إيلي قهوجي
الاشتباك السياسي الذي شهدته جلسة مجلس الوزراء أول من أمس، والذي أظهر مدى هشاشة الحوارات القائمة بين المكونات الاساسية في البلاد بغية تخفيف الاحتقان فيها، برر المخاوف التي يستشعرها كثيرون في هذه المرحلة البالغة الضبابية لما يكتنفها من انعكاسات على مناخ الأعمال. لذا، لم يكن مستغرباً ان تنهي بورصة بيروت الاسبوع أمس في مثل الاجواء التي أنهت بها الاسبوع الذي سبقه، من حيث استمرار تردد المتعاملين في مقاربة الصكوك المالية المدرجة على لوائحها واقتصار التداول على عدد محدود منها كلما وجد من له مصلحة في بيعها وشرائها بالاسعار الرائجة بما لا يؤسس لاتجاه واضح في السوق.
وفي هذا الاطار، سجل ارتفاع لاسهم “سوليدير” بفئتيها “أ” من 11,67 الى 11,79 دولاراً و”ب” من 11,78 الى 11,88 دولاراً ولاسهم “بنك عودة” المدرجة من 6,75 الى 6,85 دولارات و”بلوم بنك” المدرجة من 9,16 الى 9,17 دولارات و”بنك بيبلوس” العادية من 1,72 الى 1,74 دولار والذي استقرت التفضيلية – 2008 العائدة اليه على 102,40 دولارين.
وتبعاً لذلك، أقفل مؤشر “بلوم انفست” للاسهم اللبنانية بارتفــــاع ملحـــــوظ نسـبـتــه 0,58 في المئة على 122934 نقطة في سوق أقل نشاطاً تبودل فيها 48030 صكاً قيمتها 352385 دولاراً، في مقابل تداول 136727 صكاً قيمتها 772046 دولاراً أول من
أمس.
ارتفاع الاورو والبورصات على جانبي الاطلسي
في الخارج، عاد الاورو الى الارتفاع في أسواق القطع العالمية آخر أيام الاسبوع ليتخطى صعوداً عتبة الـ1,08 دولار مع انتعاش الامال في تجاوز اليونان الأزمة المالية التي تعانيها مع تقدم المفاوضات بينها وبين دائنيها الأوروبيين وصندوق النقد الدولي أمس في بروكسيل والتي أفضت الى وضع اجراءات دعمها على السكة لانقاذها من الافلاس من غير أن تتخذ المزيد من الاجراءات التقشفية، بعدما قدمت حكومة أثينا لائحة كاملة بالاصلاحات المطلوبة منها على أن يصار الى توقيعها الاسبوع المقبل بروح من الثقة المتبادلة. ومما عزز أجواء التفاؤل ما صرحت به المستشارة الألمانية انغيلاميركيل في هذا الشأن عشية القمة التي ستجمعها الاسبوع المقبل ورئيس وزراء اليونان في برلين وما صدر عن رئيس المفوضية الأوروبية جان – كلود يونكر من أنه سيضع في تصرف أثينا ملياري أورو من الأموال المتوافرة لدى مؤسسته لسنة 2015 دعماً للنمو الاقتصادي في اليونان. وقد تداخلت كل هذه الاعتبارات مع ارتفاع أسعار الانتاج في ألمانيا بنسبة 0,1 في المئة في شباط بعد تراجعها بنسبة 0,6 في المئة في كانون الثاني لتطمئن المستثمرين الى وضع الأورو الذي أقفل في نيويورك بـ1,0810 في مقابل 1,0640 أول من أمس، في تطور جعل أونصة الذهب تقفل بـ1183,10 في مقابل 1171,00 في الفترة عينها.
وواصلت الأسهم الأوروبية ارتفاعها متجاهلة ارتفاع الأورو مدعومة بعمليات اندامج بين شركات عدة بقيادة “هولسيم و”لافارج”، فأقفلت بورصات منطقته بمكاسب راوحت بين 2,96 في المئة في مدريد و0,63 في المئة في امستردام. ولقيت وول ستريت دعماً من ارتفاع الأورو ازاء الدولار ومن تحسن أسعار النفط، فأقفل مؤشر داو جونز الصناعي بزيادة 168,36 نقطة على 18127,39 نقطة ومؤشر ناسداك 34,04 نقطة على 5026,42 نقطة.