روعة الرفاعي
هي قضية «إبريق الزيت» في التعاطي مع القضايا الملحّة في مدينة طرابلس عامة، ومحافظة الشمال بشكل خاص.
هي «معاناة الحرمان» والاهمال الذي يراد من وراء اتباعها اخضاع الناس لكل أنواع الضغوطات التي تمارس عليهم في سبيل تأمين مصالح ومآرب شخصية، وفي النتيجة المواطن يدفع الثمن «من ماله وأعصابه» ويتكبّد الاهانات والذل ان هو أراد السير وفق الأصول والقانون، لأنه وفي هذه الحالة يكون «مثال المواطن الشريف والذي لا يملك ظهراً يرد عنه الضربات».
هناك على طريق العيرونية، تضيع وأنت تبحث عن خط السير الذي ستسلكه، بعدما تطالعك أرتال السيارات والتي انتشرت على جانبي الطريق فهل تكمل سيرك أم تقف منتظراً؟ بالطبع ان كنت لا تقصد مركز النافعة عليك المتابعة ضمن طريق ضيقة بالكاد تتسع للسيارات المارة صعوداً ونزولاً، تبحث عن مكان تركن فيه سيارتك فيهرع أصحاب المحلات في المنطقة اليك ليتحدثون عن معاناتهم اليومية جراء التعاطي مع أصحاب السيارات، المواقف غير مؤمنة للزبائن بعدما اجتاحتها السيارات فكيف السبيل الى اصطيادهم؟
هذا من جهة، ومن جهة ثانية هناك المواطن الذي ينتظر لساعات وساعات وأحياناً كثيرة لا يصل الى باب النافعة قبل الساعة الثانية ظهراً موعد اقفالها فتجده مضطراً للبقاء بداخلها حتى اليوم التالي خوفاً من سرقة دوره، أما من يملك المال والواسطة فالتعاطي معه مختلف، كون السماسرة والذين انتشروا في المكان قادرين على حل الأزمات وكل هذا على مرأى ومسمع القوى الأمنية والتي هرعت للمكان فور علمها بوجودنا فيه، فأي موضوع صحافي من شأنه توجيه أصابع الاتهام لهم أقله على صعيد عدم تنظيم الحركة والسكوت عن المشاكل التي تنشب بين أصحاب السيارات والذين يفقدون كل أنواع الصبر وهم ينتظرون «الفرج».
القضية ليست جديدة، بل ومنذ عدة سنوات المواطن يعاني على أبواب النافعة في منطقة العيرونية، فلماذا لا تلجأ الدولة الى حل هذه المشكلة؟؟ وما هي الصعوبة التي تقف وراء تأمين مركز آخر في مناطق مختلفة؟
تجدر الإشارة الى أنه حينما تولى الوزير محمد الصفدي حقيبة وزارة النقل والأشغال العامة كان قد خصص أرضاً قرب معامل الغندور في منطقة البحصاص لانشاء مركز للمعاينة الميكانيكية عليها، بيد انه وكما درجت العادة «توضع العصي بالدواليب» ويتم رفض المشروع لأسباب تبقى مجهولة، إلا ان البعض يقول عنها بأن انشاء مركز آخر من شأنه إلغاء «مغارة علي بابا» وما تحتويه من كنوز نتيجة السمسرة الحاصلة، والتي يستفيد منها الكثير من الجهات فكيف السبيل الى الحل؟
بالأمس القريب بدأت أنظار المعنيين تتجه نحو تصويب الخلل الحاصل داخل مركز النافعة في منطقة العيرونية والذي زاره محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا واتخذ القرار بإنهاء حالات التشبيح الحاصلة والقضاء عليها، كما وزار النائب محمد كبارة المركز ورفع الصوت عالياً مشدداً: على أن ما يشهده مركز المعاينة الميكانيكية في العيرونية يكاد لا يصدق، لكنه للأسف الشديد بات واقعا يرخي بثقله على جميع المواطنين الذين منهم من يبات ليلته في سيارته ليحجز دورا، ومنهم من يدفع أموالا طائلة لإجراء المعاينة، ومنهم من يقع ضحية «المافيات» فيجد نفسه يدفع أضعافا مضاعفة عن التعرفة الرسمية، هذا بالإضافة الى الواسطات والمحسوبيات التي تتقدم على كل شيء وتطال بعض المحظيين من الناس، فضلا عن الاشكالات التي تحصل بشكل يومي وتؤدي في بعض الأحيان الى ما لا يحمد عقباه.
