 16 عامًا، يبدأ في الـ11:15 من قبل الظهر ويصل الى ذروته عند الساعة 12:30، لافتًا الى أنّه سيحصل بنسبة 100% في المحيط الأطلسي، إلا أنّ في لبنان سيكون جزئيًا وسنشهده لدقائق كما في بعض الدول العربية.
سعد، وفي حديث عبر إذاعة “صوت لبنان ـ 100.5″، حذّر من متابعة الكسوف بالعين المجرّدة، داعيًا من لا يملك نظارات خاصة أن يتابع الحدث عبر شاشات التلفزة.
في سياق متصل، أشار عضو في فريق عمل العلوم الفلكية في المجلس الوطني للبحوث العلمية وأستاذ الفيزياء الفلكية في جامعة سيدة اللويزة روجيه حجار في حديث لـ”النهار” إلى أنَّ الكسوف لن يطال لبنان سوى بنسبة 10% حيث سيحجب القمر 10% فقط من مساحة الشمس. كما أنَّ أوج الكسوف سيكون في الساعة 11:30 قبل الظهر وسيمتدُّ لساعات ما بعد الظهر”. وأكَّد حجار أنَّ ان الكسوف لن يؤثر في حركة الطيران ولا في الناس، كما أنَّه لن يبدو واضحاً في حال وجود غيوم. وقد لا يلاحظ بعض الناس حدوثه لأنَّ نسبته ضئيلة”.
ولفت حجار إلى أنَّ الكسوف لن يطال دول الخليج العربي مطلقاً، في حين أنَّ المنطقة الواقعة أقصى الشمال السوري وصولاً إلى الساحل سيكون الكسوف فيها نحو 15 إلى 20%، ويصل إلى 35% في كلٍ من الجزائر والمغرب. ولكن لمَ يطال الكسوف مناطق معينة دون سواها؟ يقول حجار إنَّ “المسألة هي لعبة ظل مرتبطة بموقع القمر، في أماكن معينة يبرز ظل القمر قوياً وفي أماكن أخرى يبدو بشكلٍ أخف، وتتضاءل هذه النسبة كلما ابتعدنا عن مكان الكسوف”.
وأكد حجار أنَّ الدول التي سيطالها الكسوف بشكل كامل هي جزر الفارو وإيسلندا والدول القريبة من المحيط المتجمد الشمالي. في بريطانيا عندما يقترب الكسوف من أوجه يخف ضوء وإشعاع الشمس. لذا، من الضروري الانتباه إلى الإنارة لأنَّ الضوء سيغيب عن الطرق، أما في مناطقنا فلن يكون من تأثير أو خطر على حياة الناس اليومية.
الى ذلك، وأشار تقرير صادر عن جمعية “علم الفلك” (SPA) أنَّ سكان أوروبا خصوصاً بريطانيا وإيرلندا سيتمكنون من مشاهدة كسوف الشمس بنسب مختلفة، حيث سيحتجب نحو 84% من وجه الشمس عن الأرض، وفي أدنبره ستصل النسبة إلى 93%. في حين أنَّ سكان القارات الأفريقية والأميركيتين وأوستراليا لن يتمكنوا من رؤية هذا الكسوف، في وقت من الممكن أن يراه بعض سكان منطقة الشرق الأوسط وروسيا. ومن المتوقع أن يكون هذا الكسوف خطراً على سائقي السيارات على الطرق، وفي هذا الصدد، دعا نائب رئيس جمعية “علم الفلك” (SPA) روبن سكاجيل الناس قائلاً: “على عكس كل كسوف آخر، يحدث هذا الكسوف النادر في منتصف ساعة الذروة. لذا، ندعوهم للالتزام بتعليمات هيئة السلامة والتركيز في النظر على الطريق”. وأضاف: “إنَّ الكسوف سيحجب 97% من الشمس، لكنَّ النظر مباشرة إلى هذا المشهد من دون حماية العين يمكن أن يسبب أضراراً قد تؤدي إلى عمى دائم”. من جهتها، حذَّرت الجمعية الفلكية الملكية من مغبَّة النظر إلى الشمس بالعين المجردة، إذ تنبعث منها أشعة ساخنة فوق البنفسجية وأشعة تحت الحمراء عالية الطاقة، يمكن أن تحرق الجلد أو العيون”.
يذكر أنَّ لبنان شهد كسوفاً كاملاً في العام 1999، وكسوفاً جزئياً في 2006 وصلت نسبته إلى 60%، ومن المتوقع أنَّ تتكرر هذه الظاهرة النادرة مجدداً في 12 آب من العام 2026.