وأضاف: إن كرامات أبناء طرابلس والشمال تنتهك على أبواب مركز المعاينة الميكانيكية وهذا أمر لا يمكن أن يستمر ولا يمكن السكوت عنه أو الرضوخ إليه، علما أن وجود مركز واحد بمسربين أو ثلاثة لكل أبناء الشمال يشكّل أبشع صور الحرمان والاهمال، لذلك فاننا نطالب وزير الداخلية نهاد المشنوق بالعمل فورا على فتح عدة مراكز للمعاينة الميكانيكية في مناطق الشمال بمسارب عديدة، والتصدي للمافيات والشبيحة والخارجين عن القانون الذين يستغلون حاجات المواطنين أبشع إستغلال، إضافة الى ضرورة تفعيل الرقابة، وتنفيذ خطة أمنية خاصة بمركز المعاينة الميكانيكية لحماية المواطنين، قبل أن يصبح هذا المركز مرتعا لأصحاب النفوذ، ووكرا للاعتداء على مصالح الناس وإستغلالهم.
هذا الاهتمام قد يوحي بأنه يلوح في الأفق حلاً قريباً والا لما سلطت الأضواء على قضية حياتية تحتاج للحل السريع فهل سيكون لمحافظة الشمال مراكز أخرى تكون قادرة على إنهاء الأزمة؟
مسؤول…
{ شاكر طالب مسؤول في مصلحة تسجيل السيارات يقول: الأزمة لا يمكن حلّها إلا عن طريق إنشاء مركز آخر، والمعلومات التي بحوزتي تفيد بأنه وبعد إثارة النائب محمد كبارة للموضوع وزيارة المحافظ والعميد الأيوبي للنافعة صدر تقريراً يقضي بضرورة إيجاد مركز آخر بغية التخفيف من حدة الأزمة، لكن متى سيكون ذلك لا نعرف وبحسب معلوماتي المكان مؤمّن وفي غضون ستة أشهر ستنتهي الأعمال فيه، حتى انه يتم الحديث عن إنشاء مركز في عكار وإذا كان الأمر صحيحاً فمعنى ذلك أن الأزمة انتهت.
ورداً على سؤال يقول: طبعاً ما هو قائم اليوم يعتبر مصالح شخصية للإستفادة من السمسرات بيد انهم متى أرادوا الحل فهو قريب.
… ومواطن
{ المواطن عبيدة سعد الدين، صاحب محل في منطقة العيرونية، قال: هناك الكثير من المشاكل جراء أرتال السيارات المنتشرة على الطريق بشكل يومي، هناك كاراج داخل النافعة إلا انهم لا يستعملونه سوى لحجز السيارات. أحياناً كثيرة نترك محلاتنا بغية تنظيم السير وكي لا تندلع المشاكل فيما بين أصحاب السيارات والذين ينامون ليلاً داخل سياراتهم، فلماذا كل هذا الاستهتار بكرامة المواطنين؟ أين هي الدولة جراء كل ما يجري؟ لماذا تسكت على إهانة المواطنين؟
نطالب من لديه القدرة على حل هذه المشكلة الإسراع في بتّها قبل تفاقمها ولا سيما اننا حينما نلجأ الى منع الناس من الوقوف أمام محلاتنا «تقوم الدنيا ولا تقعد» وفي المقابل لا يمكن لأي زبون أن يركن سيارته أمامنا ولذا يفضّل عدم المجيء الينا. هي كارثة حقيقية تحتاج للحل السريع.
{ من جهته براق الحلبي يقول: ما يجري ذل كبير بحقنا نحن المواطنون، كل ما نحتاجه انشاء محطة ثانية، كون المحطة الحالية لا تلبي كل الاحتياجات.
ورداً على سؤال يقول: حضرت منذ الساعة الثامنة والآن بلغت الساعة الـ 11 ظهراً وما زال أمامي طريق طويل قبل الساعة الثانية حيث موعد اقفال النافعة مما يعني أنني إذا وصلت بعد هذا الوقت سأضطر للنوم في سيارتي لليوم الثاني وإلا عدنا من الأول، فهل يجوز كل هذا الذل بحقنا ونحن نسعى الى معاينة سياراتنا وفق ما يقتضيه القانون؟
سمعنا بأن المحافظ قد عمل على إنهاء هذه الأزمة ولكن حسبما يبدو فان المحافظ لم يقم سوى بحملة إعلامية ودعائية ذلك أن كل الأزمات بقيت على ما هي عليه.
{ المواطن مهتدي قال: أنا هنا منذ حوالى ثلاث ساعات وحتى الآن لا نعرف شيئاً عن مصيرنا، لكن سنبقى لحين يأتي دورنا.
الحقيقة بأن هناك أمورا كثيرة لا يمكننا البوح بها تتم على مرأى ومسمع الكل، بيد ان أحداً لا يمكنه الكلام عنها وإلا سندخل في المجهول، طبعاً كل ما نتمناه أن ننتهي من هذه الأزمة، ومن تحكم السلطات المعنية بنا.
{ وسيم من منطقة الضنية قال: أعمل في معرض للسيارات ومكلّف بإجراء المعاينة بشكل دائم، طبعاً المعاناة كبيرة كون المركز الحالي معني بكل الأقضية، والى جانب هذا فمن لديه الواسطة يمر مرور الكرام ولا ينتظر دوره كل هذا أمام أعيننا، ونحن الذين نقف بشكل منتظم نسمع الكثير من الإهانات التي توجه لنا من قبل القوى الأمنية المولجة بالتنظيم، ولكن أي تنظيم؟
وعن مسألة الرشوات يقول: كثيرة وواضحة وبالإمكان القضاء عليها لكن من سيقوم بذلك، والمعني هو المستفيد!!
{ طوني خوري من منطقة ضهر العين قال: منذ ساعات الفجر الأولى وأنا أنتظر دوري داخل سيارتي، كل هذا بهدف اجراء المعاينة الميكانيكية، الحل لن يكون إلا بإيجاد مركز آخر. برأيي أن السياسي لا يهتم لأمرنا ولا لمعاناتنا، كل ما يمكننا القيام به اطلاق التمنيات بإنهاء هذه الأزمة.
{ بدوره محمد خشفة من منطقة القليعات عكار قال: أنتظر دوري منذ يومين، هدفي تسجيل سيارتي فقط لا غير، الكثير من المشاكل تندلع بشكل دوري طبعاً كون التعصيب يبقى سيد الموقف.
وتساءل خشفة عن الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء عدم افتتاح مركز للمعاينة في عكار؟ أين الصعوبة في هذا الموضوع، أعتقد بأن القضية تتعلق بالخوات المفروضة والرشوات التي يتلقاها السماسرة المتخصصون بهذا العمل.
وختم خشفة مؤكداً على أن هناك أراضي كثيرة في عكار يمكن انشاء مركز للنافعة عليها وما على الدولة سوى اتخاذ القرار.
{ المواطن نظيم قوجايجيان من منطقة الزاهرية قال: بينما كنت أنتظر دوري منذ ساعات الصباح الأولى أتى من يركن سيارته أمام سيارتي ولولا تدخّل الناس لاندلعت مشكلة كبيرة، بالطبع هذه عيّنة صغيرة عما يحدث يومياً والدولة تدرك ذلك وتسمع إلا انها لا تحرك ساكناً وكأنها تريد اهانتنا على أبواب المعاينة.
نناشد الدولة الوقوف الى جانبنا كوننا أبنائها ولا يجوز القبول بإهانتنا، الا ان الحقيقة الناصعة كالشمس أن كل السماسرة يعملون بدعم الدولة وتحت أنظار القوى الأمنية والتي تؤمن لهم الزبائن، هي خوات توزع على الجميع، برأيي أن موضوع النافعة يعتبر كنزاً حقيقياً لهم ولا يمكن انهاء القضية.
وعما قام به المحافظ يقول: هي كذبة كبيرة والحال ما زال على ما هو عليه، وأنا أنتظر أتى لمن يعرض عليّ مبلغ 50 ألف ليرة بغية تمرير سيارتي رفضت لأنني لا أملك المبلغ.